طوي البروش في 9 يوليو !! العنوان موسى محمد الخوجلي [email protected] الضيف إن قعد لي حولو طاوي بِرشو !! وتعني أن الضيف مهما طالت إقامته بيننا فلا بد أن يرحل . يعني كضل الضحى وكان أحدهم صاحب ( بِلاد ) أرض واسعة وكان كسولاً جداً .. وصادف في أحدى السنوات أن نزل عنده ضيف وكان هذا الضيف خدوماً ونشيطاً وجلس في ضيافة الرجل حتي أتى موسم ( الرُشاش ) فبدأ في زراعة أرض الرجل الكسول واهتم بالزراعة أيما اهتمام حتي أوصل الزراعة لمرحلة ( اللبنه) وهي المرحلة قبل الأخيرة من الحصاد .. وفي إحدي الأيام وهو يحاحي في الطير من الزراعة ( هفت ) للضيف وجاء علي باله أن يسافر وأوجعه الحنين لأولاده وأهله .. ( فطبَ ) عصاهُ وقام بليل وسافر دون أن يخطر صاحبنا بذلك .. ولما جاء الليل قام صاحب البلاد بتفقد ضيفه كالعادة فلم يجد له أثراً .. ففكر أنه ربما يكون في الزراعه .. ولم يجده هناك فاشتكي لجيرانه من ترك الرجل للزراعة وهي في مراحلها الأخيرة دون أن يُكمل عمله .. فكان أن ردوا عليه بذلك المثل ( الضيف كان قعد للحول طاوي بِرشو ) ... وحكاية المثل قد تكون ذات علاقة بالسياسة ورُبما تخص قضية الإنفصال الذي سيعلن بعد أيام قلائل .. ... السؤال وبعد قراءة قصة المثل .. هل تنطبق قصة المثل علي الأخوة الجنوبيين ؟ وهل وجودهم بيننا كان كحلول الضيف في بيت المضيف ؟ وبعد أن يختاروا الإنفصال والذي أصبح وشيكاً هل سنندم علي فقدان بعضهم ممن عمروا معنا الأرض أو من تفانوا في خدمة شعب الشمال ؟ وهل ستحصل فجوة في ديوان الخدمة المدنية بسبب غياب الكثير من القيادات الجنوبية ؟ ورأي أننا بذهابهم خسرنا هضاليم الليل اللذين ضحوا في مجالات عُدة حتي يكبر هذا الوطن الحدادي .. ؟؟ ما رأيك عزيزي قارئ الراكوبة في المثل الأول في مطابقته للواقع الذي حدث أو أدعوك هنا لقراءة أخرى .. عسى أن تجد فيها ما يناسب حالة أخواننا في الجنوب الحبيب .. رأيكم يهمننا جميعاً .. فارطة الحِرص تقع من الضُرس .. في وداع الجنوب الحبيب .. ويُقصد بهذا المثل شدة حِرص الإنسان علي الشئ بشكل مُبالغ فيه .. والشئ الذي يضيع أو يفلت من بين يدي الإنسان يُقال عليه هكذا .. وشدة الحِرص دائماً ما تأتي بما لا يُحمد عُقباه .. وكما قيل في مثل آخر ( الحريص يُؤتي ) .. وكذلك قيل ما يصيبك إلا نصيبك .. والمكتوب مُقدر .. وشرح المثل من زاوية العامية السودانية أن ( الحاجة ) أو الشئ يفلت أو يزوغ أو يقع مع الحِرص عليه .. كمثال أن تخرج ( اللُقمة ) من بين فكي الإنسان فتزوغ وتقع علي ثيابه رغم حِرصه الشديد عليها .. وحِرص أهل الشمال الزائد علي وحدة الوطن شماله وجنوبه عجل بإنفصال الجنوب .. فليتنا تركناهم لإختيار مصيرهم بدون أية حملات إعلامية .. فلربما إختاروا الوحدة.. وربما تم إستغلالها من الحركة والإنفصاليين في عكس ما خططنا له .. وفارطة الحِرص تقع من الضُرس ... فوالله ما وجدنا شيئاً نُعلل به النفس أكثر مما قُلنا .. وما سكتت أصواتنا بعد هدأة ليل .. وحالهم بيننا كنعامة حولها رئِالها .. ولكننا وجئنا بحربتنا في خاصرة الوطن وودعناه وداع الحاقدين .. وأصبيتهم تتعاوى عواء الذئاب من الجوع .. فما رحمناهم . وسنينهم بيننا لم تكن مُمحلة ولا مُملة ولم تكن أوقاتهم بيننا مُرملة .. ولكن .. فغابت النجوم وهدأت الأصوات في السوق الأفرنجي ..و .. وسكنت الأقدام والأيادي السمراء في براح أرض الشمال .. وإلتفعوا ثيابهم وذهبوا وما ذاقوا مزعة من طعم الحرية بالإنفصال ولا بالدولة الجديدة .. وغدت سماء الشمال في ذكري الإستقلال باهتة .. وضنت المراضع علي أولادها وراحت إبل الشرق ( حدباء ) بان عظم ظهرها .. وبكت الجزيرة والنيل الأبيض وباصات كوستي وهي تُودع هضاليم الليل .. وإنا نقول في فراقهم قد أصابتنا لعنة ووحشة .. وإتفاقية ظالمة حصت كل شئ فاقشعرت لها أرض العُربان .. وداعاً بني وطني .. وداعاً وإلي لقاء .. وداعاً صديقي وشريكي في الكُتب الدراسية في ثانوية القطينة بول غردون مكير .. وفي أهلية أُم درمان أيضاً كُنت هناك وداعاً صديقي بول ..!! أبو أروى - الرياض ..