[email protected] لا ينكر عاقل جدلية ان الشعب السودانى لا زال يعيش تحت تاثير صدمة عملية البتر التى تعرض لها بفعل الانفصال ، و اثاره السالبة على جميع الاطراف والاصعدة ،والكل فى حالة من الدهشة ،وتصريحات التطمين التى يطلقها الساسة لا تقنع تلاميذ الكتاب ناهيك عن الملمين بالشأن السياسى ، ولا ندرى ما هية (حجوة ام ضبيبينة )عن ان الاقتصاد لن يتاثر بعد ان فقد الشمال موردا مهما ، وكيف تسد تلك الفجوات الظاهرة والتى لا تحتاج الى كبيرعناء او تستدعى لتمحيص خبراء الاقتصاد، كما لا يخفى على احد معاناة الغلابة من ذوى الدخل المحدود والصعود اليومى لاسعار السلع الاساسية ناهيك عن تلك التى يطلق عليها البعض سلع الرفاهية ( مثل المبردات) فى بلد ترتفع فيه درجة الحرارة وتصل الى القرب من مرحلة الغليان ، ناهيك عن الاثار النفسية لبعض ذوى الاصول الجنوبية ممن ساقتهم الاقدار والمعايش للشمال وتجدولت علاقاتهم مع اهل الشمال او اولئك الذين تصاهروا مع اهل الجنوب وخلفوا اطفالا انها قضايا شائكة ومعقدة وتحتاج الى حلول عقلانية بعيدا عن التشنج والعصبية التى اوصلتنا الى المفاصلة ، تطالعنا بعض الاخبار عن الجمهورية الثانية والتى لا ندرى حتى هذه اللحظة شيئا عن ملامحها ،وهل ستقوم على التراضى بعد ان يفتح كل منا نحن اهل الشماليات صفحات بيضاء يكتب عليها عقد اجتماعى جديد يؤسس على المواطنة والتراضى وسمه ما شأت (دستورا ) بشرط ان لا يكون على شاكلة التوالى السياسى والذى ما زال غامضا ومبهما وغير معروف فلنكن صادقين مع انفسنا فالسودان بعد انفصال الجنوب ليس شمالا واحدا بل شماليات وقبليات وعصبيات وجهويات وحاجات تانية ، فالقبيلة اضحت منظومة سياسية واحيانا رافعة تعلى من شأن الفرد ، ومعيار الكفاءة قد تبخر ولم يعد موجودا ، وبعيدا عن الدغمسة السياسية ، نحن اهل السودان الشمالى لا نختلف كثيرا عن دولة الجنوب الوليدة ،فالعصبية القبلية تشكل فواصلا فى البناء الاجتماعى ، وكل قبيلة لها راى فى القبيلة الاخرى وتصنف على انها ادنى منها ،كما ان الحكم يحتاج الى اعادة نظر فى جميع مستوياته فلا زال الحكم الاقليمى يعانى من العديد من الاشكاليات والقضايا اولها تدخل بعض النافذين فى اختيارات الحكام والوزراء مما انعكس سلبا على السلم الاجتماعى وولد حساسيات بين القبائل بل وصل الامر الى حدود ينبغى التوقف عندها ، ان عقلية الاقصاءوالقبضة الامنية ينبغى ابعادها تماما عن صناعة القرار ، فالمرحلة حساسة وهى اقرب ما تكون لمرحلة التشكل ، خاصة وان السودان الان بلا مرجعيات وبلا صمامات امان ، ولنا لقاء اخر .