عقدة..شمال الجنوب الجديد..وجنوب الشمال الي متى؟ ! محمد عبد الله برقاوي [email protected] وهل ارتاح الجسد حينما بترنا عنه جزءا فيه غرغرينا اصابته طويلا؟ أو كما توهم الأطباء الذين ادعوا فهم أصل الداء ! الاجابة بالطبع لا.. وحينما يكون الداء نفسه هو مبضع الطبيب غير المعقم ويده الواجفة ونظره القصير ..تكون مصيبة المريض عدة مصائب.. فالسودان في ظل معالجات الانقاذ مثل مريض .. يشكو من جلطة في القدم .. ونزيف في المعدة .. فان حقنته بدواء فك الجلطة .. فان شلال النزيف يتفجر في امعائه لان دواء النزيف نقيض لما يداوي الجلطة.. الآن الأمور تزداد تعقيدا في ظل تباين موأقف قيادات الحكم..سواء علي مستوى الحكومة أو علي نطاق قيادات الحزب الحاكم..والرئيس الذي كثيرا ما كان يمني نفسه بان ترضي عنه الولاياتالمتحدة حينما يصل بانفصال الجنوب الي مداه الأخير يبدو أنه قد وضع رجله علي قشرة موز جديدة سينزلق معها الي وهم آخر وسراب بعيد.. يلوح من خلفه عشمه في الخلاص من ورطة الجنائية و تحت ستاررفع العقوبات التي تفرضها امريكا علي النظام وليس علي السودان كما يحاول الرئيس ونظامه أن يخلطا الأوراق .. فمشاكلنا مع العالم الخارجي التي انغرست خنجرا في جسد الوطن ..لحمتها وسداتها هما تصرفات هذا النظام الذي لم يتعلم من الحياة السياسية الا الحلاقة في رؤوس اليتامي والجوعي والمشردين جراء سياساته الرعناء في كل مناحي الحياة حتي غدونا مادة تتسلي بها الفضائيات تندرا علي منطق حكامنا المتهورين وأبواقهم الماجورين والمدجنيين في أجهزة الاعلام الداخلي واعلام السفارات الخارجية.. الآن ذهب الجنوب .. فهل أضحي السودان بلا جنوب اخر؟ والأجابة لكل شمال جنوب ..مثلما لكل جنوب شمال .. ولعل من سخرية القدر أن جنوب الشمال الجديد ومن داخل جسده يبقى جرحا ممتدا تسيل دماؤه لتصب علي طرفي الجارين.. وهو ما اعترف به وزير الدفاع المسئول عن ثغور البلاد وحدودها.. وقال بعظمه لسانه هناك جنوب جديد يهدد بجمهورية ثالثة.. وهو امر يجعل من جديد مصيرنا في خطل معالجات الانقاذ التي يبدو أن رئيسها يسعي الي وضع كل بيض حكمها وحزبها في سلته الخاصة بعد أن فقد الثقة في اركان حزبه وربما مستشاريه ..فبات ينقض غزلهم قبل أن يتمدد سنتمترا واحدا علي أرض الواقع .. وهو كدأب كل القادة المتسلطين في المنطقة العربية الفائرة والثائرة يعوّل علي الحلول الأمنية من جديد وبارتكاز علي القوات المسلحة ..وفقا لتلميحات لا تخطئها عين الأعشي أو تتجاوز مسامع من به صمم.. نعم سيدي الرئيس ويا وزير دفاعنا وحارس مرمانا وجيشنا الباسل .. علينا ان نعي الدرس من مشهد التاسع من يوليو بالأمس .. فما هو الا نتيجة لفشل الحلول الأمنية وايضا الانفراد بالحلول السياسية لطرفين أحدهما لم يكن يملك السودان الموحد والأخر.. لايستحق الجزء المنفصل عنه.. فلا تدخلونا في تجربة جنوب جديد لشمال يقف علي حد السكين ولا شمال جديد لجنوب ذهب الي هاوية مجهولة .. ففي الغرب جرح نازف وفي الشرق ورم متحجر والوسط مندهش فاغرا فاه لما حدث..ومذهول لما هو ات من ايام صعبة في معيشته التي نغصتها الأنقاذ ولا زالت تنوي تطبيق المزيد من نظريات التجويع والترويع بعبء الخدمات التي اصبحت ركاما علي كاهل الناس المهدود اصلا. وفي كل الربوع.ولا يحتمل المزيد فكفاكم انفرادا بنا في ساحات الحكم ..تقسيما وتشريدا وايلاما.. ولطالما استكان هذا الشعب لكم كقدروكأمر واقع بعد كل ما فعلتموه في الأرض وانسانها وماضيه وحاضره وهذا مؤسف. فلا نملك الا أن نقول لا حول ولاقوة الا بالله وهو القادر علي انتزاعنا من براثن ظلمكم انه المستعان ..وهو من وراء القصد..