اليهود يكرمون العرب!!! الصادق المهدي الشريف [email protected] إستقبلتُ كما إستقبل غيري – على ما أعتقد – رسالة على البريد الإلكتروني تتحدث عن المليونير والفيلسوف الإسرائيلي (ذو الإصول الفرنسية) الدكتور برنارد هنري ليفي. الرسالة تقول أنّ ليفي هو الرجل الذي يدعم ويقف وراء الثورات العربية في مصر وتونس وليبيا.. بماله وفكره وعلاقاته الإستخبارية.. والبقية أكملتها الوصفة (الدوغمائية) الجاهزة للعمل الجماهيري.. ولم تقل الرسالة أنّ (الرجل الخارق ليفي) وراء ثورات اليمن والبحرين وسوريا. ومن ذلك الدعم.. جآءت الرسالة بِصور لبرنارد ليفي وهو مع قادة أفغان.. و مع قادة آخرين في البوسنة والهرسك.. ومع الدكتور الراحل جون قرنق في السودان.. وكأنّما يريد كاتب الرسالة أن يقول أنّ برنارد ليفي وراء إنفصال جنوب السودان. أمّا في مصر فقد أظهرت الصوّر د.برنارد في ميدان التحرير مع الثوّار المصريين.. وصور أخرى له وهو يجتمع ببعض قادة الاخوان المسلمين المصريين.. كما ذكرت الرسالة أنّهُ هو من رشح (وائل غنيم) لجائزة دولية. أمّا في ليبيا فقد كان موجوداً في بنغازي (بالصور).. بل والقى كلمة في وسط ميدان بنغازي الرئيس الذي يجمع ثوارها.. والتقى قادة الثورة واطلع على خرائط سير العمليات الميدانية. الرسالة تُظهر الرجل على أنّه (رجل المستحيل) الشهير في روايات الدكتور نبيل فاروق.. بل ويتفوق على أدهم صبري بانّه (فيلسوف ومليونير). الخوض في مثل هذا الأمر يتطلب أولاً الرجوع الى العقيدة الأساسية للمرء.. وهي عقيدة التوحيد التي تقول بكلِّ بساطة أنّ الله وراء كلّ شيئ.. ولا يمكن لمستر ليفي هذا أن يكون هو المحرك لهذا الكون.. ولا للثورات العربية. ثانياً يجب الرجوع الى البدايات المتواضعه لتلك الثورات.. والتي حين قامت لم يكن منظموها يحلمون بتحقيق عُشر ما حصلوا عليه.. فالثورة المصرية مثلاً.. كادت أن تفشل في مرحلةٍ ما من مراحلها.. ولكنّها تقوَّتْ بعد أن وجدت الإعلام الفضائي ينقل شهقات وزفرات الثوار المعتصمين في ميدان التحرير الى نصف سكان العالم.. فهل كان دكتور ليفي هو المالك والموِّجه لقنوات الجزيرة والعربية والبي بي سي؟؟؟. ثالثاً فوجئت الدول الغربية كلها برغم مقدراتها الإستخبارية بتلك الثورات، ولم تستطع أن تجند ليفي هذا ليحرك تلك الثورات إنابةً عنها.. أو ليطلعها على المعلومات على الأقل .. لأنّ محاولات إحتواء الثورات العربية التي قامت بها الدول الغربية بعد ذلك تعكس مدى التخبط الذي وقعت فيها نتيجة (غياب المعلومة) لديها. رابعاً.. مثل هذه الرسائل غير أنّها لا تستند على قاعدة إيمانية ولا أسس منطقية.. فهي تحاول الإشارة (مداورةً وليس مباشرةً) بأنّ (المسملين – ومن بينهم العرب - بشرٌ من حثالة خلق الله، لا يمكن أن يصدر من مثلهم ثورة رائعة كهذه، وهموا ليسو قادرين على التفكير أو التطلع إلى العزة أو الكرامة).. والتناقض هُنا هو أنّ (اليهودي برنارد ليفي هو من يتطلع لحرية العرب وكرامتهم). الله المستعان.. وجمعه مباركه. التيار