العصب السابع ثورة مصاصي الدماء..! شمائل النور لا أظن أن أحداً تعاطف مع القذافي أو نظامه إلا القذافي نفسه وبعض أبنائه، كل العالم دعم مطالب الثوار وحقهم في نيل الديمقراطية، لكن لم يكن العالم يتوقع أن الثورة في ليبيا كان يقودها مصاصو دماء لا بشر، ولا أعتقد أن أحداً ارتضى هذه الخاتمة الوحشية للثورة الليبية التي نجح ثوارها بجدارة متميزة في تقديم أفظع صورة للهمجية يشاهدها كل العالم بطريقة مثيرة للتقزز، وكأن الثورة الليبية كل أهدافها التشفي من شخص القذافي لا لوضع نهاية لعهده.. لكن يبدو أن سنين حكم القذافي شكلت في نفوس الليبيين تربية دموية بحتة. إلى الآن لم تتوفر رواية حقيقية قاطعة حول ملابسات مقتل القذافي، والطريقة التي تمت بها تصفيته، وتناقض روايات المجلس الانتقالي تضع استفهاماً يدعو إلى الاشمئزاز أكثر.. لاشك أن هناك حلقة كبيرة مفقودة في ملابسات مقتل القذافي، هذه الحلقة يعلمها المجلس الإنتقالي، والذي كان يُصر إصراراً شديداً على عدم إخضاع الجثة إلى التشريح، بل قرر ذات المجلس دفن القذافي وابنه سراً في مكان مجهول لن يتم الإعلان عنه، إلا أن الضغط الدولي الذي تعرض له هذا المجلس جعله يعدل عن قراره.. الآن المجلس الانتقالي يواجه ضغوطاً دولية للكشف عن ملابسات مقتل القذافي، خصوصاً بعد ظهور مقطع فيديو بثته محطة هولندية يصور محاولة اغتصاب أُرتكبت في حق القذافي قبل أن تتم تصفيته..المجلس العسكري الذي رفع شعار سلمية حتى النصر، لدرجة أن رئيسه مصطفى عبد الجليل هدد بإستقالته إن تبنى الثوار مبدأ الإنتقام، والثوار منذ تشكيل هذا المجلس يتلقون تعليماتهم منه، تحركاتهم، مداهمتهم كلها تتم بواسطة تعليمات المجلس الانتقالي، ولم يُدِن المجلس الانتقالي الطريقة التي تم بها قتل القذافي ولم يستقِل عبد الجليل، ما يعني أن المجلس الانتقالي راضٍ تماماً عن هذه الانتهاكات، إن لم يكن أصدر تعليمات للثوار بإرتكابها، المجلس الانتقالي بدا دموياً أكثر من الثوار، فتشفي قادته في الفضائيات كان بذات الصورة التي قُتل بها.. أياً كانت نهاية القذافي فهذه صفحة طُويت، لكن ما يهم هو صورة الثورة، فالنهاية المحبطة التي طوت بها الثورة الليبية صفحتها بإشراف المجلس الانتقالي، أحبطت الجميع، وجعلت العالم يضحك ويشفق على ثوار لا يحملون إلا صفة مصاصي دماء والمجلس الانتقالي ليس براءة مما حدث.. نعم بين هؤلاء الثوار منهم من قتل القذافي جميع أهله، ومنهم من تعرض لأنواع من التعذيب في عهد القذافي، ومنهم من تعرض للذل والمهانة، لكن ما الهدف من الثورة، ألم يكن الهدف خلق عهد جديد يؤسس لدولة ذات مفاهيم جديدة، تطوي ذلك الكتاب الأخضر.. المطلوب الآن، أن تعيد ليبيا تربية هؤلاء الثوار، فلطالما احتفلوا وتسارعوا لتبني هذه العملية المقززة، إذن هي مفخرة لهم، فكيف تكون ليبيا الجديدة إن كان من يقودها مصاصو دماء يرقصون حول الجثث، ربما لن يفرح المجلس الإنتقالي الإسلامي بعد ظهور النتائج الأخيرة حول هذه الملابسات. التيار