.. سيف الحق حسن [email protected] أولا حتى لا يتهمنا أحد بالقذف أو الذم فاننا ننتقد سلوك الشخص وتصرفاته التى يتخذها ولا ننتقد خَلق الانسان لأن الله سبحانه وتعالى كرمه وخلقه فى أحسن تقويم. الهترة: هى الحمقة (الحماقة) المحكمة. التهاتر: الشيئ الذى يكذب بعضه بعضا. تهاتر القوم اى ادعى كل واحد منهم على صاحبه باطلا. والرجل المستهتر هو الذى لايبالى ماقيل فيه او ماقيل له من نصح او شتم. مهاتير محمد هو رابع رؤوساء وزراء ماليزيا. دخل حقل السياسة منذ نعومة أظافره وتقلب فى عدة مناصب من عضو فى البرلمان الى وزير التعليم ثم الصناعة الى ان اصبح رئيس وزراء عام 1981. لمهاتير محمد دور كبير فى تقدم ماليزيا, فهو صاحب فكر تنموى حيث قام بدفع مستويات التعليم والتكنولجيا. اصبحت ماليزيا من دولة زراعية فقط الى دولة صناعية متقدمة فى عهده حيث يساهم القطاع الصناعى فيها ب 90% من الناتج الاجمالى المحلى. انخفضت فى عهده نسبة خط الفقر من 52% الى 5% فقط عام 2002 وارتفع دخل المواطن الماليزى من 1247 دولار الى 8862 دولار- اى زاد دخل المواطن 7 اضعاف. وانخفضت نسبة البطالة ل 3% فقط. *من أهم القوانين التى اجيزت فى عهده: قانون نزع الحصانة او \"حق الفيتو\" الملكى اوالحصانة السياسية من افراد الاسرة الحاكمة. اى ان لا احد فوق القانون. *مهاتير محمد قضى 22 عاما رئيسا للوزراء واستقال برغبته من منصبه فى أوج انجازاته الاقتصادية والسياسية وترك ماليزيا كواحدة من أعتى النمور الاسيوية فى شرق اسيا. أما مهاترات عمر فلا تحصى كما تعلمون. ولكن على رأسها القدوم للسلطة بانقلاب على الديمقراطية والظن بان له الشرعية. وتتجلى اكبر المهاترات فى مقارنة محتوى الخطاب الأول عام 1989 بما أوصل له حالنا والبلاد اليوم بعد 22 عاما. فالدولار من ان كان يساوى 12 جنيه فقط الان يساوى 3500 جنيه و\"انت طالع \" ومستوى الفقر أكثر من 90%. ولم يخلو شئ فى هذا العهد من مهاترات, حتى الزمن لم يسلم: (تقديم الساعة) او البكور. ولغة المهاترات ك...لقد جئنا بالبندقية..والعاوز السلطة فاليحمل السلاح...والراجل يطلع الشارع..بندقو..لحس الكوع..وغيرها..فهذه اللغة إعتراف ضمني وشعور لا إرادى بان جلوسهم فى السلطة غير شرعى وبالقوة وحتى الانتخابات التى اجريت لم تكن نزيهة. ومن المهاترات نزول الدموع والاعتراف بتفشى الفساد وانشاء مفوضية له والتصريح بوجود النهب المصلح (بإستهتار) وهذا كله ولا توجد خطوة جادة لاجتثاث الفساد والنهضة بالبلد. لأن مهاترة أنهم متدينون لايفسدون هى المقسمة. توالت المهاترات الى أعظمها وهى افساح مجال للعنصريين والطائفيين بنشر سمومهم فى المجتمع حتى قاصمة الظهر بانفصال الجنوب. والكثير مما نتذكره ولم نتذكره ونجهله. فبدون مهاترات يا سيد عمر مانريده نحن أن تتشجع قبل ان يتمزق السودان ويضيع الوطن و تعلن الاتى: - تعلن فشلكم فى ادارة البلاد. لانكم اساسا جئتم بانقلاب وغرر بكم فضللتم الطريق لان الوسيلة كانت باطلة حتى ان صدقت نيتكم للاصلاح. فقد كانت العشر الأولى قبل المفاصلة جمهورية أولى وبعدها الى انفصال الجنوب هى الثانية. الان نحن مقبلون على جمهورية المهاترات الثالثة وليست الثانية. - الاستقالة من حزب المؤتمر الوطنى, واقالة كل الحكومة, ورفع الحصانة عن كل افراده (أى تفكهم عكس الهواء) وليقدم للمحاسبة كل متهم فاسد مفسد من اى حزب كان. أبدا بمحاسبة نفسك ومن حولك. أعلم أن كل من حولك يجتمع على مصلحة السلطة والثروة والجاه. ستراهم كيف سيتبخرون وينزوون. إذا تريد ان يفكر الشعب فى الوقوف بجانبكم فالخيار فى يدكم: أن تختار بين الشعب الفضل أو حزب المؤتمر. - إطلاق الحريات وإعلاء كلمة القانون ولا شي فوق القانون. - تعيين لجنة قومية لتشكيل حكومة من التكنوقراط لادارة البلاد وتعيين حكومة قومية لفترة انتقالية لمدة سنتين على الأقل يتم فيها التشاور وصياغة دستور دولة السودان: دولة ديمقراطية تعددية, دولة قانون عدالة حرية كرامة ومساواة. وبالتالى نضوج الأحزاب لممارسة الديمقراطية النزيهة لتأتى حكومات متعاقبة للنهوض بالبلد. - محاولة رأب الصدع للعنصرية والجهوية التى تخللت. مثال لذلك: الجنوبيون الجالسون فى الشمال للان أعطوهم حقهم وتخييرهم فى الجلوس فى وطنهم الام او الذهاب للجنوب. فبسماحة الدين الاسلامى و الاخلاق السودانية, هؤلاء فى الأصل سودانيون. فهذه محاور عريضة, فبالتأكيد لكم أعزائى وللحكماء المزيد الذى يمكن أن يضاف لهذه النقاط. فيا سيد عمر إتخذ خطوة تكون لك نقطة بيضاء فى صفحات عهدكم الأسود. فإذا كنت لا تريد علوا ولا فسادا وتريد الاخرة فأرحم نفسك وأرحمنا; ففى 22 عاما قد صارت بعض الدول نمورا بفضل حنكة قيادتها. \"تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لايريدون علوا فى الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين\" صدق الله العظيم. فأفعل معروف فان حواء السودان والدة أناسا عمروا الأرض حيث ما قطنوا. واللي بنى الأرض كان في الفرض سوداني وتانى مابجيب سيرة الجنوب. نحن لا نقول لك أجبن لمرة واحدة فى حياتك ولكن تشجع واتخذ هذه الخطوة الجادة فى حياتك لتخليص وطن وأجيال وأمة باكملها من الضياع. فستفرح الوالدة ربنا يعطيها الصحة والعافية ويمد فى عمرها, ستفرح باعتراف ابنها بالذنب، فالاعتراف به فضيلة، وستخف عليكم دعوة المظلومين التى تخافون منها. فهؤلاء لهم قلوب أمهات تحترق من زول الصهريج، واطفال المدارس الجوعى، والمرأة التى باعت أطفالها ومرورا بأطفال المايقوما وغيرهم الكثير، إلا المشردون..