حلايب للبيع !! عبد الباقي الظافر في ديسمبر من العام قبل الماضي نوى مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد زيارة مثلث حلايب.. موكب الرجل الدستوري تكون من تسع عربات.. عندما وصل موسى إلى بوابة حلايب وجدها مغلقة ب(طبلة وجنزير) يحرسها اثنان من مجندي الخدمة الإلزامية في مصر.. الأخ مساعد الرئيس لم يجد غير أن يعض على بنانه ثم يعود غضبانَ أسفاً إلى بورتسودان.. كانت تلك أول محاولة يقوم بها مسؤول سوداني رفيع لتفقد حوالي مائة وخمسين ألفاً من السودانيين الذين يعيشون تحت الاحتلال المصري في مثلث حلايب. في يونيو الماضي أكدت حكومة البحر الأحمر أن رئيس الجمهورية سيزور حلايب في إطار زيارته لمحليات الولاية الساحلية.. وقتها قلنا: إن الزيارة لن تتم وأن حلايب المعنية ما هي إلا صورة مضللة.. بعد أن ضاع منا مثلث حلايب المعروف، استنسخت الحكومة محلية وأسمتها (حلايب).. حتى إذا سألنا عن أرضنا المحتلة ردت الحكومة (هذه حلايب). بعد نجاح الثورة في مصر، وخلع الرئيس حسني مبارك، الذي احتلّ أرضنا في عقد التسعينات استبشرنا خيراً بمصر الجديدة.. وقبل أن نسأل حكومة الثورة كانت وزارة الخارجية السودانية (وليست المصرية) تؤكد أن الوقت غير ملائم لإثارة مثل هذه القضايا.. في هذا الوقت غير الملائم كانت حكومة السودان تتبرع بأفواج من الأغنام والأبقار لدعم شعب مصر.. في هذا الوقت غير الملائم كان الشعب السوداني يضرب عن أكل اللحوم احتجاجاً على ارتفاع أسعارها. مصر الجديدة شرعت في إجراء الانتخابات الأخيرة في أرض حلايب.. لم تحتجّ حكومتنا.. بل اقترحت هيئة برلمانية فكرة تنظيم استفتاء لحسم مشكلة احتلال مصر لأرضنا.. نائب حلايب المزيفة أحمد عيسى صرح أن اجتماعاً لنواب ولاية البحر الأحمر في الهيئة التشريعية وحكومة البحر الأحمر ناقشوا مستقبل أرضنا المحتلة على ضوء رؤية قدمها لهم سلفاً وزير الخارجية السوداني.. خيارات الحكومة السودانية ثلاثة.. جعل حلايب منطقة تكامل بإدارة مشتركة.. نقل كامل الملف إلى التحكيم الدولي.. أخيراً طرح استفتاء ليحدد أهل حلايب رغبتهم بين الاستمرار مع مصر أو العودة لوطن الجدود في السودان. للأسف ليس من بين خيارات حكومتنا مطالبة مصر بالجلاء عن أرضنا.. أو حتى الاستمرار في الوضع المعلق والذي يقتضي تجديد شكوتنا في مجلس الأمن الدولي كل عام. حلايب سودانية بشهادة جميع الخرائط العالمية.. ولكن حكومتنا التي أدمنت التفريط في ترابنا الوطني تريد التخلص من جزء عزيز من أرضنا.. نائب الرئيس الحاج آدم أكد في مؤتمر إذاعي أن العقيد القذافي كان يخطط لضم دارفور إلى ليبيا.. بالطبع الحكومة كانت تعلم ذلك جيداً.. ماذا فعلت الحكومة من أجل الحفاظ على أرضنا.. أغلب الظن أنها انتظرت حلف (الناتو) ليهيض جناح العقيد الليبي.. وبعد (الدروخة) تدخلت حكومتنا. أقترح على حكومتنا أن تترك حلايب وأهل حلايب في حالهم.. حلايب ليست للبيع.. ولكنها في انتظار حكومة بمقدورها حماية التراب الوطني. التيار