بالمنطق صلاح الدين عووضة [email protected] وما أكثر الأصنام يا نافع!!! * نهار البارحة قابلت الكاريكاتيرست الشهير كاروري واستعدنا جانباً من ذكريات ايامنا معاً بالزميلة \"اخبار اليوم\". * فقد كنت (اقنطِّر) له الكرة أحياناً - بلغة اهل الرياضة – وهو(يشوتها) كاريكاتيراً لا يضل طريقه نحو الشبكة.. * وكان هو يفعل الشيء نفسه تجاهي ف(أشوت) فكرته مقالاً بين (الخشبات).. * وبما أن الكاروري هذا هو صاحب فكرة (مايكرفون) الصادق المهدي الشهير الذي يلازمه كظله فقد لفت نظره يوماً الى كثرة (مايكروفونات) الانقاذ.. * فكان كاريكاتير اليوم التالي يظهر المهدي وهو يهدي قادة الانقاذ سلة من (المايكات) وهو يقول ما معناه:( تفضلوها، فانتم أحق بها مني).. * فلو كان هناك(ابو كلام) واحد في العهد الحزبي السابق فان في عهد الانقاذ (ابوات كلام) تعلم اكثرهم (حلاقة) الكلام في رؤوس ابناء السودان الغلابى. * فكلام لكلام يفرق تماماً كالفرق بين (السندكالية) و(هلم جرا) و(أولاً وثانياً) وبين (اولاد الحرام) و(الشحاتين) و(ألحسوا كوعكم).. * فغضب- عقب نشر الكاريكاتير ذاك- نفر من قادة الانقاذ وطالبوا، عبر صديقنا رئيس التحرير احمد البلال الطيب، بأن (يبطل) الكاروري (كلاماً) كاريكاتيرياً من هذه الشاكلة.. * وقبل ايام اشرت في هذه الزواية الى ان وزيرة الدولة بالاعلام- سناء حمد- طفقت (من قولة تيت) تتكلم كثيراً مثل (اخوانها في الله)- من قادة الانقاذ - فغضب منّا البعض غضباً تزامن مع حجبٍ للصحيفة عن السوق لثلاثة ايام متتالية.. * وحين اقول (تزامن) فذلك حتى لا اربط ربطاً لا برهان لنا عليه بين الحجب هذا والغضب ذاك.. * والدكتور نافع هو احد قادة الانقاذ هؤلاء الذين يتكلمون كلاما (ارتجالياً) كثيرا لا يبالون فيه بقواعد (المنطق).. * هو من شاكلة الكلام الذي يصفه السودانيون بأنه (كلام ساكت).. * ومما قاله نافع في غمرة كلامه الكثير يوم الاول من امس ان (صنم) ليبيا قد سقط.. * فالانقاذ لا تخفي سعادتها بثورة الشعب الليبي وقُرب زوال نظام القذافي.. * وسعدت ايضاً من قبل -أي الانقاذ- بثورتي الشعبين المصري والتونسي.. * فكلٌ من مبارك وبن علي كانا (صنمين) ايضاً * ولكن الانقاذ لا تبدو لنا سعيدة بقرب سقوط (صنمين) آخرين هما على صالح وبشار الأسد.. * فلماذا (يسعد) الانقاذيون لسعادة شعوب مصر وتونس وليبيا بالحرية و(يبتئسون) حين ينشد اليمنيون والسوريون الشيء نفسه؟!! * هل الحرية حلال لبعض الشعوب، حرام على البعض الآخر؟!.. * فحيثما وُجدت الاصنام(البشرية) وُجِد القهر والكبت والتعذيب و(التكميم!!) والفساد و(الكنكشة).. * ثم أن الانظمة (الصنمية) تضفي على أنفسها هالة من (القداسة) تتمثل في الحصانات و(المانعات) والبرتكولات والصور (المفروضة) على الناس في الدواوين والميادين والشوارع.. *فأيما نظام من هذه الشاكلة - يانافع- فهو (صنم) يتمنى الناس سقوطه كيما (يتحرروا) من الإذلال والعبودية وتكميم الافواه و(التسبيح بحمد الفرد).. * كيما يتحرروا من وزارات للإعلام شعارها :( ما أُريكم إلا ما أرى).. * كيما يتحرروا من(وجع وش) يسببه (الظهور) الدائم لأناس باعينهم سنين عدداً.. * فما أكثر (الاصنام!!!) -إذن- يا نافع. الجريدة