كلام والسلام. متفرقات امين محمد سليمان. بحسب الويكيبيديا أو الموسوعة الحرة فإن العنصرية (أو التمييز العرقي) ( Racism) هو الاعتقاد بأن هناك فروقاً وعناصر موروثة بطبائع الناس و/ أو قدراتهم وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما -بغضّ النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق- وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعيا وقانونياً. كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبيرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء للتعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية. والعنصرية مثل سائر أمراض القلب كالحقد والحسد موجودة في كل ركن و كل زنقة من زنقات العالم المختلفة، لا تفرق بين دول العالم الأول فيها و لا الأخير. الفرق يكمن في طريقة معالجة هذه الدول لها والتصدي بكل حسم و صرامة حتى لا ينتشر هذا الداء. و العنصرية في السودان تأكل الطعام وتمشي في الأسواق، تسكن في عقول الناس وتكون لها الأحزاب. وإن كانت تأخذ منحى وتعريفاً مخلتفاً قليلاً عما جاءت به الويكيبيديا فهي في السودان أقرب للجهوية من أي شيء آخر. وأكاد أجزم أن الغلبة الغالبة من مشاكلنا التي لا تنتهي، ومن حروبنا التي أبت أن تنطفئ، إنما هي نتيجة مباشرة أو غير مباشرة للعنصرية والعنصرية المضادة المتفشية في بلادنا. الجروح العنصرية في جسد الوطن صارت أكبر من أن تختفي وأخطر من أن تهمل، نحن في حاجة إلى عملية جراحية دقيقة وسريعة تفتح فيها هذه الجروح لنظافتها من الغرغرينا التي تفتك بأنسجة النسيج الاجتماعي لبلادنا. محجوب شريف صوت هذا الشعب يرقد مستشفياً في ألمانيا من تليف رئتيه. الدواء المطلوب يكلف آلاف اليوروهات ولأنه كما قال: إنساناً.. عزيزَ النفس بتمنّى.. وبسيط الحال عليَّ حرَّمت زرعاً ما سقيتو حلال وما فصّد حصادو قفاي لا و لن يملك ثمن الدواء.. تعساً هذا الوطن إن لم يتكفل بعلاج محجوب شريف! ضحكت حتى بانت حشوة ضرسي وأنا أقرأ تصريحاً صحفياً من الأمين العام للحركة الشعبية السيد ياسر عرمان يكشف فيه عن اتصالاته مع المجتمع الدولي لإيقاف الحرب وكأنه ليس من أشعلها! الحركة الشعبية بالشمال لا تقل سوءاً عن الحكومة في استهتارهم بحياة المواطنين وعدم اهتمامهم بالكوارث الناجمة عن اشتعال الحرب في بلادنا مرة أخرى. ميزانية التعليم في السودان للعام الحالي 31 مليار جنيه بالقديم، بينما ميزانية إعادة تأهيل وزارة الدفاع 121 مليار جنيه، 121 مليار ميزانية تأهيل الوزارة! أما ميزانية الأمن و الدفاع نفسها فهي 1700 مليار جنيه. منذ أن جاءت الإنقاذ (والإنقاذ منها براء) لم أرَها يوما تدافع عن الوطن، كل هذه الأموال تنفق للدفاع عن الإنقاذ باسم الدفاع عن الوطن. ميزانية التعليم تبلغ ربع ميزانية تأهيل وزارة الدفاع ثم يحدثونك عن السلام والتنمية! كتبت من قبل عن سماحة ثوار ليبيا وكيف أنهم ثوارٌ بحقّ لا مجازا وأحرارٌ حقيقة لا خيالاً، كتبت عن كيف تساموا فوق جروحهم وسموا فوق إحساسهم وكيف اغتالوا روح الانتقام والثأر ضد النظام السابق و أزلامه، بل حتى ضدّ من حمل عليهم السلاح. في الأخبار أمس أن التأخير في المفاوضات في بلدة بني الوليد ناتج من حرص الثوار على تأمين صفقة تتيح فرار العقيد الهارب -بعد كل الذي فعله بهم وببلادهم- إلى بلد مستعدّ لاستقباله حتى لا تسفك مزيد من الدماء. قارن عزيزي القارئ بين ما يفعله ثوار ليبيا وحرصهم على دماء الأبرياء من بني وطنهم وبين ما تفعله حكومتنا والحركة الشعبية في الشمال وكيف يتسابقون على سفك دماء الأبرياء من بني وطنهم، قارن عزيزي القارئ لتدرك أي درك وصله الساسة في بلادنا المنكوبة! الموت يباع مجاناً في سوريا وحياة الناس لا تسوى سوى ثمن الرصاص والقنابل التي تلقى عليهم، ترى هل ستفعل فينا الإنقاذ مثلما تفعل السلطات السورية حينما ننتفض عليها؟ التيار