انطلاقًا من الأراضي الإثيوبية..الجيش السوداني يتحسّب لهجوم    الصادق الرزيقي يكتب: البرهان وحديث انقرة    الأهلي مروي يستعين بجبل البركل وعقد الفرقة يكتمل اليوم    عبدالصمد : الفريق جاهز ونراهن على جماهيرنا    المريخ بورتسودان يكسب النيل سنجة ويرتقي للوصافة.. والقوز أبوحمد والمريخ أم روابة "حبايب"    الوطن بين احداثيات عركي (بخاف) و(اضحكي)    شاهد بالفيديو.. مطرب سوداني يرد على سخرية الجمهور بعد أن شبهه بقائد الدعم السريع: (بالنسبة للناس البتقول بشبه حميدتي.. ركزوا مع الفلجة قبل أعمل تقويم)    "صومالاند حضرموت الساحلية" ليست صدفة!    الخرطوم وأنقرة .. من ذاكرة التاريخ إلى الأمن والتنمية    السودان يعرب عن قلقه البالغ إزاء التطورات والإجراءات الاحادية التي قام بها المجلس الإنتقالي الجنوبي في محافظتي المهرة وحضرموت في اليمن    شاهد بالفيديو.. (ما تمشي.. يشيلوا المدرسين كلهم ويخلوك انت بس) طلاب بمدرسة إبتدائية بالسودان يرفضون مغادرة معلمهم بعد أن قامت الوزارة بنقله ويتمسكون به في مشهد مؤثر    مدرب المنتخب السوداني : مباراة غينيا ستكون صعبة    لميس الحديدي في منشورها الأول بعد الطلاق من عمرو أديب    شاهد بالفيديو.. مشجعة المنتخب السوداني الحسناء التي اشتهرت بالبكاء في المدرجات تعود لأرض الوطن وتوثق لجمال الطبيعة بسنكات    تحولا لحالة يرثى لها.. شاهد أحدث صور لملاعب القمة السودانية الهلال والمريخ "الجوهرة" و "القلعة الحمراء"    الجيش في السودان يصدر بيانًا حول استهداف"حامية"    رقم تاريخي وآخر سلبي لياسين بونو في مباراة المغرب ومالي    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جولة في مدينة فاضلة ؟
نشر في الراكوبة يوم 18 - 02 - 2011

الكاتب ثروت قاسم ياخذك في جولة في مدينة فاضلة في بلاد السودان , تقابل فيها افلاطون وكونفشيوس ! سكان هذه المدينة الفاضلة يحاكون الملائكة التي تدب علي الارض ! يتكلمون بلغة القران ويعيشون بالقران , ويسيرون علي طريق محمد ! اهلها غرباء ... ولكنهم مستمتعون بغربتهم , لانها تقربهم من الله ! الاسلام عندهم معاملات ثم عبادات , والحرية لهم ولغيرهم ! الفتيات فيها غير مختونات ... بل قل مختونات بالتربية والتوعية ! في هذه المدينة الفاضلة , المراة لها نفس الحقوق , وعليها نفس الواجبات كالرجل !
جولة في مدينة فاضلة ؟
ثروت قاسم
[email protected]
مقدمة ؟
تعرضنا , في مقالة سابقة , عرضأ , لتحريم الدولة التونسية لبس الحجاب للمرأة ! لانها لا تسمح للنساء بارتداء غطاء للراس يرمز لاضطهاد المراة , في دولة المساواة الكاملة بين الرجل والمراة ! ولا تسمح للنساء بارتداء رمز ديني في دولة علمانية , بامتياز !
وتناولت المبدعة ( وهل في بلاد السودان غير مبدعة واحدة ؟ ) هذا الموضوع , في مقالتين , فقتلته بحثأ , ولم تتركه يرقد علي جنب !
واسمح لنفسي بكلمة حق , اريد بها أحقاق الحق , في حق المبدعة !
فهي الي جانب كثير من الخصال الفريدة المتفردة التي تزينها , تتمتع بذكاء أياسي ! وفي هذا السياق , ولتجلية الصورة بالمقارنة , اسمح لنفسي بتذكير القارئ بمقولات بعض العباقرة عن نقيض الذكاء ... الغباء البشري !
يقول اينشتاين :
امران لا حدود لاي منهما : الفضاء الخارجي والغباء الانساني ! ولست متأكدأ من الفضاء الخارجي !
ويقول اوسكار وايلد :
لا توجد خطيئة بخلاف الغباء الانساني !
المبدعة كتلة متفاعلة متوهجة تمشي علي قدمين من الذكاء الفطري والمكتسب !
وللاسف , ولمصيبتها , تمشي بين ناس في بيئة تتميز بعكس خاصيتها الفريدة ! بيئة من الكتبة والقراء تتميز بالغباء الانساني ... ومنهم كاتب هذه الحروف !
أحد ( أبطالنا ) , نحن الكتبة ( الاذكياء ؟ ) , يفرد مقالا , علي صفحة كاملة , يشرح لنا فيه كيف أن :
( الممثلة اللامعة منى زكي فمكتشفها - في رواية - هو الفنان محمد صبحي، وفي رواية أخرى الفنان الراحل أحمد زكي الذي مثلَّت معه أول أفلامها، وقد حمل اسم ( اضحك الصورة تطلع حلوة ) !
وكيف ان الممثل المصري فلان قد اكتشف الممثلة المصرية علانة !
يخرج ( بطلنا ) من الكهوف ليسأل ( نصاب ام قصاب ؟ ) ؟ وقبل ان يجد الجواب علي هذا السؤال المفتاحي , يسال من يقع علي اشكاله من الماشطات وستات الشاي , علي قارعة الطريق , اسئلة محورية عن من ممثل مصري اكتشف من ممثلة مصرية ؟
بدلأ من ان يحدثنا عن اكتشاف الانترنيت والفيسبوك , أعظم اكتشاف أنساني بعد اكتشاف العجلة ؟
يحدث هذا العبث الطفولي , وبلاد السودان تتاكل من اطرافها ! يحدث هذا السخف الغوغائي البيزنطي , وتداعيات ثورة 25 يناير المصرية ( وليس اكتشاف الممثلة المصرية علانة ؟ ) لا زالت ماثلة بيننا في بلاد السودان !
والقراء ( الاذكياء ؟ ) ينظرون فلا يرون ؟
صدق اينشتاين , وصدق اوسكار وايلد !
دعنا من سقط القول ... لنرجع للمبدعة !
الخفاض الفرعوني !
أوضحت المبدعة إن ( الحجاب) ليس هو الصيغة الصحيحة للإشارة للزي الشرعي للنساء , وإن كان خطأ شائعا !
وأكدت إن حق الفتيات المسلمات في ارتداء الزي الذي يناسبهن حق إنساني ديني وثقافي أساسي ! وهو المدنية بعينها ! وطالبت بان يترك للنساء الخيار في ارتداء الزي المحتشم الذي يفضلنه ... بخمار او حجاب , او بدونهما !
هل يمكن أن نطبق المنطق اعلاه علي الخفاض الفرعوني ؟
وهل يحق لنا أن ندعي إن حق الفتيات المسلمات في خفضهن حق إنساني ديني وثقافي أساسي ! وهو المدنية بعينها ! وهل يحق لنا أن نطالب بان يترك للفتيات الخيار في خفضهن , بدلأ من تحريم الخفاض ؟ مثل موضوع الحجاب , الذي هو شر مطلق في تونس , تماما كالخفاض ؟
ربما تقول , يا هذا , ليسو سواء !
ولكن اسمح لي ان اذكرك , في هذا السياق , بحكاية الاستاذ مع الخفاض الفرعوني !
الاستاذ والخفاض الفرعوني !
استغل الاستاذ حادثة سجن أم سودانية خفضت ابنتها خفاضا فرعونيا عام 1946 بمدينة رفاعة , لتصعيد النضال والمقاومة ضد المستعمر! معتبرا استخدام القانون فى مواجهة عادة سيئة متأصلة فى نفوس الناس خطأ كبيرا ! وأن السبيل الوحيد لمحاربتها هو التوعية والتربية ! لانهما الوسيلتان الوحيدتان لتحقيق العفة لدى الفتيات ! وليس خفضهن كما كان ولازال اعتقاد الناس !
وكشف الاستاذ للناس حينها أن هدف المستعمر هو اضفاء شرعية على حكمه , عن طريق اظهار نفسه محاربا لعادات الشعب السيئة من ناحية , واظهار السودانيين كشعب غير متحضر , مستحق للوصاية من ناحية ثانية !
ثم خطب الاستاذ خطبة عصماء فى مسجد رفاعة ! مستنهضا الشعب للدفاع عن المراة التى نزعت من بيتها الى ظلمات السجن ! فتوحدت المدينة كلها خلفه فى ثورة عارمة ! تصاعدت الى اقتحام السجن واطلاق سراح المراة !
وتمخضت الثورة عن سجن الاستاذ لمدة سنتين !
ولكنني اسمعك , يا هذا , تجادل الاستاذ سعيد الطيب شايب , وقد كان من سكان مدينة الاستاذ الفاضلة , بأن استمرار العامة في ممارسة عادة خفاض الفتيات , ربما يعود الي أن الاستاذ قد ايدها في عام 1946 , ودخل بسبب تاييده لها السجن ؟
يرد السعيد بأن الايام اثبتت صحة راى الاستاذ !
أذ لم تستطع جميع الحكومات الوطنية منذ الاستعمار ابطال هذه العادة الضارة بالقانون ! بينما نجحت مدينة الاستاذ الفاضلة فى ابطالها بالتربية والتوعية عبر المنهاج النبوى الذى ربى الاستاذ عليه تلاميذه !
وقد لا يعرف كثير من الناس ان جميع فتيات مدينة الاستاذ الفاضلة غير مختونات !
لا استطيع تعميم هذا التقييم علي جميع فتيات حزب الامة , ولا علي جميع فتيات الحزب الشيوعي , ولست متاكدأ حتي من رئيسة حق واخواتها ! اما فتيات حزب مولانا , فهو يتعامل معهن بالرموت كونترول ... حتي في الاوقات القليلة والمتباعدة , التي يتواجد فيها داخل السودان ... السودان الذي يحترق من اطرافه !
قال :
المرأة ليست عدوة الرجل ليخفضها ويضطهدها ! الجهل عدوهما ، معاً !
يا للعظمة ! يا للحضارة ! يا للاسلام الصحيح !
اذن استمرار عامة الناس فى ممارسة هذه العادة المهينة والرزيلة , حتى اليوم , يعود لغياب التربية وفق المنهاج المطروح ( طريق محمد ) , كما دعا له الاستاذ !
ياريت لو كل فتيات السودان سلكن طريق محمد , ودخلن مدينة الاستاذ الفاضلة ! حتي يهربن بجلدهن من الخفض الي العلو ؟
المدينة الفاضلة !
المدينة الفاضلة ؟ احد احلام افلاطون ... 400 سنة قبل ميلاد السيد المسيح ! والتي جسدها الاستاذ علي الارض !
مدينة الاستاذ الفاضلة ... مدينة طريق محمد ... مدينة الرسالة الثانية !
الفرق بين الاستاذ وبقية القادة السياسيين , ( وهو فرق بوزن جبل ؟ ) , أن الاستاذ نجح في بناء الانسان الفاضل ! نجح الاستاذ في اقامة المدينة الفاضلة ... حيث يعيش الناس المبصرين البصريين ( من البصيرة ) !
لم ينجح , حتي السيد الامام , في بناء الانصاري الفاضل , كما نجح الاستاذ في بناء الجمهوري الفاضل !
وانت تتجول في هذه المدينة , الملائكة اهلها , لا تملك الا ان تقع اسير طيلسان هذه المدينة ... سوف تعتريك , رغم انفك , حالة انجذاب صوفي كامل , تفقد فيها اللب والشعور , بفضل وقع طيلسان هذه المدينة عليك ! تماما كما تكهربت , في زمن غابر , نفيسي بت عسمان , وهي تلج ابواب هذه المدينة , الفاضل اهلها !
وأنت تتجول بين الرجال والنساء الفاضلين , في معية السعيد الطيب شايب , لا تملك ألا ان تساله عن ماهية الرجل الفاضل ؟
قال :
الرجل الفاضل هو الإنسان مستقيم الخلق الذي يحسن عمله ، ويقوم برعاية اهله وذويه ، ويؤدي فروض ربه ووطنه !
الرجل مستقيم الخلق هو ذلك الذي لا يفعل في سره ما يستحي من فعله في علانيته ! والرجلُ الذي لايجيدُ مهنتَه يفتقدُ القوام الرئيس لقيادة نفسه ولقيادة الناس ! وقوامُ كلِ شئ هو عِماده !
نقطة علي السطر !
وتكتشف بالتجربة المتواترة ان السعيد لا ينطق عن الهوي , وان حديثه ليس بنظري او اكاديمي , وانما قول من رحم الواقع المعاش في هذه المدينة , الفاضل اهلها !
ملائكة يدبون علي الارض , رغم انهم ياكلون الطعام , ويمشون في الاسواق !
انبياء في ثياب بشر , رغم انهم مخلوقين من صلصال من حمأ مسنون !
يطربك السعيد براي سكان المدينة في الانسان :
قال :
الرجالُ عَندنا ثلاثة :
الرجلُ الذي يقولُ ولايعمل , لأنه يخافُ من مسئوليةِ قوله !
وهذا هو العبد !
والرجلُ الذي يَحِبُ ان يقولَ وان يعملَ ! ولكنه يحاولُ أن يهربَ تحت الظلام , فلا يواجهُ مسئوليةَ قوله ولاعمله !
وهذا هو الفوضوي!
والرجل الذي يحب أن يفكرَ , وأن يقولَ , وأن يعملَ , وهو مستعد دائماً لتحمل مسئولية قوله وعمله !
وهذا هو الرجلُ الحرّ !
وأشهد بان السعيد كان رجلا حرأ ! واشهد ان كل من عرفني بهم من سكان المدينة , بدون أستثناء , كانوا احرارا !
اللهم الا عمر الما قراي , وعرفت فيما بعد انه مؤجر شقة في المدينة , وليس من سكان المدينة الاصليين !
تسال السعيد عن السياسةُ , وساس يسوس ! فيرد قائلا :
السياسة تدخل في معالجة كل قضايا الناس , بدون اي استثناء ! معالجة الاغاني الهابطة سياسة ! تحسين الكتابة الساكتة سياسة ! تحريم خفاض الفتيات سياسة ! مساواة المرأة بالرجل سياسة ! مزاولة الرياضة البدنية سياسة !
وتلتفت حولك في المدينة الفاضلة فتري كتابات ومنشورات في كل انماط السياسة :
في السياسةُ الحزبية ، والسياسة الإجتماعية، والسياسة الثقافية ...
ولا تملك , يا هذا , الا أن تشهد بأن السعيد وسكان مدينته من الذين َرَأوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ فاتخذوه ُ سَبِيلًا ! وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا !
وتنظر مليا في وجه السعيد الباسم , دومأ ! وتتامل !
كان السعيد حرأ , لا يخاف من بشر , أو من شجر ! ولكنه كان يرتعد خوفأ ووجلا من الجبار ! ولذلك كان يكثر من تلاوة اياته ليطمئن قلبه , ويطرد الخوف , وليزداد ايمانا !
السعيد من الذين عناهم الحق في الاية 2 من سورة الانفال :
( إذا ذكر الله وجِلت قلوبهم , وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ) !
( 2 – الأنفال )
كان السعيد يجتهد في صيامه , كما كان يجتهد في صلاته ! الاسلام عنده حوار سرمدي بينه وبين الرحمن الرحيم , وفي كل ثانية من ثواني الليل والنهار , 24 علي 7 !
كان هدف السعيد ... ان يبعثه ربه مقاما محمودأ !
الا تري , يا هذا , السعيد في الاية 79 من سورة الاسراء :
( ومن الليل تتهجد به نافلةً لك ! عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) !
( 79 - الإسراء ) !
والسعيد ليس الا نسخة مكررة من سكان هذه المدينة ! واحد من الاف ! وسوف احدثكم في مقالة اخري عن واحدة من سكان هذه المدينة ... اسماء محمود !
سوف تتجول في هذه المدينة , وتحفي قدميك قبل أن تعثر علي من تتهمه بانه عيي لا يبين , كما اتهم الفرعون النبي موسي ؟
كل واحد وكل واحدة من سكان هذه المدينة منضمة , بدرجة فارس ! يحدثك بفهم وذكاء عن افلاطون , وعن ارسطو , وعن الفارابي , وعن كونفشيوس , وعن ماركس ... وعن منصور خالد !
كل واحد وكل واحدة من سكان هذه المدينة متصالح مع نفسه , ومع غيره من البشر !
كل واحد وكل واحدة من سكان هذه المدينة حر , قد قهر الخوف !
كل واحد وكل واحدة من سكان هذه المدينة يحب للاخر ما يحبه لنفسه !
وانت تتجول في هذه المدينة الفاضل انسانها , وكأنك في حلم , تسمع صوتأ ياتيك من بعيد , يردد في اذنيك بعض ايات من سورة الانسان :
مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴿١٣﴾ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ﴿١٤﴾ وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا ﴿١٥﴾ قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ﴿١٦﴾ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا ﴿١٧﴾ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا ﴿١٨﴾ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا ﴿١٩﴾ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴿٢٠﴾ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴿٢١﴾ إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ﴿٢٢﴾ !
( من 13 الي 22 – الانسان )
أشهد , يا هذا , بأنني رايت في هذه المدينة , ثم رأيت , نعيمأ , وملكأ كبيرأ !
تستريح شيئأ من التجوال , وتجلس الي واحد من سكان هذه المدينة ! أنه صديقك الاثير السعيد الطيب شايب , رغم انه يدابر صديقك الاخر ... طرفة ابن العبد !
السعيد اسم علي مسمي !
السعيد السعادة تمشي علي رجلين !
السعيد الطيبة تمشي علي رجلين !
السعيد الطمانينة تمشي علي رجلين !
يتكلم ويكتب بلغة القران , ويعيش القران !
عاش السعيد حرأ , ومات حرأ !
عاش السعيد سعيدأ , ومات سعيدأ !
كان متصالحا مع نفسه , ومع بقية البشر !
كان يتصدق علي الناس , كل الناس , ببسماته وابتساماته !
كان يدابر مولانا الميرغني في كثير من الصفات !
كان المساكين وابناء السبيل يصطفون علي شارع النيل , في اليوم الاخير من كل شهر , انتظارأ لراتب سعيد الشهري الذي يتم تقسيمه عليهم بالقسطاط !
وكان بينهم والد السعيد البيولوجي !
وقضي بينهم بالحق ! وقيل الحمد لله رب العالمين !
كان الوفاء من ابرز صفاته ! كان الناس يتحرجون من تكليفه باي امر ! لانه يترك كل شئ في اياديه ليقضي حوائج الناس ... وهو يوزع البسمات ذات اليمين وذات الشمال !
أضف حب الدكتور النور حمد للاستاذ لحب الاستاذة اسماء محمود للاستاذ , ثم اضرب حاصل الجمع في الف , تحصل علي بعض البعض من حب السعيد للاستاذ ... وهما معأ علي طريق محمد !
ولكنه حب مبصر ! وليس كحب الحوار الاعمي لشيخه !
أنه حب يحاكي حب الصديق لزميله في الغار !
كان السعيد مدرسة !
يفكك لك الرسالة الثانية الي مكوناتها الاولية , ويرشدك بين تعرجات طريق محمد ... فلا تملك الا ان تحاكي سحرة موسي , الذين خروا , ساجدين , لرب موسي وهارون !
المصنع الذي ينتج السعيد , واشباه السعيد , قد تم قفله بالضبة والمفتاح !
هل اتاك حديث الحرامي , الذي نط الحيطة, ليلا , علي السعيد ! فاصبح صديقأ للسعيد !
السعيد من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا !
كنت تداعبه بانك لم تمتلك بعد المرجعيات الاخلاقية التي تؤهلك لان تصبح عضوا في المدينة الفاضلة ! رغم حبك الاسطوري لفكر وتعاليم وشخص الاستاذ !
باب المدينة الفاضلة لا يتم فتحه الا لاولياء الله الصالحين والمصلحين !
وكان يتبسم من كلامك ! كما تبسم سليمان من حديث النمل !
كان السعيد كشكولا من الابداعات والعبقريات الانسانية , غير قابلة للتكرار !
كان السعيد هرما من اهرامات الانسانية !
اقول قولي هذا , واستغفر الله لي ولكم , وللمبدعة , ولسعيد السعيد !
واختم بمقولة كونفشيوس يعظ تلاميذه :
ايها الجمهوريون انتم الغرباء اليوم ! فاستمتعوا بغربتكم ! قبل أن تنظروا فلا تجدون الا داعيا بدعوتكم ! فانه فى زمن الغربة , القرب من الله سريع !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.