بالمنطق قُلْ فتربصوا..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * ابن عمتي سعيد عبد الرحيم -عليه الرحمة- يسأله بعض اهلنا عن أحوالي حين يعود الى مقر عمله بجدة فيقول:(حتى لحظة مفارقتي الخرطوم البارحة كان في \"الحتة الفلانية\") كناية عن كثرة تنقلي من جهة الى أخرى.. * وابن خالتي ناصر عبد المنعم يعاتبني عقب وصوله الى البلاد من مقر عمله بالكويت على كثرة التنقل هذا ويتساءل مستنكراً: (أين كان فلان وعلان حين كنت رئيس تحرير صحيفة كذا انت؟!).. وكم كان أجر فلتكان وترتكان حين كنت \"تقبض\" كذا انت) و(أين كان هؤلاء حين كنت تظهر في الفضائيات أنت؟!) * و(الحبيب) ناصر ينسى في غمرة انفعاله العاطفي هذا تجاهنا مواقف نضالية من جانبه في عهد الانقاذ حين يختم عتابه قائلاً:(خليك انت في المبادئ والكلام الفارغ بتاعك دا) * وما كان ابن خالتنا يدري - ولا انا - أن الصحيفة التي لم يطُل مقامي بها عقب (اضطراري!!) الى ترك (الصحافة) سوف تغلقها الانقاذ ب(الضبة والفتاح) قبيل ذهابها الى المسجد لاداء شعيرة الصلاة.. * ففي سابقة هي الاولى من نوعها في مجال الخدمة الوطنية في السودان - من لدن التركية وحتى زماننا هذا - يصدر خطاب حكومي رسمي في يوم الجمعة.. * خطاب يطالب صحيفة (اجراس الحرية) بالتوقف عن الصدور لأن من بين مؤسسيها من لم يعد (سودانياً!!) اعتباراً من التاسع من يوليو.. * وشرف هذه السابقة (باء!!) به الامين الحالي للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات العبيد احمد مروح وهو (مغلوب على امره!!) بما أن القرار - حسبما علمنا - جاء من (علٍ!!).. * ولكن التاسع من يوليو هذا لم يكن قد حان أوانه بعد نهار الجمعة الذي تسلمت فيه الصحيفة الخطاب (العينة!!). وهكذا هي الانقاذ دائماً تجيد (التربص!!) بما أنه كان في الامكان -اذا ما توافر حسن النية- أن يلفت مجلس الصحافة نظر الصحيفة الى قرب حلول الموعد الذي لن يعود فيه بعض المساهمين(سودانيين!!).. * وما كان انقلاب الانقاذ نفسه إلا (تربصاً!!) بليلٍ.. * ثم تذهب الانقاذ الى المسجد ل(تتعبد!!) و(تصلي!!) و(تتقرب الى الله!!).. * ويدفع كاتب هذه السطور- وآخرون- دوماً ثمن هذا التربص (التأصيلي!!) الذي يتسبب في قطع الأرزاق.. * ثم يُظهر ضحاياه بمظهر ال(غاوين) للتنقل بين الصحف دونما مبررات موضوعية.. * وسوف يظل (تربص) الانقاذ هذا ما دام هناك رافضون للمساومة على المبادئ بمثلما فعل البعض ممن أشار اليهم ابن خالتنا (الحبيب) ناصر.. * فأمثال فلان وعلان وفلتكان وترتكان هؤلاء هم كُثر في محيطنا الاقليمي الذي يشهد ثورات شعبية هذه الايام.. * ولكن لحظة أن تنجح الشعوب في أن تقول كلمتها فسوف (يحترق!!) حارقو البخور بنيران الغضب الثوري و(يلحقون) بأسياد نعمتهم من الحاكمين... * ولن تبكي عليهم - حينها- السماء ولا الارض.. * فعدالة السماء لاترضى بالظلم ولا ب (المدافعين!!) عنه.. * وكذا عدالة الارض. الجريدة