تعتبر العطور من اهم احتياجات الانسان في ظل المتغيرات المناخية، اذ تلعب دوراً مهماً في حياتنا، وينعكس ذلك في توجه الكثير من البلدان التي تعتمد في اقتصادها على انتاج العطور، إلا ان العطور السودانية لها ما يميزها بروائحها الفواحة دون العطور العالمية، وتدخل في تفاصيل التقاليد والعادات والمعتقدات، ومن تلك التقاليد الريحة او ما يسمى ريحة الشيلة، وهي احد اهم طقوس العرس السوداني التقليدي الذي تغير مع متغيرات كثيرة، وأخذت تتطور حسب المعطيات، لكن تلك العادة لم تتغير بل ظلت محافظة على مر الازمان ولم يطرأ تغيير كثير فيها.. «الصحافة» تجولت في سوق ام درمان وجلست مع صاحب محلات كمال الدين للعطور، الذي أوضح انهم عملوا بتلك التجارة لأكثر «40» عاما بسوق ام درمان، وبدايتهم كانت عبر بيع البخور العادي، وتعاملوا فى عدة انواع من العطور كمجموعة تاج السر علي الشيخ والعصفر والجوهرة والزيوت بالوزن انذاك، والصندلية ماركة ميسو، ثم ما لبث ان تطور الامر ودخلت ارياح فرير دمور ثم الكشت والبروفسى وبت السودان والسيد علي الميرغني وبت القسيس، والتي كانت تستخدم في البخور ودهن الشعر. وأشار كمال الى دخول شركات فى هذا المجال مثل شركة ترنتي وشركة أبو أنس المستوردة للعطور، والتى اتت بنوعية جديدة اخذت شهرة كبيرة وسيطرت على الذوق في ذلك الزمان، مثل سوار باريس والصاروخ والريفدور والقلامور، وراجت عبر تجارة الشنطة في فترة الستينيات، وأصبحت من اساسيات طقوس العرس، كما ظهرت الكريمات والشامبوهات في تلك الفترة، وأول كريم دخل السودان في ذلك الزمان كريم ياردلي الانجليزي، وأكد كمال الدين ان دخول الصندل في السودان جاء من الهند عبر السعودية الذى يعتبر احد مرتكزات شيلة العريس، ويعد الشعب السوداني من اكبر مستهلكي الصندل في العالم، ثم دخل المسك الذي احدث ثورة في عالم العطور السودانية التقليدية لدخوله في تركيبها وتغير نمطها وهو المسك التركي والمحلب السوري. وأبان كمال الدين ان هناك نوعين من الضفرة، الناشفة العراقية ذات الحجم الكبير التي بها لحم حيث تحتاج لجهد في النظافة وجودتها عالية وتدخل في صناعة البخور التقليدي، وأيضاً هناك ضفرة الريش او ما يطلق عليها لسان الطير المحلية الخالية من اللحم، وتأتي من كسلا. وأضاف كمال الدين ان الهبهان والقرنفل يدخل ضمن مستلزمات العطور لشيلة العريس، بجانب ثوب القرمصيص وثوب السرتي وثوب الصفيح الذي يدخل في طقوس الجرتق التي تعد احد ركائز العرس السوداني، وفي ما يختص بالمعيقات التى تواجههم فقد أوضح كمال الدين ان معيقات العمل كثيرة، ويعد ارتفاع سعر الدولار سبباً أساسياً، بجانب الرسوم المحلية والضرائب ودخول بعض الانواع غير الجيدة،الأمر الذي ادى الى زعزعة ثقة الزبون، اما اتجاه البعض لدول الجوار او الخليج لشراء احتياجاتهم فقد شكل لنا ركوداً عاماً في السوق، وكذلك حضور المغتربين للبلاد، وهناك مواسم تتزايد فيها القوة الشرائية، وهي مواسم العيدين النحر والفطر، وجميع مواسم عقد القران الذي ارتبط بالشهور المباركة كرجب وشوال وغيرها، وأكثر المتعاملين معهم من النساء، وبين احمد ان سعر كيلو الضفرة ام ريش يتراوح بين 1600 الى 1750 جنيهاً، وكيلو الضفرة العراقية يتراوح بين 480 الي 500 جنيه، وكيلو الصندل يتراوح سعره بين 1550 الى 1600 جنيه، وكيلو المحلب يتراوح سعره بين 120 الى 125 جنيهاً، وكيلو المسك يتراوح سعره بين 150 الى 160 جنيهاً، وكيلو الهبهان يتراوح سعره بين 90 الى 100 جنيه، وكيلو القرنفل يتراوح سعره بين 90 الى 105 جنيهات، وفرير دمور يتراوح سعره بين 50 إلى 55 جنيهاً، والرفدور يتراوح سعره بين 30 الى 35 جنيهاً، والصاروخ بين 35 الى 40 جنيهاً، وسوار باريس بين 35 الى 40 جنيهاً، والقلامور بين 30 الى 35 جنيهاً، والعادي ما بين 20 الى 25 جنيهاً، اما المحلبية والسرتية والمجموع فيتراوح سعر العلبة بين 35 الى 40 جنيهاً، والصندلية عبوة 100 جرام ماركة العنود سعرها 220 جنيهاً والصندلية ماركة الكراون السعودية 100 جرام يبلغ سعرها 1500 جنيه، أما الوقية من صندلية كراون يبلغ 500 جنيه، ونصف الوقية 280 جنيهاً، وربع الوقية 125 جنيهاً، وبت السودان 20 جنيهاً والكلونيا ما بين 18 إلى 20 جنيهاً. الصحافة