[email protected] أحاول أن أنام بعد جهد وتعب اليوم المرهق بالجلوس الطويل وكثرة نقاع الحديث في الفارغة والمليان في الفاضي وتقليب مروري سريع لطفابيح الصحف المستفزة بعجلة ومخارجة وتستلقي تتوسد مخدة كأنها نافورة من زحام الكلام فيختلط الطخا في رأسك مع نقاع عظام عطلبيس وفوران غبار النهارجله يدور في رأسك دون نظام وأبحث عن نفسي وسط هدير الظلام ويجوط عقلك بما قرأت في دردبيس وهردبيس عطلبيس الكلام. فإن في الظلام وعمق التفكيروالصمت المهيب كلام. وتتسابق عليك منك إليك فيك وبك وتحيطك مجموعة هائلة كانت من البشرقفزت وفجأة أين ذهبت!؟ إختفت من حولك.! إن في الصمت محاور صما ء وحديث وسخام وعباليص مزعجة تطفو تقلع وتغطس تطلع وتنزل تظهر وتخبؤ وتقلع حجارة ساخنة وصخوركالسجيل وشظايا تشظي ودماء كتلك التي سالت من خاصرة الوطن مع إختفاء كتل المجموعات هباء وأنين صلبه وطنين ركيزته التي إنتكست وفوران فوروهوسه في الرأس وشخير وبكاء وفيضان أزرق يفور دون سلام ونشيج مكتوم وظلم محموم وتمتمة وكلام. أنام (جميعاً) .... وليس بقربي أحد.! ننام (وحيداً) .... فأذهل من كثرتي! وجهلي يا هذا ب(كم) ...العدد! فما كنت لي ذات يومٍ حيث كان الجميع لهم ولكنني كنت وحدي كثيراً أفيض بهم فكيف سأعثر يوماً علي! وكيف سألمحني من بينهم!؟ في متاهات الهدوء ومنحنياته وفي طيات مخيخه وثناياه ومساربه المتعرجة الكثيرة الحلزونية ظنون وغناء وقتال وفنون وفي هجعة السكون تدق فيها طبول حياة ويموج العقل ويصطخب التفكيربالموت والدمار والفناء ويصرخ مصطرخاً الفكر ويعتلج العمق الباطني صخباً بواقع الحياة وإيقاعاتها السريعة وتعتمل حيوية الضمير الحي وتنقر باب بيت أمنك ونومك وراحتك شربكة وضجيج ربكة أصوات عتمات ظلام وظلم وغبن إنقاذي مقيت وتنبلج في هذه العتمة صورة واضحة لموت ضمير حكومة حيزبون مطاميس أذاقت الشعب ويلات عتاريس طفح كيلها وفاض. يتبادر إلى الذهن عصف الحديث عن الحكومة وإعصار الحكم الإنقاذي المسلوب الإرادة بشهوة الثروة والتسلط فسلب إرادة شعب وبعج أراضي وأعقم خصب وقصم ظهرالبعض الداخلي وعجم عود مجلس الأمن وزاد شهوة دول الطوق الإستعماري الكبرى فتحفزت وهجمت، فتكالبت المحن وأخذ من لايستحق الثمن وفصل الوطن وغمس ناس في العطن وقتل وشرد المواطن وسجن فيا لفظاعة التمن! ياويحي من هؤلاء فهل هم أنام، وويحكم التاريخ لايرحم أفعال خسيسة وجرائم لمثلنا أنام تمزق نياط أقسى القلوب صلادة وقساوة ووحشية لكننا ورغم كل ذلك ببلادة ننام. وأنا أتقلب طلب النوم فيهرب النوم وأبحث عن الحكومة السودانية فأمسك سراب بقيعة فأتحسس الهواء والظلام فآثار القضم والنهش والنتش والحرق والجروح الغايرة بائنة واضحة تحسها تشمها تلمسها دون قصاص أثر فنجد الأثر وبعثرة البعر ولانجد الحكومة. أنير نوراً صغيراً ضعيفاً لينبلج من فرجة ضيقة في هذه العتمة العميقة القاتمة كثقب أسود بعيد الغوروأبصبص أسترجع طاولة ما يسمى بالصحف وتتكررأشرطة عناوين مكرورة تمجد أوتهادن أو تروغ طعناتها من جسد الفيل البليد توجه لهيكل الشعب الهامد. أبحث عنها فتتراقص أمام عينى المغمضة عناوين متشابهة على سطح جسد بقرات مبرقعة طائرة العينين (تسمى صحف سودانية) وتصقعك أكبر العناوين بنطاً وبروزاً وظهوراً تزغلل وتقلقل العين العناوين العنصرية البغيضة التي تدعو للفرقة والتقزم والتشرزم والقبلية أو عناوين فاحشة تدق طبول الحرب وتحرض على القبض والخداع والحبس والقتل والسجون فتنتبه إنتباهة من غفوتك وتفجع وتشعر بعمق الأسى والمأساة وتتحسر بأن بلداً إسمه السودان آيل للتمزق والتعنصر والجهوية والتشرزم والعويل لايشفع . ومعظم هذه الصحف كأنها منحوتة ومرسومة بدقة وخط واحد رغم إختلاف بعضها تسير في ذات إتجاه الحكومة لاتلوي وإن لوت تولول.ويتشابه عليك البقر! فمن أين أتت هذه الصحف!؟ ليست صحفنا القديمة الزمان ديك، وكيف تلونت وتحولت وتبرقعت ومسخت وتحربنت!؟ صودرت لغتها وصارت كلغة ساحات الحروب في صقيع بلقع وأرض جرداء ليس فيها غيردق طبول الحرب ضد الشعب وينسون الظالم ليس فيها غير الدماء والتحريض الأبله للتمكين بدهاء. وطن تهوم به وحوله الإنفصالات المتداعية وتداعي الأكلة عليه والإنهيارات المتتالية تتوالى على بلد آيل للسقوط الشنيع الفظيع وسقط أصلاً وفي طريقه حثيثاً بدفع فظيع إلى زوال وضياع مريع ، وبلا وجيع. ويبدو جلياً أن معظم صحفنا كأحزابنا إلا من رحم ربي صارت تتكل على حيطة المؤتمر (الوطني) المائلة وبرسيمه في معيشتها ، فقط دعوني أعيش بالإعلانات والدعايات ، أي أنها صارت تساعد في اللخمة وبيع ولف اللحمة. فإنما الحيزبون والدردبيس والمطاميس والطخا والنقاع والعطلبيس لغة صحف تنفر المسامع منها حين تروى تشمئز النفوس اليوم ليس خميس لكنها أيام كلها سعير للشعب أعياد للمطاميس ( صفي الدين الحلبي) ملاحيظ: الحيزبون : الحكومة. الدردبيس: الصحف الحكومية، تجمع أحياناً بدرابيس. العطلبيس: صحف غير حكومية لكنها كالحكومية. الطخا والنقاع: أنواع وفئا ت من الشعب المطحون. المطا ميس: معروفة لديكم لكن هنا تعني وزراء الحكومة. العباليص: الأفعال الخطيرة. عتاريس: مؤلمة. (إ ن الله ليملي للظالم ويمد له فهو يمهل ولا يهمل) ( إلله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلت) القذافي كمثال (ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ) (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )