لوكا أم بولتون؟؟. الصادق المهدي الشريف [email protected] جآء في الأخبار أنّ الدكتور لوكا بيونق وزير مجلس الوزراء السابق والقيادي الشمالي بالحركة الشعبية.. طالب المجتمع الدولي بالعمل على تغيير سلوك النظام السوداني. د.بيونق سيطير في رحلة أطلسية تشمل بلجيكا وبريطانيا والولايات المتحدة.. وقال أنّه السبب الرئيس لزيارته هو (دعوة تلك الدول لتغيير سلوك نظام الخرطوم). ولو كان ذلك الحديث للإستهلاك السياسي وقاله الرجل في ندوة سياسية أو عبر تصريح صحفي.. لما توقفنا عند مقاله... ولو كان ذلك التصريح قبل شهرٍ من الآن لكان مقبولاً من الرجل.. فقد سوداني يحق له أن يتكلم في كل القضايا التي تهمه وتهم السودانيين. لكن بعد أن إختار الرجل بكامل طوعه - أو كما يكتب المحامون (بكامل صحته العقلية وبحالته المعتبرة شرعاً وقانوناً) - وبنسبة وصلت ال 97% من أصوات الناخبين أن ينفصلوا بدولتهم عنّا.. فقد أصبح الرجل بالنسبة لنا (أجنبي) يتدخل في شئون دولتنا. ولو أنّ هذا الحزب الحاكم (يجلدنا خمسة جلدات كلّ يوم) ونقف لها في طابور.. لما سمحنا لرجل أجنبي أو جهة أجنبية أن تتدخل بيننا.. ولو لم يستطع السودانيون الرافضون لهذه الحكومة تغييرها وحدهم.. فهم لا يستحقون التغيير منذ البدء. ولكن.. بعيداً عن كلِّ هذا.. هل تحتاج بريطانيا الى نصيحة لوكا بتغيير النظام؟؟ أو تغيير سلوكه؟؟ وهل تحتاج واشنطن الى تذكير بضرورة إقتلاع المؤتمر الوطني؟؟. سأحكي لك قصة يا دكتور بيونق. في يومٍ ما إرتكبت الخرطوم حماقة كبيرة بطردها لعدد من المنظمات الأجنبية (بينها منظمات أمريكية) عاملة في دارفور. الحماقة ليست في طرد المنظمات.. فهذا حقّ سيادي تكفله القوانين الدولية لأيِّ دولة ذات سيادة.. ولكن لأنّ سبب الطرد كان في بطن الحكومة.. ولم تصرِّح به.. رغم أنّه كان من الممكن الدفع بمسوغات الطرد الى الإعلام أولاً سواء كان تجسساً أو تجاوزاً للتفويض. المهم أنّ واشنطن قررت معاقبة الخرطوم على هذا الطرد (ولا توجد دولة في العالم تجرؤ على طرد فرد أمريكي أو منظمة أمريكية).. وإختارت مجلس الأمن كمنصة عقاب.. والتهمة كانت (طرد المنظمات الإنسانية.. جريمة حرب). وقتها كان السيد جون بولتون مندوب واشنطن في مجلس الأمن.. صرَّح منتشياً للصحافيين في ذلك اليومٍ بأنّ المجلس سيتخذُ قراراً تاريخياً بشأن السودان. بولتون كان متأكداً مما يقولُ لأنّه قام بجهود دبلوماسية كبيرة قبل الإجتماع... تحالف فيها مع نظرائه الأوربيين.. وتمّ إعداد قرار الإدانة. وبعد أن إنتهت جلسة مجلس الأمن خرج بولتون اتجاه سيارته مسرعاً وهو يسبُ ويلعن... والصحافيون يركضون خلفه، حتى أوقفه أحدهم وسألهُ : ماذا بشأن السودان؟؟؟. قال بولتون : لقد ظلت الخرطوم تتلاعب بالمجتمع الدولي لأعوامٍ وأعوام، دون أن نستطيع إتخاذ قرار ضدها، و....و... سأله الصحافي :(هل إتخذتم قراراً هذه المرة ضد الخرطوم؟؟؟). أجاب بولتون :(لا... لقد صوتت روسيا ضد القرار). صحيفة التيار