هذا العنوان عمامتان ذكرني قصيدة: عصفورتان في الحجاز حلتا على فنن في خامل من الرياض لا ندن ولاحزن طفا على سطح رغوة غشاوة إعلام شعب السودان الكئيب عند فوران أندروس وقوع إنقلابيو89م (المنقذين) أتوا من السما المهجومين المخلوعين غير المصدقين لنجاح واقعتهم وفاجعتهم ومصيبتهم على نافوخ الشعب الممكون، أن من كانت له لحية فستكون له حظوة سياسية وتطور حظوظه وسعادته الدنيوية في أموره الحياتية و البدلات والعلاوات المالية في السلك الشائك الحكومي بعد تصفيته من الكفاءات والمقتدرين. فأطلق الكثيرون لحاهم وأعفوها من الحلاقة اليومية المكثفة المكلفة للجهد والوقت وجلبت لهم نظرة وإبتسامة الحكومة المنقذة وقدمتهم أمام الصفوف وقدمت لهم الظروف ، ظروف البنكنوت. فأبدع آخرون في تنسيق وتزيين اللحى وتدوير الأشناب وتلميع الجباه . وظهرت أنواع وأشكال مختلفة منها وظهرت معها ذقون دعوني أعيش وسبل كسب العيش في السودان. ومن هنا إنبرى الملتحون في المنافسة الفورية الشديدة وتفننوا في إبتداع لفت نظر الحكومة الطائرة وكبار عتاة المنقذين العيونن زائقة فزادوا الشالات والعمم الملفوفة والمطبقة المطابقة للمواصفات الإنقاذية السائدة في ذلك الوقت المأزوم. فصارت عمامتين بالجانبين وعمة مقلوظة في منتصف الرأس الفاضي وتعمل دكتور يا قاضي. وترمي واحدة مع الشال ناصية تسمى المجدوعة دلالة على طلاق الزوجة الرابعة والخامسة في سكة الفلة وناموا قفا. وهكذا طفا على السطح طخا الفساد وانتشر. فصارت القصيدة: عمامتان والعكاز على الكتف حلتا بلا تمن في خامل من الرؤوس هانئة لالت ولا عجن ومن هنا وعييك كثرت العمائم الثنائية والثلاثية الأبعاد مثنى وثلاث ورباع ومجدوعة ومركوب دلالة على الثراء الفاحش والنعم الإنقاذية التي هطلت عليهم من السماء والشعب مستغرب مندهش ومحتار فقال الجنوبيون مندكرو مسلم أرب أضان حمرة بدل عمة واحد صار عمتان لتغطية الأضان وتقسيم السودان. فعمامتان مزركشتان في السودان حلتا على بدن في خامل من العقول زاد الشعب شعورغبن وحزن. وهكذا تقدم وتطور سودان الإنقاذ فسادياً وإزدهرت أسواق العمم وساءت الأخلاق والذمم. فهل يسكت الثوار والشباب والعطالة على هذي المحن!؟