. د.ابومحمد ابوامنة . [email protected] اخترقت الاجهزة الامنية قيادات جبهة الشرق منذ بدء مباحثات السلام في ارتريا عام 2006 وحولتها لمجرد عملاء لها بعد ان تم اغرائها بالمال والمنصب والجاه. نست تلك القيادات معاناة الاهل واستمتعت بما يقدمها له السيد الجديد. وهي حريصة علي عدم خدش سيدها وتقف تدافع عنه في كل مناسبة وغير مناسبة. عقدت مركزية البجا المؤتمرووطنيين اجتماعا لها في الخرطوم 2/10/2011م وحين أصدرت بيانها الختامي لم يكن به غير التملق والدهنسة للسلطة. جاء البيان رقيقا ناعما فيه تلميح هنا وهناك, ولكنه خلا تماما عن اية مواجهة او ادانة لسياسات السلطة الاجرامية. فبينما تطحن المجاعة مناطق واسعة بالشرق قالت المركزية انها فقط وشيكة الوقوع. وبينما تنادي كل الاحزاب الوطنية باسقاط النظام تتبرع مركزية البجا بتقديم النصح له بضرورة العمل على تحقيق أكبر قدر من التوافق لمصلحة البلاد العليا والارتقاء بمستوى المسئولية والعزم والمشاركة لإيجاد الحلول . هل تعلم مركزية البجا ان كل الاحزاب المخلصة صرفت النظر عن المشاركة في حكم تسيطر فيه العصابة الحاكمة علي مفاصل الدولة وتمسك بيد من حديد علي الاوضاع وتكمم الافواه؟ حتي الصادق المهدي, اكثر القادة توددا للسلطة, رفض المشاركة في الحكم تحت هذه الظروف. أقرأ معي: دعت اللجنة المركزية حزب المؤتمر الوطنى باشراك القوى السياسية بفعالية فى ادارة الازمات التى تواجه البلاد وتقديم تنازلات سياسية للوصول الى توافق وطنى وشددت مركزية البجا على ضرورة استئناف طرفى النزاع فى جنوب كردفان والنيل الازرق الحوار. لا يشير البيان الي الاوضاع المأساوية التي تمر علي البلاد, لا يشير الي القبضة الحديدية التي تفرضها السلطة علي البلاد, لا يشير الي الحروب التي شعلتها في جنوب كردفان وفي النيل الازرق وفي ازالة الحكومة المنتخبة في هاتين الولايتين' لا يتحدث عن حرب الابادة التي يتعرض لها السكان الامنون في تلك المناطق ومنع القوت في الوصول اليهم. لقد ادانت كل القوي الوطنية تلك الممارسات الاجرامية. اين كنتم ساهون؟ كذلك ادانت القوي السياسية اتفاق الدوحة. فماذا قالت عنه مركزية البجا: ( وقفت اللجنة المركزية على تطورات الأوضاع في دارفور واعتبرت أن اتفاق الدوحة الإطاري خطوة مهمة على طريق السلام وشددت على أهمية وضرورة استكماله مع بقية الحركات لتحقيق سلام عادل وشامل .) نعم, دغري كده يقفون في صف السلطة الاجرامية, وينسون رفاق السلاح في الحركات الدارفورية. انهم ينفذون تعليمات السيد الجديد. ويكشف المناضل عبدالله موسي, المسؤول السياسي لمؤتمر البجا, تهافت المركزية نحو سلطة و يقول: ان هذه القياده قد قطعت شوطا بعيدا فى الانصياع للوطنى وليس لها هدف غير المشاركه فى السلطه باى ثمن. فقرر تقديم الاستقالة من المكتب السياسي والبعد من مجموعة الانتهازيين هذه. لم تنس مركزية البجا اتفاق الشرق في مداولاتها. فجاءت قراراتها تناشد السلطة استكمال تنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام. لاحظ مدي الارتماء في احضان السلطة, فهو يناشدون ولا يطالبون, وهناك فرق بين هذا وذاك, ولاحظ كلمة ما تبقي, وكأن تلك الاتفاقية المشئؤمة حوت علي شيئ يصلح لاهل الشرق علي الاطلاق غير المناصب الديكورية التي يتمتع بها القادة الكرام, الذين تحولوا من مناضلين الي ابواق لنظام قهري مستبد. انها اتفاقية هايكشاب اي الخديعة. فقد تم تجاهل مطالب اهل الشرق في حكم فيدرالي ديموقراطي حقيقي. نسوا حلايب والفشقة. نسوا ان مسرحي جيش البجا لم ينالوا استحقاقاتهم, مما قد يدفعهم لحمل السلاح مرة اخري, ان لم تسوي مطالبهم. هؤلاء هم من حمل السلاح, ومن توسدوا الرمال والتحفوا السماء, وقدموا ارواحهم فداء للقضية العادلة, وروت دماؤهم اراضي القاش وبورتسودان وخور بركة, فجاء المتفعون المترفون والانتهازيون يحصدون ثمارات نضالهم وينعمون بالمناصب وبالمال والجاه. نسيت قيادتنا المحاربة التي يتعرض لها خريجو الجامعات من ابناء البجا الذين يبحثون عن عمل في دواوين الحكومة, اذ صارت كل الوظائف محتكرة لمن لهم ظهر في الخرطوم. ونسوا تشريد عشرات الآلاف من عمال الميناء و المرفق الاخري. لم يتعرض قادتنا لاخفاقات صندوق التنمية والاعمار الذي استأجر المباني الفاخرة في الخرطوم واشتري العربات الفارهة والمكيفات وعين السكرتيرات والمدراء ونظم بدل السفر والحوافز ونسي ان مهمته الاساسية كان يجب ان تكون تنمية الشرق. بل قالوا انه انجز, فهل تم ذلك؟ ما رأيكم؟ كونوا معنا.