لقاء القمة الذي جمع بين الرئيس عمر البشير ونظيره المصري الدكتور محمد مرسي على هامش اجتماعات الدورة التاسعة عشرة للقمة الإفريقية باديس ابابا امس الاول حرك ملفات التعاون بين البلدين الى آفاق أرحب خاصة ملفات التكامل والتعاون الاقتصادي، خاصة في المجال الزراعي، بجانب تنفيذ اتفاقية الحريات الاربع، كما فتح الباب واسعاً امام تدفق الاستثمارات المصرية بالسودان واحياء فتح التكامل الاقتصادي بين البلدين. ويرى عدد من خبراء الاقتصاد فى حديثهم ل(الرأي العام) ان لقاء البشير ومرسي سيكون له ما بعده فى مستقبل العلاقات بين الخرطوم والقاهرة وتعزيز التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات المصرية الى البلاد فى كافة المجالات خاصة فى مجالات الزراعة والمعادن وتصنيع الحديد، بجانب تفعيل التبادل التجاري بين البلدين بعد اكتمال الطرق البرية التي تربط البلدين عبر الولاية الشمالية او الطريق الساحلي عبر البحر الاحمر. وأكد السفير أحمد شاور نائب مقرر المجلس الاعلى للاستثمار ان مصر واحدة من أكبر الدول ذات الاستثمارات الواضحة والكبيرة بالبلاد والتي كان آخرها مشروع سكر النيل الابيض الذي تشارك فيه رؤوس اموال وشركات مصرية الى جانب افتتاح عدد من فروع البنوك المصرية بالبلاد والتي كان آخرها البنك الاهلي المصري. وقال شاور فى حديثه ل(الرأي العام) ان لقاء البشير ومرسي سيكون له انعكاسات ايجابية على الشراكات الاستثمارية الاستراتيجية بين السودان ومصر خاصة فى مجالات الزراعة والمعاد وتصنيع الحديد. وأعلن شاور عن اتصالات تجرى الآن مع مصر من اجل التوصل الى اتفاق بشأن مد السودان بالغاز المصري عبر الحدود مع الولاية الشمالية للاستفادة منه فى اقامة صناعات عديدة خاصة تصنيع الحديد واستخراج المعادن، واعرب شاور عن امله فى ان يكون لقاء الرئيسين السوداني والمصري باديس ابابا دافعاً لاستكمال هذه الاتصالات والتوصل لاتفاق بشأن تصدير الغاز المصري للسودان الى جانب اقامة مشروعات استثمارية زراعية مصرية بالولاية الشمالية لتأمين الغذاء بالبلدين والمساهمة فى سد فجوة الغذاء العربي البالغة نحو (40) مليار دولار سنوياً الى جانب الاستفادة من الطرق البرية التي تربط البلدين والبنوك المصرية فى تفعيل التبادل التجاري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة. واضاف شاور: الآن هنالك ارادة سياسية فى البلدين يمكن ان تدفع العلاقات الاقتصادية وانجاح الاتصالات الجارية الآن مع مصر للاستثمار في الزراعة والحديد حال موافقة مصر على تصدير الغاز للبلاد . وفي السياق أكد د.عادل عبد العزيز الخبير الاقتصادي المعروف ان الاقتصادين السوداني والمصري بحاجة لتكامل بينهما، خاصة ان السودان يمتلك موارد طبيعية متعددة من مياه وأراضٍ خصبة ، بينما يمتلك الجانب المصري الخبرات والقدرة على حشد التمويل وبهذين يمكن ان يتحقق الامن الغذائي للبلدين من خلال زراعة مساحات واسعة بمحصول القمح بالسودان وتوفيره كغذاء اساسي لشعبي البلدين. واضاف د.عادل فى حديثه ل(الرأي العام) : في الواقع هذا مطلب قديم ولكن النظام المصري السابق لم يكن يضع هذا المخطط حيز التنفيذ، بل كان النظام المصري المخلوع خاضعاً للأجندة والتعليمات الامريكية التي كانت تستغل الحاجة الى الغذاء كمصدر ضغط على النظام المصري البائد. ووصف د.عادل لقاء الرئيسين البشير ومرسي بانه سيمكن ويمهد لجميع الاطراف الرسمية والقطاع الخاص بالبلدين على التوافق والاتفاق على وضع اسس للتكامل الاقتصادي وتابع : ( اللقاء الرئاسي سيمكن من احياء فكرة التكامل الاقتصادي القديمة ويشجع على جذب واقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة وتأمين الغذاء). وكان الأستاذ علي كرتي وزير الخارجية قد قال في تصريحات صحيفة أمس الاول ان اللقاء بين البشير ومرسي تطرق للعلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تحريك ملفات التعاون الاقتصادي خاصة في المجال الزراعي، كما اكد أن هناك عزيمة قوية بين البلدين لمراجعة إتفاقية الحريات الاربع والعمل على انفاذها ، مشيرا إلى أن اجتماعا سيجري في هذا الخصوص في القريب العاجل.