جدل واقعي الفاشر انهزام الثقافة محمد محمود الصبحي [email protected] هاتفني احد المثقفين من ولاية شمال دارفور شاكياً ركود النشاط الثقافي بالولاية في ظل عدم اهتمام المسؤولين هناك بالعملية الثقافية والدليل على ذلك ان المركز الثقافي بالفاشر اصبح متهالك يفتقد للحد الادنى من المقومات والادوات التي تحدث حراكا ثقافيا لذلك هجره المثقفين من ابناء الولاية هذا الواقع يجعلنا نتساءل عن دور وزارة الثقافة في الفاشر خاصة ان وزيرها حافظ الفا شاب مثقف وطموح ياترى هل الثقافة هناك اصبحت في ذيل الاولويات في ولاية تعاني من الحرب هل ضاعت احلام المثقفين في فوهة البندقية وصارت الفاشر مدينة تتحدث لغة السلاح بدلاً من القها الثقافي من خلال مكنونها التاريخي. وحكومة الولاية في غفلة من امرها في صراعها المستمر مع الحركات المسلحة من اجل تحقيق انتصار سياسي يضيف الى رصيدها انجاز يدعم ملفات ارضاء المركز والذي بدوره سيصدر مزيداً من المسؤليات السياسية التي تجعله يتمدد في ذات المواطنين الذين سيكون الخنوع وانحناء الهامات للمركز هو زادهم للعيش في خط الحد الادنى من متطلبات الحياة وسيظل التسول للمركز هو احد العلامات الفارغة التي تحدد سير الاتجاه لتحقيق التنمية في وطني النبيل . في خضم هذه الغفله لحكومة شمال دارفور التي اعطت العمل السياسي الاولوية رغم مبرارات الوضع الاستثنائي الذي تعيشه الا ان يكون كل الجهد موجه للسياسة وانتصاراتها جعل من المثقفين من ابناء الفاشر يمارسون التسكع على ارصفة انتاجهم الفني والفكري والابداعي في ظل الغياب التام لوزارة الثقافة بالولاية التي اصبحت تلهث وراء الانتصارات السياسية ولم يدري وزيرها ان الثقافة بامكانها ان تحقق ما عجزت عنه السياسة بأعتبار ان الابداع مسألة وجدانية تهز العروش وتقرب وجهات النظر بين الفرقاء . فعلى السيد حافظ الفا وزير الثقافة بولاية شمال دارفور ان ينفض الغبار الذي علق بفترته المستمره باعتبار انه شاب طموح ومثقف وان يلتفت الى خلق عمل ثقافي يكون مستمر الحضور والتأثير على المجتمع لاسيما ان البنية الثقافية موجودة فقط تحتاج الى بعض التاهيل ومركز الفاشر الثقافي بامكانه ان يكون بوابة السودان الثقافية اذا وجد التأهيل والدعم وهو يحتل موقعاً مميزاً بالمدينه فقط يحتاج الى ترميم طفيف يزيل عنه عناء الاهمال عمداً فهل يترك الوزير الفا نقشاً من نور على خاصرة المدينه والولاية ام انه سيمضي كغيمة لم تهطل بديار الولاية وتنهزم الثقافة في فترته وينتصر الخواء الذي يزيد من دائرة الارتياب بين لغتي السلاح والوعي الثقافي .