[email protected] الحاج آدم الأمين السياسي بالمؤتمر الوطني قال إنّ الحوار مع حزب الأمة وصل إلى نهاياته، وبالطبع لم يُشر الرجل الى كنه تلك النهايات. لكنّ الذي يتضحُّ للعيان أنّ حوار الحزبين قد وصل الى نهايات مسدودة.. وشواهد التاريخ خير دليل على ذلك. وحزب الأمة يستحق وسام (الخدمة الطويلة الممتازه) في مجال الحوار.. فهو قد حاور المؤتمر الوطني حواراً طويلاً.. شاقاً. ولو أنّ الحوارَ رجلٌ ليئس من كثرة وجوده داخل القاعات التي تجمع حزب الامة مع المؤتمر الوطني.. حتى ليكتمل الظنُّ يقيناً بأنّ (الحوار) في حدِّ ذاته غاية لحزب الأمة وليس وسيلة. المكتب السياسي للحزب وضع أمامه خياران للتعامل مع الوضع السياسي الذي صنعه حزب المؤتمر الوطني. ومن البدهي أنّ الخيارين يستويان في الأهمية، وهما (التعبئة والحوار)... أي تعبئة جماهير الحزب ومن ثمّ جماهير الشعب السوداني ضد المؤتمر الوطني وسياساته من أجل الوصول الى الهدف النهائي وهو تغيير النظام. والخيار الثاني هو التحاور معه للوصول الى صيغة سياسية/وطنية ما.. ولن نقول صيغة تراضي وطني، لأنّهما وصلا الى التراضي الوطني.. ونقض الحزب الحاكم (أو بعض صقوره) غزلها. والأمة طرح ما أسماها القضايا الوطنية، وهي ستة قضايا أجملها في (صياغة دستور متفقٌ عليه - حل مشكلة دارفور حلاً تفاوضياً - توقيع توأمة مع دولة الجنوب - وإعادة هيكلة الاقتصاد السوداني - العلاقات الخارجية – قيام تحول ديمقراطي حقيقي). وفي إحدى تصريحاته خيَّر الإمام الصادق المهدي الحزب الحاكم بين (الأجنده الوطنية أو الإنتفاضة). ولكن للنظر بصراحة الى وضع حزب الأمة الراهن ونتساءل : هل يمكن للحزب أن يقوم بإنتفاضة أو يقودها؟؟. الجناح العسكري للحزب (جيش الأمة) قد خرج بلا عودة.. بل وخرج مغاضباً بعد أن حلّه رئيس الحزب.. ولم ينل الوعود التي وُعدِوا بها من مستحقاتٍ ماليةٍ وإعادة دمجٍ وتسريح. القائد العام لجيش الأمة العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي عاد أدراجه الى القوات المسلحة والتي كان جزءاً منها. القائد الميداني للجيش الرائد (م) حسن أحمد الشريف تفرغ للتجارة بعد أن إستياس من تنفيذ الإتفاق الذي تمّ بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني فيما يخصُّ الجيش. تبقى إذن المكتب السياسي في أعلى الهرم التنفيذي للحزب و(جماهير الحزب وطائفة الأنصار) في أدنى الهرم.. والتي أعتقدُ إعتقاداً جازماً أنّ بينهما هُوة تنظيمية عميقة.. بحيث لا تجتمع هذه المكونات إلا عند المخاطبات الجماهيرية (أو المؤتمرات العامة) وتنفضُّ بإنفضاضها. أضف الى ذلك أنّ (الجزّار الوطني) قد إقتطع عدداً من لُحمة الحزب وكوّن بها أحزاب أمة صغيرة. لو كان حزب الأمة في كامل قوته وإختار الحوار بعد ذلك لقلنا أنّها الروح الوطنية الحقَّه.. ولكن أعتقد أنّ الحزب لا يملك بديلاً سوى الحوار!!!. صحيفة التيار