هم كفار ولكن !!! علي عبدالله ادريس _________________ عاد إلى بيته قبيل غروب الشمس والإعياء باد على وجهه ليجد قي انتظاره خبر طلب المأمور الانجليزي له في بيت العمدة ( عوض عيسى ( يخف مسرعا إلى حيث ينتظر المأمور - يخاطبه المأمور بكل احترام وتقدير - أنت ( آمر اهمد الآتي ) فيجيب باحترام ( نعم جنابك ) ويسلمه مظروف مغلق - يحوله العم ( حاج عامر ) إلى العمدة - يفض العمدة المظروف بعد أن يضع على عينيه نظارته السميكة - ويقرأ - مطلوب حضورك بمركز تندلتي للتعرف على الجمل المبلغ عنه - هذا خبر لم يتوقعه العم / حاج عامر - جمله الذي سرق قبل ثلاثة أشهر موجود الآن بمركز تندلتي ؟ - تغمره الفرحة بين مصدق ومشكك - يبصم بإبهامه على الدفتر الذي يحمله المأمور اعترافا باستلام المظروف - يغادر المأمور على جمله الأبيض وعلى رأسه قبعته تزينها حزمة من ريش النعام - ويترك العم / حاج عامر ليدبر أمره - في صباح اليوم التالي - تبدأ الرحلة إلى تندلتي - يمتطي العم / حاج عامر حماره الأشقر وبرفقته عمنا ( ضحية ) بحماره الأسود - ويطيل بهم المسير وتظهر لهم مدينة تندلتي على بطحاء الرمال يتقطع دونها السراب - ينامون ليلتهم قي ضيافة احد معارف العم ضحية - وفي الصباح كان طريقهم إلى مكتب شرطة تندلتي - وبعد أن يتعرف عليه موظف المكتب يطلب منه أوصاف الجمل - فيحددها العم / حاج عامر - ( الوسم : الشلخ المتعارض على الخد اللمين - الشعبة في الورك اللعيسر - الأضان اللمين مشقوقة ) هذه أوصاف الجمل والمدونة في البلاغ عن السرقة - فيطلب منه الموظف الانصراف والعودة مساء دون أن يبدي العم / حاج عامر أي اعتراض أو استفسار - عاد مساء فطلب منه المأمور التعرف على جمله من بين الجمال التي في الحظيرة - فتعرف على جمله فلم يكن هو كما كان - ذهبت عنه تلك النحافة - واكتنز سنامه لدرجه انه يبدوا قصيرا - وتلاشت نتوآت عظام الرقبة - وكادت أن تلتصق فخذاه - ولكن لم يذهب عنه ذلك ( الحشى ) الضامر - جاء جرد الحساب - فتح موظف المكتب سجل كان أمامه وبدا في سرد محتوياته - تاريخ استلام المركز لهذا الجمل - عدد الرحلات التي قام بها الجمل في نقل الصمغ من ضواحي تندلتي الى السوق - قيمة إجمالي الأجرة لهذه الرحلات – ما تم صرفه على الجمل من أعلاف وأدوية بيطرية - المتبقي من دخل إيجار ذلك الجمل - طلب من العم حاج عامر البصم على استلام المبلغ الذي لم يتوقعه - وكانت الدهشة ترتسم على وجهه - ولسان حاله يقول ( ديل كفار وبخافوا الله ) نقول يا عمنا الحاج هؤلاء لا يعرفون الله ولكن يعرفون الضمير- هم كفار ولكن يخافون عذاب الضمير - فهل يمكن أن نقارن فساد اليوم بضمير الأمس ؟ أين أكل أموال الناس بالباطل اليوم من قوم يدعون الإسلام - أين أكلت المال العام من داخل مسئولي الدولة ؟