مفاهيم المقاطعة ليست حلا يا سعادتك و.. أول الغيث( بُري) !! نادية عثمان مختار [email protected] الإحساس بالفشل يسوق صاحبه في العادة لدوامة من الاضطرابات النفسية وحالة من التخبط ، تؤدي ( بالفاشل) في نهاية المطاف أما الى الانزواء بعيدا عن أنظار العالم أو ربما (الانتحار) شنقا أو برصاصة يوجهها ( الفاشل) نحو رأسه علها تكون له بمثابة رصاصة ( الرحمة) التي يرحم بها نفسه من فشله الذريع ويرحم من يتأثرون بحالته المئوس من شفائها !! اذا كان ذلك كذلك فلماذا لا( تنتحر) حكومتنا الموقرة رغم فشلها في الكثير من الإختبارات الصعبة و( السهلة) التي مرت بها بلادنا وآخرها موجة الغلاء التي ضربت بفيضانها البيوت السودانية فلم تبقي ولم تذر من قوتها وقوت أبنائها شيء ؟!! المظاهرات التي خرج فيها حوالي الأربعمائة مواطن ينددون بالغلاء ويطالبون الحكومة بتحمل مسئولياتها تجاه شعبها كانت مجرد صرخة في وجه الانقاذ تود أن تقول لها من خلالها ( اصحي يا حكومة) الناس تعبت والجوع كافر لو تعلمون !! الشعب لم يقاطع اللحوم والألبان ليس لعدم تنفيذ شعارات (جمعية حماية المستهلك) التي رفعتها بأن (الغالي متروك) ولكن لأن اللحوم والألبان هي التي قاطعت الشعب قبل أن يقاطعها ؛ لان جيبه لم يحتمل تلك الزيادات في أسعارها ؛ فكانت المقاطعة قسراً وبلا شعارات براقة لا تسمن ولا تغني من جوع !! عندما قرأت حديث السيد الرئيس عمر البشير الذي يحث فيه الناس على المقاطعة وترشيد الاستهلاك حزنت لحال شعب أهلكه الجوع فما أنصفه رئيسه ؛ بل طالبه بالمزيد من المقاطعة، وحزنت أكثر للتبرير الذي ساقه سيادته بعدم دعم السلع الاستهلاكية المهمة للمواطنين، بحسبان أن في ذلك خدمة للاغنياء على حساب الفقراء فقلت في نفسي هو ( التمايز) إذن لذي سيولد الحقد ويوسع رقعة الغبن في قلوب الفقراء تجاه الاغنياء الذين يشربون (البارد ويأكلون الحلويات) كما أوضح سيادته !! كنت أتمنى أن ( يُطيب) الرئيس خاطر الشعب المرهق بوعود يقطعها على نفسه ولاترى عينه النوم إلا عندما يوفي بها وأهمها تخفيض بعض ولا نقول كل السلع الأساسية التي يعتاش منها المواطن الغلبان وأسرته محدودة أو معدومة الدخل بدلا عن طلبه بأن يشد الشعب حزام الجوع الكافر على بطنه بأكثر مما هو حادث الآن !! بعض الشعارات التي رددها المتظاهرون في منطقة بري لم تعجبني حينما قال بعضهم ( الشعب جعان لكنو جبان) !! فالشعب السوداني لن ولم يك جبانا في يوم من الأيام والدليل على ذلك خروج من خرجوا محتجين على الغلاء والجوع ؛ فالجوع لايعرف الصبر ؛ وعلى الحكومة أن تعي الدرس فأول الغيث ( بُري) و( بناخدها من الكوبري ودي البداية من بري) ! كما قال ذلك الفنان الشاب ؛ وعلى الحكومة ان لا تلم إلا نفسها لو أنها تهاونت في تلبية نداء الشباب الغاضب لنفسه ولأهله ووطنه وعليها أن لا تتعامل مع آولائك (الشباب الشجعان) الذين خرجوا ليقولوا ( لا) في وجه (حكومة الجوع) (كما أسموها) على إنهم ( شوية شفع وعيال) تفرقهم عبوة (بمبان) وضربات الهروات البوليسية لعساكر ينفذون الأوامر وهم يسمعون التساؤل الشعبي ( يابوليس ماهيتك كم وكيلو اللحمة بقى بي كم)؟! الحقيقية المؤكدة هي أن الجوع والخوف( شريطي قطار لايلتقيان) !! و يا والي ( الفول) غااااااالي !!