حديث المدينة جديد السودان الجديد..!! عثمان ميرغني للدستور الجديد.. أقترح الموافقة على استحداث مستوى حكم جديد.. (مستوى الإقليم).. على غرار ما يطالب به بعض أهل دارفور. فيكون هناك إقليم دارفور. وإقليم كردفان.. والإقليم الأوسط.. والإقليم الشرقي .. والإقليم الشمالي.. على أن يسمى رئيس الإقليم ب(نائب الرئيس للإقليم).. فيكون لكل إقليم نائب رئيس يمثلون جميعاً مع الرئيس ونائبه الأول مؤسسة الرئاسة.. (نائب الرئيس للإقليم) لن يكون منتخباً.. لضرورات تحقيق الانسجام في مؤسسة الرئاسة.. يعينه رئيس الجمهورية بشرط اعتماده بواسطة مجلس الولايات. وحتى لا تترهل الحكومة أكثر مما هي عليه. فإن مستوى الحكم الإقليمي لن يشتمل إلا على الرئيس وعدد محدود من المساعدين الذين يعينهم رئيس الإقليم. ومهمتهم تنحصر فقط في التنسيق والمبادرات الخاصة بالولايات التي تقع في حيز الإقليم.. والتنسيق القطري مع بقية الأقاليم. وعلى سبيل المثال.. في مجال التخطيط العمراني.. ستتولى رئاسة الإقليم تبني مخططات هيكلية للولايات التي يتكون منها الإقليم. مثلاً مخطط هيكلي لإقليم دارفور (بكل ولاياته).. وآخر لإقليم الشرق.. مثل هذا المستوى التنسيقي علاوة على أنه زهيد التكلفة لقلة الآليات التنفيذية فيه فهو فعال جداً في توفير مظلة إقليمية لمزيد من التكامل الإقليمي، وتحقيق مبدأ الحكم الذاتي، بعيداً عن المركز الخرطوم بدرجة أكبر مما هي عليه الآن. كما أنه يرضي الأطراف التي تطالب بمنصب نائب الرئيس.. إذ أن لكل إقليم رئيساً بدرجة (نائب رئيس الجمهورية).. وحتى لا تنشأ معضلات وحساسيات جديدة عند اختيار عاصمة الإقليم.. فتبدأ الولايات في ممارسة الخلافات والشقاق.. فلن يكون لأي إقليم عاصمة واحدة.. ستتبادل عواصمالولايات شرف أن تكون عاصمة للإقليم.. مثلاً إقليم الشرق.. ستكون القضارف عاصمة لأربعة أشهر من أبريل حتى يوليو.. ثم كسلا من أغسطس حتى نوفمبر.. ثم بورتسودان من ديسمبر حتى مارس.. كل مدينة حسب ظرفها المناخي.. التفاصيل مقدور عليها.. لكن الهدف الأعلى هو توسيع مساحة الاندماج في وطن ضاقت فيه مساحات التلاقي.. واستعصم كل متعصب بعصبيته. على كل حال. صدقوني. الزمن يمرّ سريعاً، ونحن نفقد في كل يوم فرصة تحتاجها بلادنا بشدّة.. وأكبر مكبلات انطلاقتنا نمطية التفكير.. والكسل في تلمس الجديد الذي يغير حالنا المنكوب ب ال (لا) استقرار السياسي. بعد أكثر من نصف قرن من الزمن ليس لدينا دستور دائم. ولا زلنا نخوض حرب البسوس من إقليم الى إقليم.. نصفنا في الداخل ونصفنا في الخارج. ونصفنا يقاتل نصفنا.. أما آن أن نصنع وطناً يسعنا جميعاً.. التيار