شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    انشقاق بشارة إنكا عن حركة العدل والمساواة (جناح صندل ) وانضمامه لحركة جيش تحرير السودان    على الهلال المحاولة العام القادم..!!    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    مناوي يلتقي العمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    أول تعليق من ترامب على اجتياح غزة.. وتحذير ثان لحماس    فبريكة التعليم وإنتاج الجهالة..!    تأملات جيل سوداني أكمل الستين    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    مقتل كبار قادة حركة العدل والمساواة بالفاشر    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    بيراميدز يسحق أوكلاند ويضرب موعدا مع الأهلي السعودي    أونانا يحقق بداية رائعة في تركيا    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    "خطوط حمراء" رسمها السيسي لإسرائيل أمام قمة الدوحة    دراسة تكشف تأثير "تيك توك" وتطبيقات الفيديو على سلوك الأطفال    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    لقد غيّر الهجوم على قطر قواعد اللعبة الدبلوماسية    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    هالاند مهاجم سيتي يتخطى دروغبا وروني بعد التهام مانشستر يونايتد    الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا
نشر في الراكوبة يوم 25 - 09 - 2011


[email protected]
مدخل :
هنالك الوان من الفجر لم يقدرلها ان تشرق بعد ....نيتشه
.... المناخ السياسي والفكري السائد في بلادنا احتدمت في ظله كل قضايا الوطن دفعة واحدة من حروب ومعاناه وتدخل خارجي وعزلة اقليمية ودولية وفساد فاحت رائحته البوادي والحضر(اشتدي يا أزمة تفرجي ) كل ذلك في ظل البيئة الانقاذية الحاضنة للفشل والفساد والاستبداد واحتكار الشان الوطني لفئة هي التي ادخلت البلاد في هذا النفق المظلم بسياساتها الرعناء وعجزها الفكري وتولية الانتهازية وشواذ الافاّق واستخدامها المسئ للدين الاسلامي وتفتيت النسيج الاجتماعي واعادة العنصرية والجهوية بشكل سافر وما زالت تكذب وتتحري الكذب حتي كتبت عند الناس كذابة فليس لها القدرة معالجة هذه الازمة الحادة في كل جوانبها مع تعدد مظاهرها وتجلياتها واسبابها \" فاقد الشي لا يعطيه \". في هذه المقالات نستعرض الظروف الموضوعية لقيام الثورة الشعبية والقوي الفاعلة في احداث التغيير في السودان وفي ذلك سياسات الحزب الحاكم العرجاء نفسها الداعمة لتصفيته لصالح دولة الوطن . كما بأت في نظر الكثير ان المعارضة الراهنة ليس هي اليوتوبيا البديلة لنظام الانقاذ لعجزها هي الاخري في ابتداع برنامج ومنهج ومواقف جلية تعالج مافسدته الانقاذ وكنس افرازاتها واثارها ، فصارت صورة طبق الاصل للممارسات السلطوية والصراعات الداخلية للنظام . فالنظام يسعي لاسقاط قوي المعارضة (قوي الاجماع الوطني) في براثن الشمؤلية وتكبيل حركتها واستخدامها عند اللزوم ، والمعارضة تطمع في الحلول السهلة عبر مشاركة النظام في جرائمه فعلي الرغم من خطابها المعلن الدعم للتغيير واسقاط النظام فبنفس القدر الذي تندر فيه انشطة ووسائل التغيير تتوفر فيه انشطة \" الحوارات والتفاوض واللقاءات..الخ \" لدعم خيار المشاركة في السلطة . مع ادراك هذه القوي ان النمط السائد في الحوار مع النظام يغلب عليه لغة الشرانق والعزلة الفكرية والتربص واصدار التعميمات في ظل مناخ استقطابي وتفكير تأمري فقد ابدت هذه القوي قدرا من حسن النية لدرجة السزاجة فصارت الغيرة والمزايدة السياسية هي الثمة الغالبة في العلاقات فيما بينها علي شاكلة (نجاح اخي يعني فشلي ) ، مع اخذنا في الحسبان حرصها المتعاظم علي دماء المواطن السوداني وحفاظها علي الاستقرار والنأي بالوطن من الانجرار نحو الهاوية كما حدث في الصومال وليبيا علي الرغم من الوضع الحالي الاكثر تفتتاً وتشرزماً . هذا الواقع المأزوم في المعارضة والحكومة افرز واقع جديد تشكله قوي المجتمع المحلي التي اخذت زمام المبادرة بعد نجاحها في تصفية الطفيليين والانتهازيين من اللجان الشعبية وفتح ملفات الفساد والعمل وفق العون الذاتي لاصلاح حالهم ومواجهة النظام بفشله التنموي والخدمي الذي ملأ به الارض ضجيجاً والتطلع للتغيير علي المستوي المحلي فصار بمثابة زحف من الخلص من ابناء الاحياء والقري في كل رقعة من ارض السودان عنوانه التغيير يبدأ من هنا ؟؟؟ وهذا ما ازعج النظام وكشف التأئيد المزيف في الانتخابات المضروبة الاخيرة ، وهذه الجهود للتغيير الناعم لم تكن معزولة عن جهود لجان ضحايا مروي وكجبار ومشروع الجزيرة ولجان الاطباء والامدادات الطبية والمعلمين والمفصلين تعسفياً ذات التعبير الخشن. قوي التغيير العسكري التي فعّلت الَية العمل المسلح لتلبية مطالب مشروعة نتيجة للتهميش المركزي المتعمد وليقينها ان هذا النظام لا يجلس للتفاوض الا بلغة السلاح فإشتعلت الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ونذر بشرق السودان وساد مفهوم الاراضي المحررة فشرد الملايين وقتل الالاف واحرقت المئات من القري والفرقان وعلّت نغمة المتمردين والعملاء والهتافات الجوفاء التي فصلت جنوب السودان عن شماله ، هذه القوي العسكرية سوف نتطرق لها في مقال منفصل انشاء الله . القوي الدولية متمثلة في المجتمع الدولي والتي لاحظت التشرد والنزوح والجوء والهجرة الكبيرة والقسرية من السودان وتابعت عن كثب مناورات النظام في دفع استحقاقات التحول الديمقراطي واحلال السلام وايقاف ابادة شعبه وتسخير موارده لخدمته فكان السودان الاسواء في كل التقاريروالدراسات الدولية في الصرف علي التعليم والاطفال والحكم الراشد والاعلام ورقم واحد في الفساد والفشل والحروب. القوي الاخيرة التي لم تأخذ مكانها الطلائعي بعد وهي القوي الشبابية التي ترعرعت في احضان الحكم الشمؤلي وذاقت وئلاته واستهدفت بكل سياساته وتنميطه من الاساس والجامعة وفق اليات قمعية وترهيبية وشل ملكاته العقلية والادراكية عبر ثورة التعليم العالي ، فصار نسخ مشوهة متواضع الطموح شارد الذهن بلاهدف وبلاروح يأكلون كما تأكل الانعام فأصبح بعضهم مشغولاً بكرة القدم كمشاهد او مولؤعاً بالغناء او مهموماً بالموضعة فصاروا مستلبين ثقافياً ومعزولين اجتماعياً . واخر فاق فجأة من غيبوبته وغفلته فوجد من الجماعات المتشددة والمنحرفة والشعاراتية ملاذ فصار خطرا علي نفسه ومجتمعه ووطنه ، اما الشباب الواعي والمثقف والمنظم في المجتمع المدني الذي واجه طغيان الانقاذ في تسعينات القرن الماضي \" الجيل العليهو التكل \" يتلمس الخطي للتعبير عن سخطه واحباطه ويتطلع للقيام بدوره الرسالي في تخليص الوطن من محنته ويعمل جاهداً لرسم ملامح الفجر الجديد عبر التغيير الشامل ل(نظام الحكم في السودان ) كمدخل لحل كل المشاكل الناجمة عن ازمة الحكم . هؤلاء اذا هم اللاعبين الخمس في مسرح الاحداث في السودان \" قوي المعارضة والمجتمع المحلي والمجتمع الدولي والقوي العسكرية الزاحفة من الاطراف والشباب الواعي المدرك لمسؤلياته الوطنية \" بدرجات متفاوتة واليات مختلفة لإسقاط النظام (الحكومة ) والاخيرة تسعي بكل امكانيات الدولة لابطال اي تحالف من شانه يوحد الجهود والبرنامج بين هذه القوي.
فإذا تتبعنا مسيرة قوي الاجماع الوطني نلاحظ بوضوح مع ايماننا التام بموقفها الداعم والثابت في اسقاط النظام وتغييره الا انها عاجزة عن تفعيل هذا الموقف والعمل الجاد لتحقيقه وهذا تعكسه انشطتها المعزولة عن الجماهير وغياب الكوادر الشبابية والطلابية عن هذه الانشطة وعملها المركزي والذي دعم النظرة النمطية للعلاقة بين المركز والهامش في اطارها التبادلي وليس الجدلي فكشفت اخر فاعلية \" المسيرة المفروض قيامها يوم الجمعة الماضية والندوة السياسية \" لهذه القوي الوقوف ضد الحرب الدائرة في جنوب كردفان والنيل الازرق ضعفها وعجزها الفكري والسياسي والهيكلي وفقدان الثقة فيما بينها والتخوين وغياب الرؤية الاستراتيجية لمجابهة ازمة البلاد فلم تستفيد هذه القوي من تجاربها الكثيرة ابتداءً من تحالفاتها منذ الاستقلال والحكم الشمؤلي الاول والثاني وفي الديمقراطيات ومرورا بالتجمع الوطني الديمقراطي وقوي جوبا وانتهاءً بقوي الاجماع الوطني ....فالمواطن السوداني يشاهد دور ومصير القوي السياسية في الدول التي احدثت التغيير في الوطن العربي فإهتزت ثقته في هذه القوي الامر الذي يستدعي ادراك قوي الاجماع الوطني لترتيب اوراقها والاستجابة لتطلعات المواطن السوداني والا تجاوزتها بقية القوي بدلاً ان تعلق كل الاخفاقات والعجز علي شخص الامام الصادق المهدي وحزب الامة القومي علي شاكلة ( رمتني بدائها وانسلت ) وعلي حد مقولة السيد المسيح (من كان منكم بلاخطئية فيرمها بحجر) وهذا في حد ذاته مذمة ودليل علي تقهقر هذه القوي وتمترسها خلف اطروحات ومشاريع الامام الصادق المهدي بدون قناعة فأصبحوا بوعي او بلا وعي ضمن الحملة الاعلامية التي ينفذها النظام ضد رمزية الامام الصادق المهدي ليس كفكرة اومشروع سياسي كبديل للانقاذ وانما تجريح في شخصه والتي يقودها الكرنكي في الوانه ونافخ الكير في انتباهته الغافلة ، فلا يستطيع كائن من كان ان يشكك في دور الصادق المهدي في تشكيل الوجدان الشعبي والقومي والديني ، كما ان انتاجه الفكري والسياسي يمثل الاطار النظري الوحيد بعد فشل كل المشاريع الاسلاموية والعروبية والاشتراكية والسودان الجديد والذي جاء وفق تطور تاريخي وهذا لايعني ثباته وسرمديته فقد يتغير مضمونه ، كما ان ثمة في سيرة الرجل لا يمكن تجاوزها علي الاطلاق في رسم معالم الفجر الجديد وسودان المستقبل .هذا مع تقديرنا لكل الاقلام التي تكتب من منطلق النقد الموضوعي لمواقف الحزب والامام والتي لانشك في حرصها وصدق نواياها الاصلاحية والتقويمية من باب البناء لا الهدم .
لقد ثبت بما لايدع مجال للشك ان النظام الحاكم يعاني من قصور فكري وتجريبية الممارسة وادمان المراوغة بهدف اكتساب مزيداً من الوقت في السلطة وخير دليل دعوة (المراكبية ) لمشاركة حزب الامة في السلطة بطعم الحنظل متنأسي مواقف الامة ومبادئه ..فقد كانت صفقة حزب الامة القومي مؤلمة ... سعيكم مشكورا لن يفرط في مشاعل الحق ولن يبيع العلية بالدنية ..
.... الجزء الاول من هذا المقال عكس نهج الاحزاب السياسية المعارضة في التعاطي مع قضية التغيير والتحول الديمقراطي في السودان والذي يعتمد علي التحالف السياسي واستغلال تناقضات الحكومة والدعم المعنوي للحركات (القوي ) المسلحة ، مع تجاهلها للعمل الشعبي والتعبؤي وتوسعة الحركة الجماهيرية لتشمل كل اصحاب المصلحة في التغيير العمال والمزارعين والمعاشيين والاعلاميين والاطباء والمغتربين والشباب والطلاب ...الخ ، والضغط علي النظام للتنازل عن السلطة وفق سيناريو الفريق عبود وبن علي في تونس ، مع إهمال لطبيعة النظام لفقدانه للرشد والمسؤلية الوطنية .
لاشك بان الشباب اصبح قوة تغيير حقيقية تغشاها كل الانظمة في ظل الربيع العربي والشباب السوداني ليس معزول عن هذه الموجة الثورية لإجتزاز انظمة الظلم والفساد والطغيان . فهنالك انتفاضيتين شعبيتين في اكتوبر1964 وابريل 1985 تمثل رصيد تراكمي ضخم مقارنة بدول المنطقة ، يعكف عليه هذا الجيل لأخذ الدروس والعبر وتلمس طريق التغيير مستصحبين الكم الهائل من التحديات والمعوقات . فقدر هذا الجيل العمل في جبهتين الاولي التحرير الذاتي وتغيير المفاهيم المغلوطة في عقول الشباب عبر التخلص من عبودية الفكر المسيطر الذي رسخ بعملية غسيل دماغ والذي نفذ وفق استراتيجية التمكين بإفراغ المنهج التعليمي والتربوي من كل معاني الوطنية والقومية والديمقراطية والحرية ، وتبعتها ثورة التعليم العالي لتدجين وتنميط الشباب وفق منهج يقوم علي الخضوع للواقع والايمان الغريب بالقضاء والقدر والاستسلام والاستكانة والجبرية وحرمة الخروج علي الحاكم والاتكالية والعجز والتهرب وعدم المقدرة والعبارات المالوفة (انا مالي ، ما بخصني ، وما دخلي) فأصبح من الضرورة بمكان اعادة النظر واخضاع هذا الفكر التخريبي للنقد المستمر والشامل الذي لم يقابله ترياق فكري وثورة معرفية لقطع الطريق امام افكاره الهدامة ، فقد غلبت المعرفة الدفاعية والفكر التبريري علي المعرفة النقدية والفكر النقدي فرسم القادة لنا صور تاريخنا في شكل تبريري فاصبح هدف المعرفة درءالخطر عن الذات بدلاً عن التعريف بالذات وتفهمها والجنوح للتفسير والتبرير هروباً من مواجهة الواقع المأزوم ، مما جعل عملية النقد والمراجعة تقع علي عاتق هذا الجيل ربما يكون اكثر قدرة من الجيل الذي سبقه لان الاخير اصبح جزء من الازمة ، الا ان احتقار الذات ومحاولة التغلب علي هذا الاحتقار بالتعويض برمي كل اللوم والفشل علي القيادات التاريخية والتلبس دوماً بثوب الضحية لا يخدم لهذا الجيل قضية . فأول خطوة للتغيير هو كسر الطوق الذي فرضه هذا الجيل علي نفسه وكبل به حركته وعوق به امساكه بزمام المبادرة . الجبهة الثانية العمل علي تغيير الانقاذ لما ارتكبه في حق الشعب والوطن من كوارث وازمات وحروب وفساد في ظل قبضة امنية فولاذية وتدجين القوات القومية لخدمة الفئة الحاكمة وتجفيف الشوارع من اي تجمعات تفادياً لفوبيا التجمعات الشبابية في الشارع والميادين العامة . لقد الحقت الانقاذ بهذا الجيل ضرراً ذهنيا ً وعاطفياً بالغاً النتيجة الناجمة عنه تشوه في البنية النفسية والجسدية للشباب السوداني فأصبح حاله اقل ما توصف بالقابلية للاضطهاد والاستبداد .هذا الواقع المعطوب قوي في الشباب الوعي والادراك بحجم معالم الكارثة التي تحدق بالبلاد ووضوح معالم الفجر الجديد وعلي ضوء ذلك اٌطُرت حركته في طريقين لا ثالث لهما اما الاستسلام لليأس او اخذ روح المبادرة . فعلي الشباب الذي يعمل من اجل التغيير ان يخاطب الشباب بدور السنيما وحفلات المبدعين الشباب والاندية الرياضية ومراكز الشباب والمساجد والجامعات ومحلات القهوة والشاي التي تكتظ بالشباب بعامل الاحباط والفاقة والفراغ بخطاب عقلاني ومسئول يراعي كل الاساليب التي اتخذها النظام لإقعاده عن دوره ، مع الاخذ في الاعتبار التدابير اللازمة للعمل الشبابي وفق مرجعية تلبي طموح الشباب المتمسك بالتراث والتقليد والمنفتح علي العالم والحداثة ووفق منهج يخاطب قضاياه ومشكلاته فقيادة الشباب لإحداث ثورة لتغيير الواقع مسئولية وليس بالامر الهين ودونكم الثورة المصرية والليبية والسورية واليمنية ، والاستعداد لتعنت النظام وتخندقه حفاظاً علي السلطة او خوفاً من المساءلة والمحاسبة ، خاصة وان الانقاذ عرفت بدمويتها وانتهاكاتها لحقوق الانسان . فالنقطة الرئيسية التي نود التشديد عليها هي ان التغيير مطلب كل السودانيين عدا الفئة المتسلطة وللتغيير دعاته ايضا داخل الحزب الحاكم نفسه ، وان للحرية والديمقراطية ثمن واجب دفعه \"ومن يخطب الحسناء لايهمه المهر\" . هذه الروح هي التي دفعت مجموعات شبابية في كل مناطق السودان التنادي والتداعي من اجل تغيير الحال ولو علي الاقل علي المحيط المحلي \" النملة بقرصتها \" ، فقد انفردت هذه الروح برفع الوعي بالمظالم والتنبيه بالمخاطر الجسام التي يمكن ان تحدث في حالة بقاء الانقاذ والتوعية بدور كل قطاعات المجتمع في التغيير ، هذه المجموعات تحمل خلفيات وأسماء مناطقية وحزبية وأقليمية وقبلية وثقافية ونقابية ولديها قواعدها وبرامجها وانشطتها الداعية والداعمة للتغيير . وعلي سبيل المثال فقد فاق الاقبال والتحاور والتعليق الذي لاقاه افطار شباب وكوادر حزب الامة القومي 27رمضان /اغسطس كل التوقعات وقد فتح الخطاب الذي قدمه الشباب والكوادر باباً مهماً للكتابة والاتصالات والانطباعات الجيدة والحوار العميق والحراك الفكري العالي في التعاطي مع قضية التغييرالشامل في السودان داخل وخارج الوطن جاء فيه \" إن ما يمر به السودان اليوم بعد انفصال الجنوب والانهيارات المتتابعة للدولة والمجتمع، وما تمر به المنطقة بأسرها من تغييرات عميقة، وما ينتظم العالم كله من تحولات فكرية واقتصادية وسياسية ومعلوماتية وتكنولوجية وعلمية، يحتم علينا أن نستجيب لداعي التغيير، تغيير أشكالنا ووسائلنا التنظيمية وتغيير لوائحنا الداخلية ودستورنا وتغيير برنامجنا وتغيير خطابنا ليتسق مع مطلوبات المرحلة المقبلة من أجل تلبية ضرورات حيوية الأجهزة الحزبية وفاعلية العمل السياسي ودور الفكر وتجديد الدماء لكي يتناسب كل ذلك مع تطلعات الأجيال الجديدة في مشاركة أكبر وأكثر فاعلية في صنع القرار وفي العمل السياسي في أرفع مستوياته، وتتسق مع التغييرات المحيطة بنا لنضع حزبنا على سكة المستقبل وليكون بالفعل حزب المستقبل كما كان دائماً هو الحزب الذي يراهن عليه السودانيون لقيادتهم في المنعطفات الكبرى في تاريخ هذا الوطن.\" وقال شباب وكوادر حزب الامة القومي بوضوح لا لبس فيه \" لقد بدا واضحاً جلياً أن النظام لم يقرأ التاريخ جيداً، ولا هو قادر على الإصغاء إلى الصوت العميق الهادر القادم من مجرى تاريخ المنطقة الذي يتحوّل ويتشكل هذه الأيام، وهذا كله يرسخ قناعتنا بأن الخطر الكبير على الأمة السودانية واللحمة الوطنية لم يكن انقلاب الإنقاذ نفسه، ولكن الخطر الكارثي الأكبر هو استمراره في السلطة. نعم بقاء الإنقاذ في السلطة أكثر من هذا يعني بلوغنا الدرك الأسفل من جحيم الحياة على كل مستوياتها..... إن تكلفة بقاء الإنقاذ أكثر من ذلك ستكون أعلى من تكلفة أيّ خيارٍ آخر\" . هذه الاشراقات غيض من فيض من الحراك الشبابي الذي يبعث الامل في تبدل الحال فقد اصبح الرهان عليه كبيراً ، مع تضافر الجهود الحزبية والدولية والتحرك العسكري للاطراف المهمشة والتملل داخل الحزب الحاكم ، مع نضوج كل المقومات الموضوعية لقيام انتفاضة وثورة للتغيير بعد ما تأكد ان النظام غير جاد وغير راغب في اعترافه باخطائه والتنازل من حكم الفرد الواحد والحزب الواحد لصالح دولة الوطن والمواطن ، هذا بالاضافة لضيق الحالة المعيشية بفعل الغلاء الطاحن وكوارث التخبط الاقتصادي والفشل السياسي والفساد الاجتماعي ، والاخلاقي والعزلة الدولية والاقليمية ، وتزيل قوائم ونتائج الاستطلاعات والتقارير الدولية في قضايا التعليم والصحة والخدمات وحقوق الانسان والطفولة والامومة، وبروز حركات تكفيرية وارهابية علي المشهد السياسي ، وتغلغل للعنصرية والجهوية مع وجود مرارات عديدة ، واشتعال الحروب في كل اطرافه وما نتج عنها من نزوح ولجوء وهجرة وحرق وقتل وتجويع ، مع التظلمات الكبيرة لجل القطاعات واكل اموال الناس بالباطل من اختلاسات ورشاوي وتعويضات \" ملاك مزارعي الجزيرة والمناقل ،المتاثرين بسد مروي كجبار، النيل الابيض ، حلفا ، الحاج يوسف ، القولد ، القضارف ، سوق المواسير ، دارفور ...الخ\" هذا الواقع لا يمكن معالجته بالترقيع ومشاركة البعض في الانقاذ وغير وارد استمراريته \" دوام الحال من المحال\" ولامخرج الا بالتغيير الكامل والشامل للنظام اما عبر عدالة انتقالية تقوم علي الاعتراف بظلامات الماضي والمحاسبة والمساءلة والبناء علي هذه الخطوة للمستقبل او التغيير عبر الشارع العام مهما كانت تداعياته عبر ثورة تهز اعماق المواطن السوداني وتقتحم مشاعره كالطوفان وتفتح عينيه علي الحلم الاعظم في بناء سودان الخير والنماء . والساحة السودانية السياسية حافلة بالكثير من المواقف البطولية المشرقة والزاكرة الجمعية زاخرة بعبق التضحية والفداء لترسيخ معاني الحرية والديمقراطية وطرد المستعمر والطغاة ، وان التنادي والنفيرعند الملامات متجزرة في الضمير السوداني لاسيما في ظل الظروف القلقة التي يرزح تحت ثقلها الوطن لتبث امل بعد احباط وقيام بعد قعود وحركة بعد سكون وتجدد بعد تبدد \" افمن كان ميتاً فاحييناه \" وقوله جل من قائل \" وكان حق علينا نصر المسلمين \" .
....ويبقي التسأول في الذهن هل ستنجح العبقرية السودانية في تحقيق التحول والتغيير وركل الانقاذ كسابقاتها من الانظمة الشمؤلية والتطلع لمرحلة جديدة من البناء الديمقراطي ؟؟؟؟ أم تتعذر المهمة وتتجمد الازمة فينتشرق العنف والفوضي ربوع السودان ؟؟؟ ولان التفاؤل من الفطرة السليمة \" تفأولوا خيرا تجدوه\" والناظر ببصيرته يري شجراً يسير ، انهم يرونه بعيداً ونراه قريباً ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.