تراسيم.. حلايب التي لن يزورها الرئيس !! عبد الباقي الظافر في ديسمبر من العام قبل الماضي نوى مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد زيارة مثلث حلايب ..موكب الرجل الدستوري تكون من تسع عربات ..عندما وصل موسى إلى بوابة حلايب وجدها مغلقة ب (طبلة وجنزير) يحرسها اثنان من مجندي الخدمة الإلزامية في مصر ..الأخ مساعد الرئيس لم يجد غير أن يعض على بنانه ثم يعود لاحقاً إلى بورتسودان ..كانت تلك أول وآخر محاولة يقوم بها مسؤول رفيع لتفقد مائة وخمسين ألفا من السودانيين الذين يعيشون تحت الاحتلال المصري. أمس أخبرتنا الصحف أن السيد رئيس الجمهورية سيزور حلايب، ويفتتح فيها مشروعات ..بعض الصحف تحرت التدقيق وأسمت المنطقة المعنية بالزيارة محلية حلايب أو حلايب الجديدة كما يصفها زميلنا الصحفي الفاتح عبدالله.. حلايب الجديدة هي محلية أوسيف سابقاً ..فيما تبعد حلايب المخطوفة نحو مئتين وثمانين كيلو متراً من بورتسودان.. الحكومة أعادت تسمية محلية أوسيف بحلايب حتى ننسى حلايب الأولى. والي البحر الأحمر صرح جهراً بزيارة الرئيس لحلايب ..وكان بإمكانه أن يقول إن الرئيس سيزور كل محليات البحر الأحمر ..إلا أن تخصيص حلايب يحمل أكثر من معنى ..قبل أيام طلب منا وزير الخارجية الأستاذ علي كرتي أن ننسى أمر السيادة على حلايب هذه الأيام ..ربما استفزّ حديث أمير الدبابين السابق بعضاً من عشيرة البجة والبشاريين وعلى طريقة تسخين ملف أبيي أراد أولاد حلايب فتح جبهة جديدة. ربما أفلح التقارب بين القاهرة والخرطوم على تعبيد الطريق لموكب البشير الذي سيهبط حلايب قادماً من بورتسودان ..في هذه الحالة سيتمكن القائد الأعلى الالتقاء بجنوده المحاصرين في حلايب منذ عشرين عاماً ..نحو مائة وخمسين عسكرياً سودانياً يقيمون في حلايب ويصلهم الإمداد عبر البوابة ذاتها المحروسة بعسكر مصريين. ستبدو مصيبتنا أعظم إن حاولت حكومتنا اللعب بالكلمات.. قد فعلت من قبل عندما أخبرتنا أن التسجيل للانتخابات يشمل حلايب ..واكتشفنا لاحقا أن لا أحد من أسرانا في حلايب قد تمكن من التصويت دعك من الوصول إلى عتبة البرلمان. ستبدو المشكلة أكبر إن زار المشير البشير حلايب المحتلة ووجد أبوابها كما وجدها مساعده موسى ..هنا سنكون قد صنعنا بأنفسنا أزمة ..سببنا الحرج لرئيس الجمهورية وفتحنا ملفاً جديداً في الوقت الخطأ ..البلاد لا تحتاج هذه الأيام لجبهة جديدة. أما إذا اكتفى الرئيس البشير بزيارة حلايب الجديدة وغض الطرف عن أراضينا المحتلة شمالاً فالخطب أعظم ..ليس من المقبول أن يقترب القائد الأعلى من جنده المحاصرين دون أن يتفقدهم .أو حتى يهاتفهم من وراء الحدود كما فعل مساعد الرئيس موسى محمد أحمد. أكاد أجزم أن أحد رجال الرئيس وضعه في هذا المأزق لأنه كان يرسل الكلمات دون تدبر ..كم كانت ستكون مفاجأة رائعة إن تمكن الرئيس البشير من زيارة أهلنا في حلايب دون سابق إنذار أو ترقب. التيار