على المؤتمر الوطنى أن يتنحى قبل أن ينحى!! عبد الغفار المهدى [email protected] لاشك أن الوضع فى السودان الآن لايحتاج للمسكنات اللجانية التى لم نرأها تحقق شىء على أرض الواقع وهى ومنيثقاتها التى تعرف باللجان المتخصصة،والتى للأسف الشديد لاتصب الى فى مصب التسويف والمماطلة التى ظل يمارسها المؤتمر الوطنى طوال عهده المشؤم،وحتى لانخدع أنفسنا وننشغل بالتصريحات العشوائية والبيانات التى لاينقطع سيلها من قوى ما يعرف بالمعارضة والأعتراض والصيد فى الماء العكر ، وهؤلاء أصبحت بياناتهم تصيب الشعب بالأشمئزاز،وتصيبه بالشلل الفكرى فى حال السياسية السودانية التى لاأخلاق أو مبادى لديها وهى تتاجر بهذا الشعب عقود من الزمان وعجزت عن وضعه فى المكانة التى يسنحقها ويأمل اليها. المطلوب الآن أن (يعمل) المؤتمر الوطنى بعقله وليس بعضلاته ومكتسبات الزيف التى يذل بها الشعب السودانى من تنميته المضروبة وأستثماراته المحسوبة لمحسوبيه ،ومن رضى عنهم جوف ماعونه من السياسيين المعارضين والأعتراضيين والانتهازيين الذين صنعتهم مبادئهم التى لاتشبه مبادى الشعب السودانى ولا أخلاقياته الماعون الذى نضب وما عاد كما كان ،ينقط لكل من صعد على المسرح السياسى السودانى فى غفلة من الزمن مستعرضا مفاتنه تارة بالسلاح وأخرى بالصراخ وكل هدفه وأمله النقطة، والشعب لم يجنى سواء ممارسة مزيدا من الضغط عليه وعصره حتى يتم تفريغه تماما من كل ذرة كرامة يمكن أن تساعده ليهب ثائرا. فى ظل هذا الوضع الذى ينذر بخطر ماحق بالسودان عاجلا أم أجلا ويتحمل مسئوليته المؤتمر الوطنى وزبانيته من الأطياف السياسية الأخرى من قصيلة (الرخويات) وما قابلها فى شتى المجالات الأخرى، أن يدرك أن نهايته قد دنت وعليه أن يتعظ مما حدث حوله من ثورات أودت برصفائه وأساتذته فى الحكم الدكتاتورى وديمقراطية الحزب الواحد،وكيف أن ارادة الله تمثلت فيهم عزا وذلا، وحتى لايصل لمرحلة الأذلال تلك عليه أن يكون حكيما فى هذا المنعرج الهام من تاريخ السودان ويقوم بالتنازل طائعا مختارا عن السلطة وهو يعلم ثمن التمسك بها ونيجته لنفر من الأكاديميين السودانيين الذين رحبت بهم بلاد أخرى ووظفت علمهم لصالحها عبر المؤسسات التى يديرونها بعد أن ضاقت بهم بلادهم ،وكفاءت أخرى كثيرة تدير منظمات ومؤسسات دولية ،وهؤلاء لاأظن أنهم سيرفضون نداء الواجب الوطنى،وتشكل حكومة تكنوقراط ،تعيد صياغة الواقع السياسى والاجتماعى السودانى الذى أضاع ملامحه المؤتمر الوطنى،وتعيد ترتيب الأوراق والأولويات ،على أن تدير البلاد لمدة عشر سنوات تكون قد وصلت فيه الى تطلعات الشعب السودانى ،وفى هذه الفترة يتم تأسيس أحزاب جديدة وتكون قد وعت الدرس من التاريخ الملىء بالعبر،ومن مهام هذه الحكومة العمل على توحيد الهوية السودانية ودمج جميع تبايناتها فى هوية السودان وحده ،وليست ثقافة الهوية القبلية التى أضرت بالسودان. الشعب السودانى أصبح أكثر (فأر) تجارب سياسية طبقتها فيه الأنظمة الشمولية والديمقراطية الهزيلة والتى تضع مصلحتها قبل مصلحة من أوصلها للسلطة..فلا ضير من أن نقوم بهذه التجربة لتدارك الأخطاء الفادحة التىأرتكبتها الحكومات سالفة الذكر...بالتأكيد ستعز على المؤنمر الوطنى مفارقة السلطة التى ضحى بكل غالى ونفيس ليستفرد بها وحده وينعم بقطاف ثمارها ويرمى للبقية الفتات..لكن هل يتغلب عليه فكره هذه المرة ويعيد اليه مشهد من سقطوا قبله بسبب العناد والتمسك بأهداب السلطة بعد الخراب الذى أحدثوه فى أوطانهم وربما يكون خرابه فى السودان أفدح وأعظم جرما... من الحكمة فى هذه الأوقات أن نعمل جميعا من أجل أن (نلملم) بقايا هذا الوطن وفى سبيل ذلك لابد من التضحية بكل ما يحقق هذا الهدف ،والا علينا أن نقنع بأن ما يعرف بالسودان سيمحى من الوجود ويتحول لأشلاء صغيرة يصعب جمعها من جديد... التضحية ولا سبيل غير التضحية .