[email protected] كثيرة جداً هي الاحباطات في بلادي ،،، وكثيرة جداً المواجع والآلام ،،،، وكثيرة جداً الآهات التي نرسلها صباح مساء ،،،، ونجلس دوما داخل حجرة الوطن المكتئبة المكفهرة ،،،، وننسى الآمال العريضة ،،،، والأحلام الوردية التي عشناها فترة من الزمن ،،، ونمني أنفسنا بالكثير والكثير ،،،، من شدة ما نعاني من ضغوطات الحياة ،،، أنظر إلى الحياة الإقتصادية والسياسية فأصاب باحباط آخر أضيفه إلى إحباطاتنا ،،،، أتجه شمالاً نحو الرياضة ،،، فنرد البصر خاسئا وهو حسير ،،،، أتلفت يمنة ويسرى لأجد بارقة أمل ،،،، ونحن شباب الأربعينات ،،،، صمت قليلا ،،، أرجعت ظهري وأسنتدته على الكرسي ،،،، وضعت القلم ،،، أبعدت الكيبورد قليلاً ،،، أخذت النظارة بيدي ،،، ونظرت بدونها ،،، إلى سقف الغرفة ،،،، وأرسلت آهة طويلة ،،، احتسيت قليلا من القهوة ،،،، وأطلقت العنان لخيالي ليمخر في عباب نفسي ويخرج ما دثرته الأيام في القاع ،،،، ليخرج أحلامنا التي طالما أندثرت ،،،، ليخرج آمالنا التي طالما انطوت عليها الصفحات ،،، وغطتها السنين رجعت الى وضعي الطبيعي ،،، وأولها النظارة ،،،، وبدأت أطالع في الأخبار ،،، ارتفاع جنوني ،،، ومتزايد في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني ارتفاع نسبة التضخم الى فوق ال 15% استر يا رب الحكومة تناشد المغتربين بتحويل الأموال عبر المصارف ( الفرق كم ) المالية تتخذ عدة حزم وقرارات لمواجهة فاقد البترول وتقترح زيادة الضرائب مطالبة الدولة بشد الحزام لمواجهة أخطار الإنفصال وزارة المياه بولاية الخرطوم ،،، تشرع في تركيب عدادات الدفع المسبق للمياه ( الجمرة الخبيثة ) العام الدراسي على الأبواب ،،، ومواجهة إحتياجاته الإجازة السنوية على الأبواب ،،، وتجديد الجوازات ومشاكل السفر فصل الخريف على الأبواب ،،، وترميم البيت ،،، قبل بداية الإجازة وووووووو ولكن ...... وعلى الرغم من كل هذه الاحباطات فقد طالعتنا صحيفة الأخبار قبل فترة بخبر مفاده أن الطالب حسام الدين خوجلي طالب المستوى الأول بكلية الهندسة جامعة الخرطوم ،،،، بأن هذا الطالب قدّم في اسبوع المهندس مشروع مترو الأنفاق المعلق ،،، وهو عبارة عن سكة حديد مرتفع عن الأرض ،،، ليقوم بربط مدن العاصمة المثلثة الثلاث ،،، ومن ثم ربط المدن الثلاثة بضواحيها ،،،، هكذا يوجد شباب طامح في ظل هذه الظروف الصعبة ،،،، والاحباطات المتكررة ،،، ولكن أين ستذهب أوراق هذا المبدع ؟ وكم تكلفة إنشاء هذا المشروع ؟ والمهم بل الأهم ،،، من الذي يهتم بهكذا مشاريع ؟ وسمعنا أيضاً عن اطلاق أول قمر صناعي ( كيوبسات ) ولقد تم إطلاقه من أعلى كلية الهندسة جامعة الخرطوم وتم استقبال المعلومات البحثية منه ،،، هذا أعظم من عظيم ،،، وهذا ليست مجرد حلم ،،، وذلك باشراف فريق هندسي تابع لجامعة الخرطوم ، بالتعاون مع مركز النيل للأبحاث التقنية تمكّن عدد من الطلاب بجامعة أم درمان الإسلامية كلية الهندسة قسم الميكانيكا ، من ابتكار مشروع يعتبر الأكثر تعقيداً في مجال تصنيع الطيران في العالم وذلك بصناعتهم لطائرة تعمل بدون طيار ،،، وذلك في مشروع التخرج لنيل درجة البكلاريوس ،،،، ومهما تكن هذه الأخبار ،،، ومهما يكن مصدرها ،،، ومنظرها ،،،، ومهما يكن شكلها ولونها ،،،، إلا أن طعمها حلو ،،،، وجميل ان يخرج شيئ كهذا من رحم المعاناة ،،،، وجميل جداً أن تكون مشاريع التخرج الهندسية ،،، مشاريع مواكبة للتطور ،،،، وجميل جداً أن يكون شبابنا غير محبطين ويملأهم التفاؤل ،،،،، ويكون ما هو أجمل من الجميل أن تقوم الدولة ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ،،،، بتبني هذه المشاريع ،،، وبتبني هؤلاء الطلاب ،،، وأن تتضمن ميزانية الدولة ،،، وتفرد مساحة واسعة للبحث العلمي حتى لا تضيع آمالهم سدى ،،،، وحتى لا يصابوا بأمراض الإحباط التي أصابت الأجيال التي سبقتهم ..... ومن ثم يؤدي بهم إلى الاستسلام والسكون ،،،،، ومزيداً من الإبداع .... فتح الرحمن عبد الباقي مكة المكرمة