[email protected] قال الشاعر : أحفظ لسانك لا تقول فتبتلي ××× إن البلاء موكل بالمنطق و قال آخر : أمسك لسانك أيها الإنسان ××× لا يلدغنك إنه ثعبان بعض الناس تأخذهم الحمية و يتملكهم الغرور, فيقولون و هو لا يعون ما يقولون, فيأتي قولهم جارحاً و صادماً للآخرين. و هم بهذا يتطاولون علي الذات العلية, ذلك أنهم حين يتطاولون علي خلق الله, فإنهم يشاركون رب العزة في جبروته و قهره, فيأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر. لا كائن حي يعلو علي خالقه, فليتهم يعلمون. عندما ثار الليبيون و طالبوا برحيل القذافي و نظامه, خرج عليهم سيف الإسلام القذافي و خاطبهم بلهجة فيها تهديد ووعيد, قائلاً أنه سيستخدم القوة لردع الخارجين علي النظام. و في اليوم التالي, خرج العقيد القذافي هائجاً و توعد شعبه بالويل و الثبور و عظائم الأمور, إن هو خرج علي نظامه و سلطانه. إدعي أنه قائد و ليس رئيساً, و كان يعني أنه الآمر الناهي و علي الكل أن يطيعوه. لم يكتفي بهذا التهديد و الوعيد, بل تجرأ ووصف شعبه, بأنهم مجموعة من الجرذان. و الجرذ هو نوع صغير من الفئران. ما كان يدري المسكين, أنه يسئي إلي نفسه, ذلك أنه حين يصف شعبه بهذا الوصف, فهو يقوم علي أمة من الجرذان و ليس علي بشر لهم كرامة. و كيف يحكم أمة من الجرذان و هو قد منح نفسه القاباً فخيمة و إختار لدولته إسماً جامعاً مانعاً للمعاني, رغم أن الإسم هذا كان علي غير مسمي. لم يبق لهذا الرجل, غير أن يشارك الذات العلية في صفاتها و تصرفاته العجيبة كانت تشيء بهذا. لكن ثار من وصفهم بالجرذان و تحدوه و أنهوا سلطانه و جبروته. لم يجد حلاً غير الفرار و التخفي في ماسورة للصرف الصحي, كما تفعل الجرذان. فيا لها من نهاية و ختام بائس. لقد دفع الحقد الذي زرعه العقيد في نفوس أبناء شعبه, دفعهم لأن يقضوا علي هذا الرجل, بمثل ما فعل مع معارضيه. هذه هي نهاية الظالم و كما تدين تدان و ما ربك بظلام للعبيد. ( إن الله لا يظلم الناس و لكن الناس أنفسهم يظلمون ). صدق الله العظيم. و الآن و قد أصبح الرجل بين يدي ربه, الملك الديان الحكم العدل. و عند الله تجتمع الخصوم و تجد كل نفس ما أحضرت من خير أو شر. ليت من يقومون علي أمر الناس و يسوسونهم, ليتهم يعدلون و ليتهم يحسنون القول قبل الفعل. جاء في سيرة الخليفة/ الوليد بن يزيد بن عبدالملك, أنه كان فاسقاً. و ذات صباح كان يستفتح المصحف, فوقعت عينه علي الآية رقم 15 من سورة إبراهيم ( و إستفتحوا و خاب كل جبار عنيد ) . ما كان منه إلا أن مزق المصحف و أنشد قائلاً : أتوعد كل جبار عنيد ××× فها أنا ذاك جبار عنيد إذا لاقيت ربك يوم حشر ××× فقل لله خرقني الوليد لكن ماهي إلا أيام و قد قتل هذا الخليفة شر قتلة و صلب علي باب قصره , ثم علي باب المدينة. نعم إن البلاء موكل بالمنطق.