قولوا حسنا سفارتنا فى مصر محجوب عروة [email protected] أعتقد أن سفيرنا الجديد كمال حسن على محظوظ جدا لتوليه قيادة السفارة السودانية فى مصر الثورة ووفقا لما استمعت اليه فى بعض لقاآت ودعوات اجتماعية خاصة تكريما وربما دعما له فى الأيام السابقة وجدته متفهما جدا لمهمته السهلة الصعبة فى آن واحد.. هى سهلة لأن مصر تغيرت سياسيا لوضعية أكثر انفتاحا وتحررا من سيطرة سياسية وبيروقراطية وفكرية ضيقة وربما اقتصادية واجتماعية وثقافية الى وضعية أكثر براحة كانت طابع العقود الماضية، ولكنها أيضا صعبة لأنه سيتعامل مع فضاءآت سياسية وفكرية أوسع بكثير مما مضى. هذا الفضاء الواسع يحتاج لأن يكون السيد السفير كمال كما ذكرت له فى احد مداخلاتى الى أن يجسد القومية فى أسمى معانيها فهو الآن لم يعد ممثلا سياسيا للمؤتمر الوطنى كما كان من قبل بل يمثل كل السودانيين حاكمهم ومعارضهم ومستقلهم، كبيرهم وصغيرهم، رجالهم ونسائهم وشبابهم بل أطفالهم، فقيرهم وغنيهم ومتوسطهم، عالمهم وجاهلهم. لحسن الحظ وجدت السفير كمال متفهما جدا لمهمته الجديدة الهامة بل لديه أفكار كبيرة وواسعة ولعل كونه سفيرا شابا وأن الثورة المصرية قوامها الشباب يصنعون الحاضر والمستقبل فان ذلك مما يساعد كثيرا فى مهمته التى أعتبرها أكثر المهمات والفترات أهمية فى تاريخ العلاقات السودانية المصرية المعاصرة ان لم نقل التاريخية. من المؤكد أن انفصال الجنوب المؤسف سيجعل شمال السودان يندفع أكثر نحو مصر فمن المعروف تاريخيا أن الجنوب كان يشكل حرجا وكابحا سياسيا فى تقارب أكثر نحو المزيد والأنطلاق فى عملية التكامل مع مصر وربما الوحدة الكاملة، لكن طالما اختار الجنوب الأنفصال – ربما مؤقتا – فاننى أعتقد أنها فرصة ذهبية لتكامل كبير لمساحة دولتين شعبهما واحد وذلك لحل كل مشكلة تواجهه وعلى رأسها الفقر فمن نافلة القول أن هذه المنطقة من وادى النيل من حدوده الجنوبية حتى مصبه ووضعه الجيواستراتيجى وثرواته الظاهرة والباطنة الهائلة اذا استخدمت استخداما صحيحا وقامت على أرضه حكما راشدا ديمقراطيا ومدنيا ومؤسسيا فلا شك عندى سيكون شعبه من أفضل الشعوب فى العالم.. شعب له حضارة متجذرة وحاضر يتجدد ويكبر وسعهلا شك سيكون له شأن كبير فى كافة مجالات الحياة.. اذا... اذا استطاعت الديبلوماسية السودانية المصرية أن تدفع به الى مجالات أرحب ليس بالسياسة وحدها بل بكافة مكونات الحياة فالسفارتين فى مصر والسودان ليستا مجرد مؤسسات ديبلوماسية باردة تقليدية ولا يجب أن يكونا فلا بد لهما من تعريف جديد أكثر تطورا ولعل السفير كمال كما تحدث لنا يدرك ذلك جيدا وله تصورات وخطط واضحة من المؤكد سندعمه كأعلاميين طالما اتفقنا على الأهداف ويتعين عليه أن يكمل الباقى. ان اجراء حوارات واسعة بين مكونات شعب وادى النيل فى كافة المجالات الفكرية والسياسية والثقافية والأقتصادية لأمر هام وعاجل وذلك لأحدا ث مقاربات حقيقية هى التى تحمل شعب وادى النيل الى آفاق أرحب.. هل نطمع فى قيام دولة كبرى بعد حين علمها واحد وعملتها واحدة ومؤسساتها واحدة؟