بالمنطق الرَّخِيْصُوْن .. !!!! صلاح الدين عووضة [email protected] الرَّخِيْصُوْن .. !!!! * تخيِّل معي لو أنّ هذا النّظام زال بمثلما زال من قبل نظاما عبود ونميري العسكريان .. * أقول تخيّل فقط وذلك من باب الاتساق مع ما نودُّ أن نقوله في كلمتنا هذه عن قضيّة شغلت أذهان النّاس إثر زوال أنظمة بن علي ومبارك والقذافي .. * إنّها قضيّة من يريدون اللّعب على كُلِّ الحبال .. * من يدورون في فلك كُلِّ (ذي شوكة) .. من لا يُطيقون البُعد عن (موائد) السُّلطان .. * من لا مانعَ لديهم في بيع أفكارِهم ومبادئِهم وقناعاتِهم رخيصةً في أسواق (النّخاسة) السّياسيّة .. * من يُجيدون التّغني بمحاسن كُلِّ حاكمٍ جديد ولو كانوا - من قبل - يُعلنون (سنسفيل) أجداده حين كان هو يلعن الحاكم السَّابق .. * من لا يرون غضاضةً في أن يكونوا غير ذوي كرامة ولا عزةَ ولا احترامَ للذات .. * هل تخيلتم الآن أنّ هذا النّظام قد زال إيماناً بقوله تعالى : (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) ؟! .. * حَسَنٌ .. * تخيّلوا معي – إذن – ما سيحدث لكثير من (المتوالين) معه من غير (أُصلائه) .. * أو تخيّلوا ما سيُحدثونه هم في أنفسهم بالأحرى .. * إنّهم سيفعلون تماماً ما فعله (أشباهٌ) لهم في الدُّول التي زالت أنظمتُها من حولنا .. * فسريعاً ما يتجاوزون صدمة زوال (حبايبهم !!) انشغالاً بتفصيلِ ثوبٍ ذي (مقاسات) جديدة .. * مقاساتٌ تُلائم (طول وعرض) التّوجهات الفكريّة والسّياسيّة والاقتصاديّة للقادم الجديد .. * ثم يُهرعون إلى سوق (كُلُّو بثمنو) عارضين بِضاعة مُزجاة مُنَادَى عليها بعبارات (كُنّا مخدوعين) أو (كُنّا مجبورين) أو (كُنّا غلطانيين) .. * أليس هذا بالضّبط ما حدث ل(أشباهٍ) في مصر وتُونس وليبيا ؟! .. * ألم يسع صحفيون وإعلاميون ومثقفون وفنانون وممثلون وسياسيون إلى تغيير (جلودهم) فور غياب (الرّيس) عن المشهد ؟!! .. * ألم ينطلق المُذيع المصري الشّهير ذاك (فُرّيرة !!) نحو ميدان التّحرير عقب فراغ عمر سليمان من كلمته وذهابه إلى غير رجعة بمعيّة الرّجل (اللي وراه) ؟! .. * وألم تبك الممثلة تلك التي كانت تطالب ب(فرم) المتظاهرين وتقول : (والنبي غلطانة واستاهل أنا الفرم) ؟!! .. * وألم تتهاوى مذيعة القذافي ذات (المسدس) - لحظة القبض عليها - وتُطالب قوات الكتائب بتغليب صوت (العقل !!) ؟!.. * وكذلك سيفعل أشباهٌ لأُولئك هنا في بلادنا إذا ما قُدِّر لنظام الإنقاذ هذا أن يزول .. * فمنهم من سيقول : (والله كُنّا غلطانين) .. * ومنهم من يقول : ( بل كُنّا مُجبَرين) .. * أما أمثلهم طريقةً فسوف يقول : (كُنّا نُريد أن نعيش) .. * والآن دعونا نعيش أيضاً .. * ونحن (من إيدكم دي لإيدكم دي) .. * وكذلك هم دوماً أمثال هؤلاء .. * إنّهم (الرّخيصُون !!!) .. الجريدة