زاوية حادة عميل ما عملش حاجة جعفر عباس ما كنت لأخوض في موضوع لقائي السري بمسؤول في المخابرات الأمريكية (سي آي إيه)، الذي فتحته جريدة النهار الجزائرية، وبعدها الزميلة الانتباهة، لولا أنني انتبهت مؤخرا لأمور معينة، فرغم ان الانتباهة تكرمت مشكورة ونشرت تعقيبي على الموضوع، فقد اكتشفت لاحقا ان الزميلين اللذين نشرا التقرير السري عن ذلك اللقاء السري لم يترجماه ويعداه كما أوحيا بذلك في عدد الصحيفة ل (5)سبتمبر الجاري، بل نقلاه صرة في خيط وب»ضبانتو» من النهار الجزائرية، فموقع ويكيليكس لم يتحدث عن لقاء «سري» بيني وبين عميل مخابرات أمريكي، ولا قال ان التقرير الذي ورد فيه اسمي سري بأي درجة، وكما أوضحت في تعقيبي في الانتباهة فهو تقرير عن كلام قلته علنا ومن على منبر مفتوح في البحرين قبل عامين خلال منتدى عقدته القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) لتصحيح العلاقات مع وسائل الإعلام في الشرق الأوسط، وكانت مشاركتي بتكليف رسمي من قناة الجزيرة الفضائية، فالأسرار التي قمت بتسريبها للعميل الأمريكي كما جاء في الصحيفة الجزائرية تتلخص في أن نقاشا دار في قناة الجزيرة حول «لماذا الفلسطيني الذي يقتله الإسرائيليون شهيد بينما الطفل العراقي الذي يقتله الأمريكان لا ينال تلك الصفة، وأن بعض مذيعي الجزيرة متغطرسون و»عاجباهم روحهم»،.. وكان بيت القصيد بالنسبة للصحيفة الجزائرية ما جاء على لساني من ان هناك تعاونا بين الجزيرة وبي بي سي وقناة سي ان ان، باعتبار ان هذا دليل عمالة للإمبريالية.. وقد كتب كثيرون في منتديات مواقع التواصل الاجتماعي قائلين ان الانتباهة تعمدت الإساءة إلى شخصي، ومن باب الأمانة أن أقول إن الأستاذ الطيب مصطفى «مؤسس» الصحيفة انزعج وغضب لنشر الموضوع وكان يود نشر تعقيبي عليه في عموده الخاص (لولا انه جاء طويلا).. وأؤكد أنني ما كنت لأخوض في الموضوع مجددا لو أن الزميلين اللذين كشفا عمالتي للأمريكان نقلا عن ويكيليكس كما زعما، حرصا على تنوير المواطن السوداني بما جاء في التسريبات الأخيرة من تقارير خطيرة تتعلق بمآلات الأمور في السودان وعلاقاته الخارجية، ونشرا ما جاء في ويكيليكس منسوبا الى شخصيات سودانية تهز وترز . ثم فوجئت بعد وصولي لندن قبل أيام بأمر جعلني أشك في أمر عمالتي، فقد وجدت إعلانا صحفيا من المخابرات البريطانية إم آي فايف تعلن فيها عن رغبتها في توظيف ناطقين بمختلف اللغات للتنصت على الاتصالات والمراسلات الهاتفية، قبل وخلال دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها لندن العام المقبل، وذلك لشمشمة المكالمات «الإرهابية».. وما من شك في أن المستهدفين بالتجنيد هم الناطقون بالعربية، من منطلق أنهم ارهابيون بالميلاد، وبعدهم بأميال الناطقون بالأوردو وغيرها من اللغات الآسيوية الإرهابية، ولكن ما أغضبني هو أن العرض المالي نظير هذا العمل هزيل: 24000 استرليني في السنة، وبعد خصم الضرائب يكون الراتب نحو 1500 استرليني في الشهر، وهو مبلغ لا يكفي للسكن والكساء والطعام في لندن حتى لو عثر العميل على مطعم يبيع البوش وبيت عشوائي في شبردس بوش، وعلى كلٍٍ فلندن تعج وتضج بالعرب، رغم انتهاء الموسم السياحي في بريطانيا، والحجابات والعبايات «ما تديك الدرب»، وسأموت وأنا لا أعرف لماذا يأتي العرب إلى لندن وينفقون المليارات ليتزاحموا على مطاعم الفول والفلافل والشاورما ومقاهي الشيشة في شارع ادجوير في لندن، مع ان تلك النوعية من الأطعمة والتبغ المتوافرة في الدول العربية أفضل من نظيرتها البريطانية.. قبل يومين دخلت متجرا لشراء سندويتشات باردة ووجدت على سندويتشات البيض والتونا كلمة «حلال»، أنظر المدى الذي بلغه استكراد العرب، وأذكر يوم جاءنا في صحيفة الاتحاد الإماراتية من يحمل صندوقين من شحنة صادرتها السلطات: الأول كانت ديباجته»لحم خنزير مذبوح حلال»، والثاني «دجاج مذبوح حلالا»، ولكن رأس كل دجاجة كان في محله مثبتا على رقبة ليس فيها شق او طق.. يعني ذلك الدجاج إما مات خنقا و صعقا بالكهرباء او كان أصلا فطيس.. وهدية للسودانيين الذين يعتبرون أكل البيرغر فنجرة ومقدرة: في الثمانينيات اكتشفت السلطات في الكويت ان 80% من لحوم البيرغر مصدرها الحصين، وعليك ان تتساءل عن مصدر لحوم البيرغر في بلد 35% من الأدوية الطبية المتداولة فيه مغشوشة باعتراف مصدر صيدلاني مسؤول. الراي العام