د.لؤى المستشار * [email protected] دفعنى للكتابه فى هذا الموضوع هو مليونيه التحرير التى جرت أمس الأول 29 يوليو 2011 والتى شاركت فيها الحركه السلفيه بصوره مكثفه وهى المظاهره الاولى الضخمه فى تاريخ مصر التى يفتى بجوازها شيوخ السلفيه مما دعانى الى محاوله فهم هذا التطور الكبير فى طريقه تفكير الحركات السلفيه وقادتها وهذه النقله الهائله التى ازعم انه سيكون لها ما بعدها , واصل فى خاتمه مبحثى هذا الى ان هذا الحراك الذى _اصفه بالمحمود_ سينتهى بالحركه السلفيه الى تطور وان كان بطيئا ولعل هذا هو احد اسباب تخلف العالم الاسلامى , واعزوه انا الى بطء تعامل هذه الحركات التى لا تأخذ العبر من الماضى ثم تواصل الاجتهاد, بل تقدس الماضى وتجمد العقل وتحنطه مهمله اهمية التفاعل والتحرك مع متغيرات العصر. فما الذى جعل الشيخ ابو اسحاق الحوينى احد اعمده الحركه السلفيه يخرج من احدى المبانى المطله على ميدان التحرير ليحيى المتظاهرين وهو نفسه (نفسه) , ابو اسحاق الحوينى الذى قبل سته اشهر فقط كان لا يزال يفتى بعدم جواز المظاهرات واصدر فتوى على صفحته فى الانترنت يقول فيها: (الذي اعتقده عدم جواز المظاهرات حتى ولو كانت سلمية. فالمظاهرات أتتنا من الغرب، والمظاهرات عندهم يمكن أن تغير قراراً سياسياً، أما المظاهرات في بلاد المسلمين فهي لا تغير شيئاً.,ثم الزعم بأنها مظاهرات سلمية أمر غير مضمون، والدليل على ذلك المظاهرات التي نظمتها الدولة عندنا ووقع فيها اعتداءات على الممتلكات ووقعت إصابات في الاشتباكات بين الشرطة والشعب بالرغم من أن الدولة هي التي نظمتها). بل وقد حرم الشيخ على المرأه الاشتراك فى المظاهرات وحتى مجرد الانضمام الى حزب سياسى !!...........(انظر الرابط ادناه) http://www.alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=11798http:// وما الذى جعل عالما مثل عبد الحى يوسف استاذ الثقافه الاسلاميه فى جامعه الخرطوم يقول عنما سئل عن انتخابات 2010 (والتى قاطعتها معظم التيارات وشابها التزوير فيما بعد) ليس لديَّ تحفظ شرعي على الانتخابات كوسيلة مناسبة وفق المتاح ليختار الناس من يحكمهم، بدلاً من الاحتكام للبندقية التي انتشرت ثقافتها والتي أفضت إلى المآسي المتمثلة فيما يحدث في دارفور وجنوب السودان، وهي بديل مناسب عن الحكم الاستبدادي الديكتاتوري الذي لا ينال الناس من ورائه خيراً، وغايته إذلال العباد ونهب ثروات البلاد؛ هذا مع علمي بأن الانتخابات تشوهها ندوب وتعتريها جملة محاذير، لكنني أقول: هذا هو المتاح الآن وليس أمام الناس إلا أن يشاركوا، كما أن للانتخابات في السودان فائدة مهمة في هذه المرحلة، وهي أنها ستبين الأوزان الحقيقية لسائر الكتل والأحزاب السياسية التي يدعي كل منها أنها الممثل لأهل السودان أو لجهة منه، وهذا لا يتحقق إلا إذا كانت هذه الانتخابات نزيهة حرة، وصار لدي الناس وعي بحيث يكون التصويت لمبادئ وبرامج لا لأشخاص وأحزاب. ........................انتهى كلام الشيخ عبد الحى يوسف وكمدخل لمحاوله فهم هذا التطور يجب علينا ان نوضح ان المشكلة الأساسية في العمل السياسي السلفي هي الموقف السلبي من الآخر الديني أو الطائفي او السياسى واحيانا يتعدى الامر الى ان يرفض السلفى اخيه فى ذات التنظيم اذا اختلف معه فى رأى وقد يتهمه بانه من الاشعريه او المعتزله او الاباضيه او الجهمية والقدرية والخوارج والصوفية او حتى كافرا !! وبالتالى فالتنظيمات السلفية تعتبر فى مجملها تنظر الى المجتمع بغرابه واحيانا تناصبها العداء,وقد يملأ وجدان السلفى نوع من الاحتقار او الاحساس بانه يعيش وسط قطيع من الجاهلين ويحلو لهم هذا الحديث فى مجالسهم الخاصه ونوادرهم واذا كانت هناك مشكله للسلفيين فى التواصل مع مجتمعهم فبالتالى من المؤكد ان يكون الانعزال والكراهيه تجاه المجتمعات الغربيه اكثر وضوحا برغم ان الاسلام لم يكن فى طوال تاريخه انعزاليا ابدا بل ظل يدعو للتواصل مع الاخر, وما قلته اعلاه لا ينطبق على كل الجماعات السلفيه ,فالجماعات السلفيه تتعدد وتختلف وتتنوع ولكن يمكن تصنيفها فى ثلاث تصنيفات عامه: السلفية السياسية (أو السلفية الحركية) وهىالإلتزام بقواعد سلوكية صارمة على المستوى الأخلاقي، و فى ذات الوقت تدعو إلى تكوين تيار سياسي يسعى على أسلمة الدولة والمجتمع، وهى تأثرت بتيار الإخوان المسلمين وقد عرفت السلفية السياسية توسعا من الناحية العددية خلال العقود الماضيه من خلال اندماج جيل جديد من الشباب، خصوصا الجامعي، أعطى للحركة دينامية جديدة تجلت بشكل أساسي في قدره الحركة على استقطاب أعداد جديد من الشباب الدعوة السلفية او السلفية العلمية أي السلفية القائمة على المعرفة الدينية والذين يعتمدون مبدأ التغيير من اسفل، أي أسلمة المجتمع عبر فرض معايير وقواعد سلوك تستند إلى قراءة صارمة للنصوص الدينية، بالإضافة إلى رفضها المشاركة في المؤسسات القائمة السلفية الجهادية التي تتبنى القتال والعنف ومن امثلتها الجماعه الاسلاميه فى مصر قبل المراجعات. وتعالوا معى نستعرض بعض الاراء من اصحاب التيار السلفى والتى سوف تنعقد حواجبكم دهشه لها يقول الشيخ مقبل الوادعى رحمه الله: نقول لأهل الانتخابات, اسمعوا كلام ربكم فإن الله عز وجل يقول: ﴿أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون﴾ ، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون﴾ فصوت الشيوعي والبعثي والناصري والعلماني وصوت العالم الفاضل واحد، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾ وربما يكون أنجس من الكلب، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون﴾ ويقول: ﴿إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية﴾( . فصوت المغنية الفاجرة وصوت العالم واحد! وصوت العالم والخمار واحد عندهم، وصوت الذكر والأنثى عندهم واحد! والله يقول: ﴿وليس الذكر كالأنثى﴾ لماذا نحرم الانتخابات؟ نحرم الانتخابات لأنها تعطي الكافر اليمني من الحقوق والواجبات ما للمسلم اليمني لا فرق بين المسلم والكافر، ولهذا نحرمها من هذا الباب، الدخول الى البرلمان أصبح محرما وليس مباحا، لأنه لا بد من السجود لصنم الديمقراطية ولا بد أن يساووا بين المسلم والكافر، ويتيحوا الفرصة للكافر أن ينتخب ويرشح من يمثله في مجلس النواب، والزنداني يستدل ببيعة العقبة ويقول: إن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «أخرجوا لنا اثني عشر نقيبا وهذا النداء موجه للذين تبوءوا الدار والإيمان وليس موجها للمسلمين والكفرة، فلا ينطبق هذا الاستدلال على ما نحن عليه وفينا الكافر والمسلم. ............................... (انتهى كلام الشيخ مقبل الوادعى) وقد ورد فى كتاب تحفه المجيب على اسئله الحاضر والغريب: ودين المرأة وعقلها وبنيتها لا يؤهلها لهذه الأمور التي يزجون بها فيها، وكما قال بعضهم في المرأة: نصرها بكاء -فإذا اعتدي على أهلها أو على من تحبه تكبي- وبرها سرقة -فهي تريد أن تبر أهلها فتسرق من مال زوجها !!!! فالمرأة ضعيفة يجب أن ينظر إلى حالتها، فإذا كانت وزيرة وتغيبت وقيل: أين الوزيرة؟ قالوا: وضعت. أو أين المستشارة قالوا: جاءتها العادة الشهرية. وهن تتغير أحوالهن مع العادة الشهرية فتحتاج إلى أن تستريح في البيت!!! والمرأة تذهب إلى الانتخابات ويمسك الموظف بيدها ويقبض على أصبعها حتى يضعها في الحبر حتى تعرف أنها قد انتخبت فلا تنتخب مرة أخرى.!! فالمرأة ربما تختار شخصا يكون صاحب عضلات وهو شيوعي أو بعثي ثم تقول هذه المرأة: هذا هو الذي يمثل الأمة، والقانون لا يمنع من هذا بل يبيح لها ذلك. !!!!! فأنصح المرأة المسلمة إذا رأت زوجها لا يبالي بها أن تبتعد عن هذه الانتخابات فإنها تعتبر طاغوتية، أو كان زوجها ضعيفا لا يستطيع أن يدافع عنها ويلزمه شيخ القبيلة بهذا أن ترفض هذا وتقول: أنا امرأة عفيفة لا أخرج عرضة للفتنة وأتصور، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لعن الله المصورين»، ويقول: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة». وصورتك هذه ستوضع في الملف ثم يراها الفاسق، والبعثي، والشيوعي، والرجل المذبذب فيفتن بك، فواجب علينا ألا نهرول بعد أعداء الإسلام ﴿ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )، فهم لن يرضوا عنا حتى نكون مثلهم. فهل قد خرجت المرأة للانتخابات في زمن أبي بكر أو عمر أو عثمان، أو علي بن أبي طالب؟ ولا تدري ماذا يحصل للمسكينة التي يعطونها في اليوم ألف ريال من أجل أن تقيد أسماء الناخبين مع زملائها ومع الرجال الذين يضيفونها فربما تغيب يوما أو يومين، وهذه ليست بالوساوس بل هي أمور واقعة حدثت.!. فالأمر خطير، وليست المسألة مسألة تصويت فأنت بصوتك تقررين الطاغوت، فالانتخابات قد تكلمنا عليها من قبل أنها تسوية الرجل بالمرأة ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿وليس الذكر كالأنثى﴾ .!!!!1 فقد قال الإخوان المفلسون (يعنى الاخوان المسلمون): إننا نريد أن نأخذ الكرسي بطريقة سلمية، فأشهد لله بأنكم تعلمون أنكم كاذبون، ليست إلا تلبيسات على العوام، قولوا: نأخذ السيارات بطريقة سلميه ونأخذ المرتبات بطريقة سلمية، ونضغط على أهل السنة، . وأقول: إن ضرر نجاح الإخوان المفلسين على أهل السنة عظيم، فهم مستعدون أن يتآخوا مع الشيوعي، ومع البعثي،ومع الصوفي، ومع الشيعي، ولكنهم ليسوا مستعدين أن . فعلى المرأة ألا تغتر بوسائل الإعلام، «قد قالت الإذاعة، وقد قال الشيخ الفلاني في التلفزيون». فأقول: إن هذا الشيخ لو كان فيه خير ما دخل التلفزيون، والرسول يقول لعن الله المصورين !!! وقال أبي عبد الأعلى خالد بن عثمان المصري فى كتاب تحريم الانتخابات وحكم انتخاب الأصلح في المدلهمات: الانتخابات بأنواعها هي قرينة النظام الديموقراطي الكافر المبني على قاعدة \"حكم الشعب بالشعب\"، أو حكم الأغلبية، وهي بلا شك قاعدة باطلة مناقضة للشرع بل مناقضة لأصل الدين وهو التوحيد، حيث إن الحكم في الإسلام هو لله وحده، وليس للشعب أو للأغلبية، واختيار الحاكم يكون بالسبل الشرعية نحو التنصيص، أو اختيار أهل الحل والعقد، أو العهد، وكذلك اختيار من دون الحاكم من الوزراء والنواب والعمال يكون بإذن الإمام أو من يوكله لا باختيار الأغلبية. فإن مبدأ اختيار الأغلبية سواء للحاكم أو للنواب مبني على أن الحكم للشعب، وهذا باطل. إن المشاركة في الإنتخابات هو ركونٌ إلى الذين ظلموا ذلك لأن نظام البرلمانات ونظام الإنتخابات يعتقد بما يعلم كل مسلم عنده شيء من الثقافة الإسلامية الصحيحة كل مسلم يعلم أن نظام الإنتخابات و نظام البرلمانات ليس نظاماً إسلامياً ،ولكن في الوقت نفسه أظن أن كثيراً من، ممن له نوعاً من المشاركة في شي من الثقافة الإسلامية يتوهمون أن البرلمان هو مثل مجلس شورى المسلمين وليس الأمرُ كذلك إطلاقاً بعضهم يتوهم أن البرلمان الذي ترجمته مجلس الأمة أنه يشبه مجلس الشورى ،الشورى التي أُمرنا بها في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس الأمر كذلك البتة ، وذلك يتبين لكل مسلم بصير في دينه من كثيرٍ من النواحي أهمها أن هذه البرلمانات لا تقوم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . و فى احد الكتب العجيبه والذى هو بعنوان (إسعاف أولي الألباب بما في الانتخابات من مفاسد وأضرار وأتعاب) لخص صاحب الكتاب اسباب تحريم الانتخابات في: v عدم تحكيم شرع الله v منازعة الأمر أهله v لأن النظام الانتخابي يؤدي إلى تولية غير المسلم ويؤدي إلى تولية المرأة v يؤدي إلى عقد تحالفات مع الأحزاب العلمانية وإلى عدم مواجهة الأعداء v الاستهزاء بالكتاب والسنة وجعلهما رأيا قابلا للأخذ والردّ v فقدان حاجز الولاء والبراء بين أفراد المجالس النيابية v الانتخابات طاعة لأعداء الله من اليهود والنصارى v لأن هذا النظام يساوي بين صوت الرجل وصوت المرأة، وبين صوت المؤمن وصوت الكافر v يؤدي إلى خروج المرأة من بيتها v وتصوير ذات الأرواح v تقديم التنازلات عند الدخول في المجالس النيابية، ومنها: الاعتراف بالرأي الآخر v الرجوع إلى الأغلبية في إصدار القرارات، وعقد التحالفات مع العلمانيين v والدخول على النساء في هذه المجالس v تبني مبدأ الحرية الشخصية. وفى شهر فبراير من هذا العام 2011 وبعد سقوط نظام مبارك وبعد ان وقف السلفيون موقف المتفرج ...بل وافتى بعضهم بحرمه المظاهرات وعدم الخروج على ولى الامر وقد دعا الشيخ محمود المصرى المتظاهرين قبل ان يتنحى مبارك بساعات دعاهم بالعوده الى بيوتهم والاكثار من الاستغفار !! وبينما خرج علينا الشيخ محمد حسان بافكار مشابهه فى حرمه المظاهرات مالبث ان انقلب مائه وثمانين درجه بعد التنحى وهنا حدث تطور جديد فى الفقه السلفى حيث دعا الشيخ محمد حسان الداعية المصري شيوخ السلفيين الي اعادة النظر في وجهات نظرهم التي اعتمدوا عليها في السنوات الماضية، مثل مسألة الترشح لمجلسى الشعب والشورى وللرئاسة وللحكومة وللنظام. واضاف في كلمته بمؤتمر الجبهة السلفية بالمنصورة \"أطالب شيوخنا أن يجتمعوا وأن يؤصلوا ليخرجوا شبابنا من الفتنة ومن البلبلة التى عاشوها طيلة الأيام الماضية، شبابنا يتخبط يسمع الشيخ يقول كذا وشيخ يقول هذه رؤى كثيرة واجتهادات شخصية وشبابنا يقع فى حيرة إن لم يلتق أهل الحل والعقد من علمائنا الذى أصلوا لنا الحقائق والمفاهيم النظرية فى السنوات الماضية\". وقال الشيخ محمد حسان: \"تركنا الساحة لأولئك الذين لا يحسنون أن يتكلموا عن الله ورسوله وتركنا الساحة لأولئك الذين لا يحسن الواحد منهم أن يقرأ آية من كتاب الله أو أن يذكر هذه الجموع بحديث من أحاديث رسول الله، وكان الواجب على أهل العلم أن يكونوا متواجدين فى هذه الأزمة والمحنة بين شبابنا فى ساحة ميدان التحرير وكل الميادين والساحات ليضبطوا مشاعرهم وليصحصحوا انفعالاتهم وفق كتاب الله تعالى. وقد تعرض حسان لهجوم عنيف من غلاة السلفيه وبعضهم كفره واتهمه بالضلال المبين!! فما الذى دفع الحركه السلفيه الى هذا التطور المفاجئ!!؟ نواصل فى الجزء الثانى باذن الله...... *كاتب مستقل