عندها ، بكى إبليس ! صوفيا حسن [email protected] أرقنى سؤال لم أوجهه إلى نرمين بعد أن قصت علىّ المستوى الحضارى الذى وصل إليه السودان . ذاك الذى صورته فى موضوعنا السابق تحت عنوان \" بلد الأحلام \" وهو : هل يمكن لمثل نظام المؤتمر الوطنى أن يعمر السودان؟! كنت أتوقع أن يكون ردها مطابقا للحقيقة وهو ، لا !! ولكن خاب ظنى عندما قالت : انت نسيتى ان الجماعة ديل سبق أن عملت معهم الشياطين والقردة فى حربهم الجهادية فى جنوب السودان؟!!! ياهم نفس الشياطين والقردة والأفيال قد بذلت الجهد فى إعادة تشكيل السودان ! وماهى الغرابة والتاريخ يحدسنا أن الجن قد عمل فى مملكة سيدنا سليمان ، وبرهان ذلك ماجاء فى سورة النمل عندما خبر سليمان بأمر ملكة سبأ قال من يأتنى بعرشها ؟ فتسابق المتسابقون \" قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك \" 39 . وما الغرابة إذن إن كان علماء السلطان قد قضوا مايربو عن العقدين من الزمان يعملون ليل نهار للبحث عن الطريقة التى تمكنهم من تسخير الجن . إلى أن نجحوا أخيرا ، وسخروا الجن لهدم السودان ثم إعادة البناء مع التركيز على النواحى العمرانية وأن لايعطوا بالا للإنسان خاصة الغيرمنتمى للعروبة ! وأنت كما تعلمين أن إبليس والإنسان فى خلاف منذ زمن سيدنا آدم عليه السلام ! تسلم الجن الإشارة وشرع تقتيلا وتشريدا لجميع من لهم سحنة إفريقية ! وفى ذلك إستعان بخال الرئيس وبالرئيس وهما الأكثر دراية بالأفارقة فى السودان ، فقدما القوائم للجن من أجل العمل على إبادة الأفارقة عن بكرة أبيهم أو أن ينسلخوا عن ذلك الجسم الذى يسمى السودان ! وهذا مايسمونه بالتطهير العرقى \" إسنك كلنزينج \" . بدأوا بالجنوب فإختار الإنفصال عن الإبادة . ثم بدارفور التى لازالت تقاوم ! ثم بجنوب كردفان الصامدة . ولما تقدم الجن بعريضة لرئآسة الجمهورية موضحا فيها أنه ليس لديه الوقت الكا ف وعليه إنجاز المهمة فى أقرب وقت ممكن ، قدم له خال الرئيس مشروعا جاهزا عن الكيفية التى يكون عليها التطهير بلا ضمير ويمكنه الإستعانة ببعص الولاة والوزراء ، منهم أحمد هارون وعبد الرحمن الخضر ونافع وكرتى . وهم فى ذلك لهم باع ويعرفون الكيفية التى يمكن التفريق بها بين البتاع والبتاع ! قدموا العريضة للبشير فأجازها بلا تأخير . وكما تعلمون ان الرجل خطير فهو الذى أمر بتكوين لجنة لتقصى الفساد وتناسى أن السيدة حرمه تجوب الآفاق وتتنقل من بنك لبنك لفتح حساب ، متناسية يوم الحساب ، أو أنها خبرت أن كنزها\"الرئيس \" صارت أيامه معدودات فعمدت على إكتناز المال قبل فوات الأوان وفى مخيلتها الربيع العربى الذى حتما للسودان آت . فقد رزقت ببغل سمين بعد أن فقدت بعلها فى حادث لعين ، وهى لاتريد العودة إلى الشقاء والبوار ولا السكن فى بيوت الإيجار! فعمدت على إكتناز المال من عام وخاص ، تحت سمع وبصر بعلها الرقاص ! ما أبكى إبليس هو أن جميع الكتاب وخاصة \" ثروت قاسم \" يطلقون على جماعة المؤتمر الوطنى إسم \" الأبالسة \" وإبليس كما وضح فى عريضته أنه برئ مما يفعلون ، فلا هو آكل للسحت ولاقاتل للأبرياء ولاسارق للمال العام حتى إن كان يعمل فى الخفاء . ولا هو مخادع كمن يطلقون على أنفسهم علماء ممن يفتون فى مالايفقهون ، وللفلل والمبانى العاليات يسكنون ! وللمال ينهبون ويكنزون ! أولئك عليهم اللعنة أينما يولون !عندها ، بكى إبليس وهو يعلن البراءة مما يفعل أهل المؤتمر الوطنى من تقتيل فى العباد وصرخ قائلا: كيف يطلب منى بناء السودان شريطة أن يفنى الإنسان ؟! هذا غباء ، إختفى إبليس بعد أن ترك لافته مكتوب عليها \" أيها الأغبياء ، إرحلوا ، إرحموا من فى الأر ض(ربما) يرحمكم من فى السماء !