[email protected] السودان بلد لم يعرف طعم الاستقرار منذ اعلان الاستقلال فى عام 1956 وظل اسيرا للاحتراب الداخلى ،وكثيرا ما استمعنا لخطب الساسة واتهامهم المباشر والصريح للمستعمر الانجليزى والدور الذى لعبة فى صناعة الحرب والازمات ،وقد لانختلف معهم حول صدقية اتهامهم ولكن ماذا فعلت الحكومات الوطنية لاصلاح ما افسده الاستعمار ؟وماهى المعالجات التى اجريت باستثناء مؤتمر المائدة المستديرة الذى لم يكمل دورتة لبلورة حلول تعالج الاسباب بطريقة ترضى جميع الاطراف ومن ثم التاسيس لمناخات التعايش السلمى ،بعيدا عن اصوات المدافع والانفجارات ، فالسودان ليس حالة استثنائية فهناك العديد من الامم والشعوب التى هى الاخرى تعرضت للاستعمار والتى تعانى من نفس اشكالياتنا من تعدد اثنى ودينى ولكنها استطاعت ان تتجاوز تلك العقبات ،بفعل سياساتها الرشيدة وقادتها العظام ، وعلى سبيل الذكر لا الحصر الهند وامريكا وجنوب افريقيا ونيجيريا الخ ، اين قادتنا من اولئك الافذاذ من امثال المهتاما غاندى وابراهام لونكونق والحكيم مانديلا اين هم من رجب طيب اردوغان بانى تركيا الحديثة بلا مغالاة وتشنج . ان مصيبة شعبنا الطيب الصبور فى ادمان ساستة على الفشل ،فكل الانظمة التى حكمت وتعاقبت تتحمل خطيئة الفشل الذى لازمنا وجعلنا بلغة العسكر مكانك سر ،لا نستثنى حاكما . ينبغى ان نسمى الاشياء بمسمياتها ،هل كتب علينا ان يقتل كل منا الاخر ؟ ولمصلحة من ! لماذا تفاضل انظمتنا بين الناس الذين خلقهم الله ويدعى بعض حكامنا بانهم يطبقون شرع الله ؟ هل يقر الشرع التفاضل بين الناس ومن منا اختار جنسه او ابوية او لونه او ديانتة ؟ ومن من اهالى السودان بلا جذور ممتدة ومتصلة وله سلسلة طويلة من الاباء والاجداد والامهات ؟ والى متى نتمسك بعصبيات تخلت عنها معظم الشعوب والامم والى متى تظل القبيلة الفلانية اعلى شأنا وارفع مكانة من القبيلة العلانية لان الفلانية بها عدد من الوزراء واصحاب المقامات الرفيعة ، وما ذنب الاجيال الحالية فى دفع فواتير الفشل دما غاليا ارضاءا لنذوات وطموحات بعض الفاشلين والى متى تظل هذه الصراعات والمفاهيم السخيفة ،تعطلنا من اللحاق بركب الامم ؟ انها تساؤلات مشروعة وتطلعات عقلانية لمستقبل مشرق وحياة كريمة ، ان عمر الانسان محدود مهما طال او قصر وينبغى ان يعيش كما يعيش الاخرون,