إليكم الطاهر ساتي [email protected] الحركة بالشمال ... هل هي بداية النهاية ..؟؟ ** لم تكن غاية نيفاشا هي الوحدة أو الإنفصال.. بل كان السلام - ولايزال وسيظل - هو الأمل المرتجى والغاية المنشودة.. ولذلك، كظم الجميع - عدا منبر السلام العادل- أحزانهم حين ذهب الجنوب جنوبا والشمال شمالا، مع الأمل بأن يثمر هذا الإنفصال سلاما بالجنوب والشمال..أي التضحية بالوحدة صار من أثمان السلام المنشود..ولذلك ،ليست من الحكمة أن نخسر الوحدة و السلام معا ..!! ** وما يحدث بجنوب كردفان نوع من مستصغر الشرر، و ما لم يتم تداركه - بحكمة حكماء الشريكين - سوف يتحول إلى نار تلتهم أبناء وموارد الجنوب والشمال حينا من الدهر..هو صراع حول السلطة، و ليس حول أية قضية أخرى.. وليس من العدل أن يتحمل المواطن أجندة سلطوية لاناقة له فيها ولابعير ..لقد أخطأت قواعد الحركة الشعبية بجنوب كردفان حين إتخذت ( النجمة أو الهجمة)، شعارا وهتافا في حملتها الإنتخابية، إذ هو شعار يعكس بأن صاحبه - ومن يهتف به -ليس بديمقراطي ولا يؤمن بالديمقراطية..وكان طبيعيا أن تقابل قواعد المؤتمر الوطني ذاك الوعيد الإستفزازي بهتاف مهووس من شاكلة (مولانا أو القيامة)..وهكذا أهل السودان جميعا، إذ يقول مثلهم الشعبي ( البيجيك مشمر قابلو عريان )..ومابين قواعدة مستفزة وأخرى ذات هوس،تم الإستقطاب السلبي وتوفير المناخ المناسب للعنف..وكأن صناديق الذخيرة هي التي ستحسم المعركة الإنتخابية،وليست صناديق الإقتراع ..!! ** ثم أخطأت فئة بالحركة الشعبية - بقيادة مرشحها عبد العزيز الحلو - حين إستخدمت الهجمة ضد القوات المسلحةو المشتركة و الشرطة والمواطنين، حين خسرت نجمتها منصب الوالي..وكان طبيعيا أن تستغل القوات المسلحة هذا الخطأ، كما إستغلت خطأ تلك الفئة الساذجة بأبيي .. إذ لم يعد هدف القوات المسلحة هو فقط صد إعتداءات تلك الفئة، بل صار الهدف هو تجريد كل قوات الحركة من السلاح.. وهكذا دائما البعض في الحركة الشعبية، بحيث يضعون الكرة للجيش في ( خط ستة)، ليحرز هدفه الذهبي .. نعم، سيناريو الغباء بأبيي يتكرر في جنوب كردفان، ولا ندري إن كانوا أغبياء - فعلا - أم أن الحكومة دربتهم وأهلتهم بحيث يكونوا أذكياء بأفعالهم التي جردت أبيي من قوات الحركة قبل شهر ، واليوم تجرد جنوب كردفان من ذات القوات ..؟ ** واقع الحال بجنوب كردفان يؤكد بأن الحركة الشعبية لم تتمرد، بل فئة من قواتها نفذت - بأمر مرشحها - شعار ( الهجمة) ثم هربت إلى الجبال وإحتمت بخنادقها، بدليل أن كل نواب الحركة الذين فازوا في دوائر المجلس التشريعي، ينتظرون موعد تشكيل الحكومة ليؤدوا القسم ثم يتقاسموا (مزايا البرلمان الولائي) مع نواب شريكهم.. وتلك الفئة التي نفذت شعار ( الهجمة ) لن تجد أي دعم من حكومة الجنوب، ولو كانت حكومة الجنوب في وضع يمكنها من تقديم الدعم لمثل هذه الفئات، لدعمت ( فئة أبيي)، ولكنها لم تفعل ولن تفعل، إذ قادة حكومة الجنوب - وهم قاب قوسين أو أدنى من موعد إعلان دولتهم - تعلموا بأن التفاوض يحقق من الفوائد والمكاسب ما لا تحققها الحرب.. و قوات المجتمع الدولي التي إنحازت لحكومة الخرطوم في معركة أبيي، منحازة منذ بداية الأزمة لحكومة جنوب كردفان، ولذلك هاجمها الحلو تصريحا وتلميحا..فالمجتمع الدولي - اسم الدلع لأمريكا - يريد دولة ذات حكومة مستقرة بالجنوب ليحلب نفطها، وأخرى ذات حكومة مستقرة بالشمال ليتعاون معها مكافحة الإرهاب.. وعليه، تستطيع القوات المسلحة أن تجرد تلك الفئة - وكل قوات الحركة - من السلاح خلال أسبوع أو أقل، ولكن حتى هذه الإستطاعة تكلف الدولة مالا يدفعه المواطن خصما من ضروريات حياته، ولذلك آن الأوان بأن يلعب قطاع الشمال بالحركة الشعبية دورا إيجابيا، بحيث يتحول - طوعا وإختيارا - إلى ( حزب سياسي)، كما كل قوى المعارضة ..!! ** علما بأن كل قوى المعارضة بجنوب كردفان إستنكرت تصرف فئة (النجمة أو الهجمة) ..وهي ذات القوى التي إجتمعت قادتها بدار المؤتمر الشعبي للمزيد من الإستنكار .. وكذلك هي ذات القوى التي شكلت حضورا قويا في الدوحة قبل أسبوع ..وكل هذا يؤكد بأن العنف لم يعد مقبولا في سوح الصراع السياسي، وهذه محمدة.. والمعلومة غير الغائبة عن قطاع الشمال بالحركة الشعبية هي أن أقوى ثلاثة أحزاب تأثيرا في الشارع السوداني قاب قوسين أو أدنى من المشاركة في حكومة ما بعد التاسع من يوليو ، وهي مشاركة تلزم المؤتمر الوطني إيجاد مناصب شاغرة في مجلس الوزراء والولايات والبرلمان.. وسوف تؤلمكم - يا الحلو و ياسر و آخرين - بأن القوى المعارضة التي باعتها الحركة الشعبية في مواقف كثيرة طوال سنوات الشراكة، هي ذات القوى المعارضة التي ستبيع الحركة الشعبية بعد التاسع من يوليو..هذا ما لم تفطنوا وتعضوا على ما يسميه الإمام الصادق بالكفاح المدني بالنواجذ، أي كما يفعل رفيقكم مالك عقار بذكاء وحكمة.. الكفاح بالخرطوم وليس حرب الغوريلا بالأدغال والجبال .. فالتجارب علمت زعماء القوى المعارضة بأن الخرطوم وشوارعها وجامعاتها وأسواقها ومجالس أهلها هي وسيلة التأثير و التغيير الوحيدة في السودان منذ الإستقلال، وليست أطراف البلاد وحدودها..ومالم تتعلم الحركة الشعبية بالشمال كيفية إستخدام وتسخير تلك الوسيلة - كما تفعل القوى المعارضة حاليا - فانها ( ح تروح شمار في مرقة) ...!! ............... نقلا عن السوداني