[email protected] المتتبع لأخبار السودان وكل مايكتب عنه يكاد يصاب بالإحباط ! البلد فى حالة غليان دائم . لايكاد يخرج من أزمة إلا ويدخل فى أخرى وكأنه قد كتب على هذا البلد الأمين أن لايهدأ . البعض يعبر عن سخطه قائلاً\" الله يلعن البلد الحاكمنوا ناس زى ديل !\" ونتمنى أن يفكر هؤلاء فى هدوء وتتغير عبارتهم \" الله يلعن الحاكمين السودان ديل \" لأن السودان مجنى عليه وليس ىالجانى وبالتالى لايستحق اللعنة . بل يستحقونها الجناة الذين إستولوا على السلطة ، ليحيلوا هذا البلد الجميل الذى تغنى به الشعراء إلى مستنقع لكل شئ ، حتى للرذيلة وهم القادمون رافعين راية الدين الإسلامى الحنيف ! إذا اللعنة تجوز على من خربوا البلاد ومن زرعوا بذرة الفتن بين أهليه! والسودان ومهما فعلوا به وبأهله فهو برئ ومبرأ من كل فعل إغترفوه أولئك الذين وصلوا إلى السلطة ممتطين جان وممسكون بقرونه وليس لهم سلطانا عليه . أولئك حقت عليهم اللعنة وسيصبحون بإذن الله فى ديارهم جاثمين . أولئك عليهم لعنة الله وغضبه وأولئك هم الخاسرون بإذنه تعالى . أين حق المواطن الذى ينشد السلام والطمأنينة ولايجد فى المقابل إلا الظلم والهوان من شرذمة ضلت طريقها إلى السلطة ، فحولت السودان إلى حقل تجارب وكأنهم مكلفون من قبل شيطان بإجراء بحث على أهل السودان لقياس مدى تحمل الإنسان للدمار والإهانة والفتن والكراهية !! المتطلع لما يدور فى الساحة السياسية فى السودان لابد وأن يصل إلى أن أولئك القوم قد شارفوا على النهاية . فتاريخ الأمم شاهد على حضارات سادت ثم بادت ، فما بالك بإناس قد أتوا بمشروع حضارى ولد ميتا . كما التاريخ حدثنا عن انه عندما يكثر الفساد فى بلد يصحب ذلك إضطراب فى الحكم وخلاف بين القائمين عليه وتتكاثر الخصومات وتزداد الدسائس والكيد لبعضهم البعض وتتعاظم الخلافات إلى درجة تصفية بعضهم البعض ! وهذا هو المشهد الذى نشهده اليوم بين عصابة المؤتمر الوطنى ! كل ماننادى به اليوم هو مطلب بسيط فى ظاهره، عبارة عن نداء لكل سودانى نقول فيه ، إغضب فما أحلى غضبك ، إنفعل ، وليصل إنفعالك إلى حد الثورة ولكن وفى كل حالاتك ليكن السودان فى القلب . نعم نحزن عليه ، نبكى عليه ، ونتألم لألمه ولكن لايجب أن نفقده فى زحمة مايحدث من حولنا . فهؤلاء القوم يأملون فى الوصول بنا إلى درجة ليس كراهية الذات فحسب ، بل كراهية السودان ككل ! أما رأيتم قوافل المهاجرين تزداد من عام لعام وهم يعملون على دفع المزيد من أبناء الوطن للهجرة ! لقد عملوا على تصفية النخب ثم إخلاء الوظائف قسرا وكذلك الحال فى الزراعة ، ثم إخلاء المناطق بتهجير أصحاب الأرض لبيعها لمستثميرن أجانب أو لمنسوبيهم . وعندما لم يفرغ السودان بالهجرات إلى الحد المطلوب ، عملوا على إفتعال الحروب وتفتيت الوطن! لمواجهة هؤلاء ،ومشروعهم الإقصائى ، علينا أن نتغنى بحب الوطن ليل نهار ، أن نضعه فى حدقات العيون . ولاننشغل عنه ، ولا يجب أن نتيح الفرصة لهؤلاء لدفعنا بعيدا عن الوطن . أنه بلدنا حبيبنا ، وعلينا أن نتغنى بإسمه وعلى الدوام وصدق الشاعر حين قال فى محبوبته \" أحب من الأسماء ماشابه اسمها ... ووافقه أو كان منه مدانيا \" وتغنى الفنان ( الراحل ) إبراهيم عوض \" أعز مكان ... وطنى السودان \"