حديث المدينة نافع .. تو ..!!! عثمان ميرغني د. نافع علي نافع (أصقر) صقور الإنقاذ.. تحدث صباح في ولاية نهر النيل أمام شورى حزب الوطني.. وقال إن حزبه يعوّل على طهر المؤسسات لا طهر الأفراد.. وقال إن الحزب أقوى من الأفراد.. والذي يظن أنه سبب قوة الحزب فليذهب (لم يقل في ستين) لكن كأنه قالها.. ورغم أن نافع تعود أن يتحف الصحف ب(مانشيت) الصفحة بالعبارت الحادة الجارحة التي يجلد بها أحزاب المعارضة.. وتسبب هذه اللغة في قذف كرسي عليه في ندوة بدار السفارة السوداني بلندن.. إلا أن نافع هذه المرة (عداه العيب).. وبلغة أهل المنطقة الصناعية ليته (يقرط على كده).. هذا ما ظللنا نكرر فيه سنوات وسنوات.. أخيراً قرر د. نافع أن يقر به.. قلنا إن صيام الاثنين والخميس.. والتردد على المسجد آناء الليل والنهار.. وزرع المحسنات اللفظية من أمثال (نحسبه!) .. وإطالة اللحى.. كل ذلك هو في محيط (الشخصي).. الحساب فيه ولد لكن يوم الحساب.. بين العبد وربه.. وقلنا إن أكبر الكبائر أن يظن فرد أنه بهذه العبادات ينال حظوة أو ميزة على غيره وأن العباد يجب أن يمنحوه مقدم (أتعاب) قبل يوم الحساب. وفي المقابل.. قلنا إن فساد الفرد.. أي نوع من الفساد الشخصي.. أيضا مرصود في كتابه ليوم تكشف فيه الكتب.. لكن الذي لا يمكن القبول به أو السكوت عليه هو (فساد!) المؤسسات.. أن تصبح المؤسسة نفسها هي الحاضة على الفساد.. كيف ؟؟ سأقولكم. إذا كانت المؤسسة لا تسمح بكشف الفساد.. بل وتقهر من يجهر بالشكوى من الفساد.. هنا تصبح المؤسسة نفسها أم الفساد والراعي الذهبي له.. هل تذكرون ما حدث في سجن (أبوغريب) في العراق. الجنود الأمريكان مارسوا أقصى الإذلال والإهانة على السجناء العراقيين.. لكن في المقابل من الذي كشف فسادهم.. الصحافة الأمريكية.. ومن الذي حاكمهم.. القضاء العسكري الأمريكي.. إذ ال(سيستم) هو الظاهر وإن فسد الأفراد.. يبقى السؤال الحتمي.. هل ال(سيستم) في بلادنا طاهر؟ فليجرب عضو قاعدي أو قيادي في المؤتمر الوطني أن يتحدث عن فساد في أي موقع تنفيذي أو سياسي.. وسيرى النتيجة ناجزة مدهشة في سرعتها.. رغم أن القرآن قال: (ولا تحاضون على طعام المسكين).. لم يقل لا تطعمون المسكين.. فتلك درجة أقل.. لكن الحض بالخير والكف عن المنكر جهراً هو الأشق وأصعب.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفضل الأعمال كلمة حق عن سلطان جائر).. كثيرون يظنون أن معنى كلمة (سلطان) هنا مقصود بها الحاكم الأعلى وحده.. لا.. مقصود بها أي سلطة في أي مستوى.. فالذي يبتلع لسانه خوف قطع الرزق أو قطع اللسان.. لا يجديه بعد ذلك إن صام الدهر وصلى.. لأنه أقر فساد المؤسسات وظن أن طهر الأفراد يغني عن طهر المؤسسات.. بالله عليك.. يا د. نافع.. أليس ما قلته أفضل وأجدى كثيراً من حكاية (لحس الكوع).. (قرط على كده)..!! التيار