حديث المدينة وراء كل رئيس فاشل..!! عثمان ميرغني مسكين علي عبد الله صالح.. الذين حوله أقنعوه – أكثر من مرة – أن الشعب يحبه ولا داعي للتوقيع على المبادرة الخليجية.. وقالوا له: (اضرب بيد من حديد) دون أن يذكروه أن شعبه من أكثر شعوب الأرض مدججاً بالحديد.. فأوغل فيهم قتلاً وضرباً .. فماذا كانت النتيجة؟؟ في ظهر الجمعة قبل الماضية.. شخص ما أو جهة ما. تعلم جيداً برنامج تحركه.. فهو سيخاطب التجمع الجماهيري في ميدان السبعين ليرد على مظاهرات المعارضة . مظاهرة بمظاهرة.. ويفترض أن يلتقي بكل رموز الدولة لينطلقوا معاً فإلى اللقاء الجماهيري.. في اللحظة التي كانوا فيها شبه متلاصقين.. انفجرت وسطهم قذيفة سددت بدقة كبيرة.. وفي أقل من دقيقة تحول الموقف إلى صدارة نشرات الأخبار.. الرئيس أصيب إصابة مباشرة.. وبجواره كل الدولة.. رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ونائبه.. وثلة أخرى من الكبار المهمين حتى الحرس.. الأمر لم يكن في حاجة لذكاء، لأي رئيس عاقل راشد أن يدرك أن الشعب اليمني مدجج بالسلاح إلى أذنيه.. وأن أي بيت يمني قادر في لحظة على إغراق شوارع اليمن في الدماء.. وكان أكثر ما بهر العالم في ثورة شباب اليمن. أنهم رغم كل هذا.. أضمروا الثورة السلمية حتى آخر قطرة من دمهم. لم يحاولوا أبدا مجاراة الحكومة والانزلاق إلى مجرى الدم.. لكن الرئيس علي عبد الله صالح .. استهل نصائح حاشيته المقربين.. كلما قالوا له اضرب .. ضرب بكلتا يديه.. قبل يومين فقط من الحادث الذي تعرض له.. ارتكبت قواته الأمنية مجزرة كبرى في مدينة تعزز بدم بارد أمطرت الثوار في الميدان بالنيران والرصاص وقتلت بأشهى ما تيسر للبنادق أن تصطاد.. ما الذي كان ينتظره الرئيس اليمني بعد كل هذا.. من السهل افترض أن رجلاً ما في ساعة ما سيقرر إنهاء اللعبة القذرة الدموية. وما أسهل أن يعتلي أي مرتفع أو بناية عالية .. ويصطاد كل الحكومة.. وعلى رأسها الرئيس نفسه.. الآن الرئيس صالح يرقد بين الحياة والموت في المستشفى العسكري بالرياض.. حتى ولو تنفس عافية الجسد .. فإن عافية الروح ذهبت.. لن يستطيع حكم اليمن حتى ولو رجع إلى اليمن.. ألم يكن للرئيس مستشار واحد عاقل ليقول له (لا).. ألم يكن له صديق واحد مخلص يخاف عليه من نفسه.. ألم يكن في كل مجالسه ناصح أمين. طبعاً لا .. ليس لقلة وشح النصحاء في اليمن.. والحكمة يمانية .بل لأن وراء كل رئيس فاشل.. قلب يأبى النصيحة.. الرئيس صالح لم يكن قادراً على الاستماع إلا للنصحية التي تفصل على مقاس هواه ومزاجه.. فأخلص له الناصحون على قدر مناه ومراده.. هوى الرئيس .. ولا عزاء للحاشية..!! وستظل القصة تتكرر مع التاريخ أبد الدهر. كلما توفر نصحاء لا ينصحون.. ورؤساء لا يسمعون.. إلا ما يحبون سماعه.. التيار