بعض الرجال الحاقدين يطلقون لقب سجن على الحياة الزوجية ، بطبيعة الحال العبد لله لا يمكنه التصريح بأنه من الرجال الحاقدين وإذا زل لسانه بمثل هكذا عبارة فعليه العوض ومنه العوض ، بالمناسبة بعض الناس لا يسجنون ألسنتهم ما يجعل كلامهم مثل كلام الطير في الباقير ومن هؤلاء طاغية ليبيا معمر القذافي ، الذي لا يوزن كلامه بمعايير المنطق فهذا الرجل كان وما زال يصف الثوار الليبيين بالجرذان ، ولأن إبن الطاغية عوام على وزن إبن الوز عوام فإن سيف الإسلام القذافي هو الآخر لا يسجن الكلام فقد صرح قبل عدة أيام لصحيفة روسية أن الحرذان لا يمكنهم حكم ليبيا وهو يقصد طبعا أصحابنا الثوار ، لكن في واقع الأمر فإن القذافي وابنه وجميع الأزلام الموالين للنظام الليبي يسجنون أنفسهم في مخابيء في طرابلس خوفا من هجمات قنابل النيتو ، اما بشار الأسد فقد سبق وان وصف من قبل المحتجين السوريين بالجراثيم عديييل كده ، المهم خلونا من ده كله ، قبل يومين كنت اتابع في صاحبتنا الجميلة قناة النيل الأزرق ولا غيرها أمسية أو سهرة عن تظاهرة ثقافية فنية في دامر المجذوب وخلال المداخلات ، لم تتمكن مذيعة في هذه القناة من سجن تعبيراتها الجميلة ، ايوة تعبيراتها الجميلة حينما كانت تحاور أحد الضيوف في الدامر ، وقالت بعضمة لسانها ( المو خمج ) أن الدامر تعتبر ( بؤرة ) للثقافة أو هكذا تعبير ، بؤرة إيه يا حليلك ، الله يخرب بيت سنسفيل أبو اللغة العربية ، المهم مثل هذه المذيعة التي تصف الدامر بالبؤرة اي كان قصدها من المفترض أن تسجن بعيدا عن الشاشة ، لأنها يمكن في الغد أن تصف السودان كله بأنه بؤرة للجمال ( وبركاتك ) يا حسن فضل المولي ، وطالما أن الكلام عن السجون وما ادراك مالسجون ، يقال في هذا الصدد أن السجون في الدنيا مقامات ،و من اكثر السجون إثارة للجدل السجون الأمريكية السوداء وهو إصطلاح يطلق على السجون التي دشنتها الولاياتالمتحدة في عدة دول لمطاردة الإرهابيين ، المهم في الموضوع إن السودان إعتبارا من يوم السبت المقبل للأسف سيسجن نفسه في دولتين ، شمال وجنوب ، وبعدها ستصبح كل أحلام الإلتحام مرة أخرى تماما مثل أحلام صاحبنا ظلوط ، لكن السؤال اللئيم جدا هل أن إنفصال الوطن الى جمهوريتين ، سوف يسجن الصراع بين الإخوة الأعداء ويعتقله في زنزانات تحت طقاطيق الأرض ، إجابة هذا السؤال نتركها للأيام المقبلة ، وياما في السجن مظاليم ، من وجهة نظري ان الصراع إبن الذين سيكون على أشده ، ومش كده وبس بل أن أكبر السجون واعتاها لن تتمكن من اعتقال نزعة العدواة بين الجسد المنفصل ، وربما ينفلت الصراع من سجنه الكبير الى المناوشات حول الموارد المائية في النيل الأبيض وروافده وربما وربما ، لكن المهم جدا سجن الصراع بين الإخوة الأعداء وفوق هذا كله سجن مذيعات الطقس العشوائي من الإطلالة في صاحبتنا الجميلة النيل الأزرق ، والنيل الأزرق في عينيك يناديني نحو الأعمق أزرق أزق .