طالما لم تشرك قواعدها في العمل السياسي د عوض عثمان محمد سعيد [email protected] تكونت عدة جبهات و تحالفات تهدف للتغيير السياسي واسقاط النظام، البعض منها قد تكون منذ اكثر من عام، ودعي لقيام التظاهرات لإسقاط النظام، بل حدد مواعيد و اماكن قيام تلك المظاهرات، فلم تقم؛ مما جعل تلك الدعوات مصدراً للتهكم وسخرية رموز النظام المتهالك ورموز المعارضة علي حد السواء. فقد مهر السيد محمد ابراهيم نقد لعبارة «حضرنا ولم نجدكم » على «كرتونة» وألقاها علي الارض في ميدان ابو جنزير ( حسب جريدة الصحافة الصادرة في يوم الخميس الموافق 10.03.2011م) بعد ان حضر لموقع تجمع المظاهرة المفترض و لم يجد لا قيادات ولا متظاهرين و لاحتي الذين نظموا ودعوا لتلك التظاهرة. سواء أن كان السبب في عدم حضور المعارضة والمتظاهرين هو تدخل الشرطة وقوات الأمن و مبادرتها بإغلاق المداخل المؤدية إلي ساحة ميدان ابو جنزير أو كان السبب كما ورد في شهادة القيادية في حزب الامة القومي السيدة مريم الصادق المهدي، والتي ذكرت في شهادتها بان هناك حاجة لتعبئة الناس بشكل أكثر جدية، حسب المصدر السابق. أيهما كان السبب الفاعل في فشل هذه التظاهرة، فنعتقد جازمين بان أي منهما ما كان ليؤدي لتلك النتيجة، ان دعت هذه الجهات لتحركها هذا بعد وصولها لقواعدها في الأحياء والنقابات وأماكن العمل، خاصة كانت أم عامة، لتعبئتها والتفاكر معها حول اهداف التحرك وغاياته واشراكها في تنظيمه والتخطيط له. فقط عند الوصول للجماهير ست الوجعة وكسبها للعمل السياسي النشيط في القواعد، ستقوم مظاهرة لا تستطيع الشرطة ولا قوات الأمن و لا حتي قوات الجيش ايقافها. هنا اقول لاحزاب المعارضة و قياداتها إن لم تعملوا علي تحريك جماهيركم في وجهة المشاركة في العمل السياسي النشيط الهادف لتغيير النظام و خلق البديل المقبول لديها، فسيعمل الجوع والغلاء والنهب والقهر ومصادرة الحريات علي تحريك هذه الجماهير لتنظم نفسها و لتلملم صفوفها متجاوزة لكل الأحزاب والقيادات التي تسعي وتحاول تحدييد و تقييد حقها في العمل السياسي فقط في إدلائها باصواتها في الانتخابات، متي ما دعيت لذلك. أن لم تعملوا في وجهة اشراك جماهيركم في العمل السياسي النشط في القواعد، لتتحرك معكم لا سقاط النظام؛ فعليكم بالتحرك سريعاً لمشاركة المؤتمر الوطني في الحكومة الجديدة، حكومة ما بعد الانفصال لتذهبوا معهم جميعا من بعد الي مزبلة التاريخ غير مأسوف عليكم. فلا تٌغِلّوا حركة الشعب بطول الإنتظار. برنامج الحد الأدني والمتمثل في إسقاط عصابة الانقاذ كما حددته الجبهة الوطنية العريضة لا يكفي لتحريك الجماهير للعمل علي أسقاط النظام، فقد علمتها تجاربها السابقة بان البديل لابد له من المساهمة في إخراج البلاد من الدوامة والحلقة المفرغة التي ظلت تدور فيها منذ تاريخ استقلالها كما ذكرتم في بيانكم الذي ناشدتم فيه كل الشعب، في الخرطوم وكل المدن والقرى للخروج في يوم 2011/10/21 وفاءاً لذكرى شهداء أكتوبر ولإسقاط النظام وبناء وطن مستقر وحر وديمقراطي، يحكمه الدستور والقانون. لإيجاد هذا البديل لا بد أن يشارك الشعب في حكم نفسه بنفسه في كل المستويات، في مستوي الحكم المحلي والاقليمي والاتحادي، مشاركةً تكفل له اختيار مناديبه لكل المستويات كما تكفل له حق مراقبتهم ومحاسبتهم بل واغالة من لا ترضي الحماهير عن ادائه في خدمتها. فعندما يمارس الشعب الديمقراطيه، ويحكم نفسه بنفسه، فيتذوق ثمارحكمه لنفسه حريةً وأمناً وسلاماً ورفاهية وتنميه موجهة لرفعه الوطن وزيادة خيراته، سوف يعض عليها بالنواجذ و يحميها من كل متغول جهول.