محمد النوركبر [email protected] المتابع للشأن العام السوداني لا يخفى عليه الحالة التي وصل اليها السودان بعد ذهاب الجنوب (و هي مدة اسبوعين فقط)..و حتى كاد المتأمل يتساءل من يدير السودان حاليا؟..و كانما هناك زبانية قبضايات غلاظ في الخرطوم ، يكشرون عن انيابهم لكل من يذهب من المؤتمر الوطني خارج السودان و يفعل فعل معين.. فيقومون بتبليع كل متسول تصريحاته و افعاله..! تم توقيع الإتفاق الإطاري في اديس ابابا بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية قطاع الشمال ، وقبل أن ترفع الأقلام و تجف الصحف ، رمى المؤتمر الوطني بذلك الإتفاق على الأرض و نكره كانما هو جريمة..و عاد نافع على نافع يتنكر لتلك الخطوة.. وزير الخارجية على كرتي ، ذهب الى النمسا..و يبدو انه عمل بمبدأ المثل السوداني الشهير ( البيلقى الهبوب بيضري عيشو)..و يبدو أن السيد وزير الخارجية فتنته البهارج و الأضواء و الضيافة.. فصرح لوكالة الأنباء الفرنسية بانهم في الحكومة مستعدين السماح بوجود قوات دولية في جنوب كردفان و ذلك اذا وافقت القيادات المحلية (و من صياغة الخبر فهم أن القيادات المحلية بجنوب كردفان)..و حينما وصل السيد وزير الخارجية الى الخرطوم..اصبح كالرجل السكران الذي طارت سكرته و ذهب تأثيرها.. فتنكر لذلك التصريح..و انهم لا يسمحون بوجود قوات دولية.. السيد الناطق الرسمي باسم جيش المؤتمر الوطني..يصرح للصحف بان الأوضاع في جنوب كردفان تحت السيطرة..و ان مسألة اشتراك قوات من حركة العدل و المساواة في حرب جنوب كردفان هي اكاذيب لا يسندها الواقع..و قبل أن يجف مداد تصريحه.. يفاجئ الشعب السوداني بالقبض على ضابط كبير من حركة العدل و المساواة..و اكثر من ذلك يسمح للصحف التحدث الى الأسير الذي ظل يحكي قصص كل من سمعها و قرأها يتقن تماما أن جيش المؤتمر الوطني اسر احد افراده و طلب منه القيام بذلك الدور العجيب..و الأغرب نفس الناطق يحدثنا بسيطرة جيش المؤتمر الوطني الكاملة على جنوب كردفان و انها بسطت الأمن و الإستقرار.. ثم تخرج علينا قيادات المؤتمر الوطني السياسية و تحدثنا بان الحركة عليها ان تنسحب من الأراضي التي احتلتها و ترجع الى مواقعها الأساسية قبل بداية الحرب..! نائبة البرلمان عفاف تاور ( عن دوائر جنوب كردفان/مؤتمر وطني)..تطالب بطرد نواب الحركة الشعبية في البرلمان و الذين و اللائي انسحبوا من جلسة البرلمان بخصوص تأجيل مناقشة قانون المشورة الشعبية للنيل الأزرق و جنوب كردفان ، و قبل أن تتم كلامها ، يحدثنا السيد احمد ابراهيم الطاهر رئيس البرلمان.. ليس هناك طرد ولا يحزنون..! وزيرة الدولة بالإعلام ، تماشيا مع هبوب حديث الرئيس الذي دشن الهوية الإحادية لشعوب السودان ، هي الأخرى تضري عيشها و تخبرنا ان نسبة المسلمين في السودان ست و تسعين في المية من شعوب السودان ، و قبل أن تلتفت حولها ، يذهب عمر البشير الى الدوحة ليحتفل باتفاقية ما يسمى بسلام دارفور..و تخرج الوثيقة التي تحتوي نصا يحدثنا بأن التنوع و الإعتراف به و حسن ادارته هو الأساس لبناء الدولة القادمة.. يرفضونه في اديس ابابا و يرضونه في الدوحة..! نفس لحظات اتفاقية الدوحة.. الصحف تبشرنا بان الحكومة وافقت على منح منصب نائب الرئيس لأهل دارفور..و حينما تصل وفود الحكومة الى الخرطوم.. تتنكر لتلك التصريحات..و يبررون بان الرئيس قال هذه فرقة لو فتحناها ستدفع بالآخرين للمطالبة..و الأدهي خبر نشرته جريدة الرأئد عن امين حسن عمر..و في عنوان الخبر امين يصرح بانهم وافقوا على منح ذلك المنصب لأهالي دارفور..و في السطر الثاني يقول لم نتفق على ذلك..و في السطر الثالث يقول الرئيس قال سيمنحهم المنصب للفترة المتبقي لدورته.. المؤتمر الوطني يحدثنا أن لا نية هناك لإقالة والي جنوب كردفان احمد هارون و استبداله بحاكم عسكري..و قبل ان يتفاعل الشعب مع تلك الخطوة.. يتم استدعاء احمد هرون الى الخرطوم..و هو طريق الإقالة اياها ، ثم يخرج علينا من يحدثنا بان احمد هرون والي منتخب..ولا يمكن استبداله بحاكم عسكري..و اكثر من ذلك يحدثوننا بان احمد هرون يمكن أن يتقدم باستقالته طوعا.. وزير المالية يحدث الشعب المسكين بان ميزانيته لا تحتوي ضرائب اضافية..و الشعب في شباك صرف الماهية يكتشف العجب العجاب.. اذا استمرت حالة الهضربة هذه ، لا نستبعد أن يخرج علينا المؤتمر الوطني صباحا بانهم لن يسملوا البشير الى المحكمة الجنائية الدولية ،و بعد سويعات يعودوا ليحدثونا بان كبار رجال الدولة بنفسهم سلموه لتلك المحكمة..!