خلاص قشطّوا، تحسبوا لعب؟؟ حسن وراق § حقيقة الازمة الاقتصادية التي يواجهها نظامه الآن كشفها الدكتور محمد خير الزبير محافظ بنك السودان عندما طلب من عدة دول عربية في اجتماع خاص بمحافظي البنوك العربية عقد في الدوحة قطر بان يقوموا بإيداع أموال في بنك السودان المركزي او بقية البنوك التجارية. لم يحدد الزبير مبلغا بعينه الا أنه مواجه هذا العام بتوفير 4 مليارات من الدولارات اعلنها بصراحة. § المبلغ الذي طلبه محافظ البنك المركزي من البنوك العربية (بدون فائدة ) في شكل ودائع بالعملات الحرة علها تساعد في كبح جماح الارتفاع الجنوني في سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني والذي وصل الي 4 جنيه ومتوقع له ان يصل الي 5 جنيه بعد أن قامت الحكومة بتعطيل الطلب علي الشراء وتحجيم حركة الواردات التي ترفع اسعاره في السوق . § الأزمة الاقتصادية بدأت نذرها في اغسطس الماضي بعد مرور شهر علي انفصال الجنوب وفقدان الخزينة العامة اكثر من 75% من النقد الاجنبي جراء سيطرة الجنوب علي غالبية آبار وانتاج النفط .حاولت الحكومة ان تقلل من آثار الانفصال عند تغيير العملة عملت علي طبع المزيد من الاوراق النقدية كأحد اساليب الاستدانة المصرفية وسرعان ما انتقلت الاثار التضخمية وتفشي الغلاء المقلق وبلغ التضخم 21% وهذا وحده يمثل تحدي لاستقرار النظام . § حاولت الحكومة توفير عملات اجنبية وضخها في البنوك وكل محاولاتها باءت بالفشل خاصة عند زيارة السيد رئيس الجمهورية الاخيرة للصين في وفد ضخم كانوا يأملون ان تمنحهم الصين مبلغ 2 مليار دولار قدموا خلالها تسهيلات للصينيين تتمثل في احتكار نقل البترول الا أن القيادة الصينية اشترطت ان تقدم قروض سلعية فقط وفشلت كل المحاولات التي بذلها محافظ البنك المركزي ووزير المالية في استقطاب دعم مالي من دول اسيوية وعربية . § أزمة الاقتصاد السوداني مركبة وتتمثل في الديون الخارجية التي لاتشجع الدول والصناديق المالية الدخول مع نظام عاجز في معاملات بالاضافة الي انهيار القطاع المنتج بشقيه الصناعي والزراعي وتراجع الصادرات غير البترولية وارتفاع فاتورة الصرف علي جهاز الدولة وخاصة علي الأمن ومؤسسات الحزب الذي أصبح في مقام الدولة الي جانب التهرب الضريبي للشركات الرمادية التي دمرت الاقتصاد الوطني. § السؤال الذي يفرض نفسه، من هو ذلك المجنون الذي يقوم بايداع أمواله لدي نظام فاشل اقتصاديا وغير مؤهل لسداد ديونه وليست له القدرة لاعادة النظر في بناء اقتصاد قائم علي الشفافية ومحاربة الفساد ووقف نزيف الانفاق الحكومي والحزبي و علي أجهزته الأمنية . الأزمة الاقتصادية استحكمت حلقاتها و الغلاء لن يجعل النظام في مأمن من غضبة الجماهير والانفجار مسألة وقت . الميدان