حديث المدينة من المسوؤل..!! عثمان ميرغني في الاحتفال الذي أقيم أمس الأول على شرف توقيع (50) اتفاقية للتنقيب عن الذهب والمعادن في السودان.. جدد الرئيس البشير اتهامه ل(الدول الاستعمارية!) بأنها تخوض حرباً شرسة ضد السودان لمنعه من (استثمار الخيرات الكثيرة في أرضه).. وطلب البشير الاستعداد لهذه الحرب بفتح أبواب الاستعمار وتيسير إجراءات المستثمرين. هل الدول الاستعمارية هي التي تحارب الاستثمار في السودان؟ أم أن الحكومة (ذات نفسها) هي التي تحارب الاستثمار.. الإجابة من نفس الخبر لخطاب السيد الرئيس يقول الخبر (أكد الرئيس عمر البشير وجود عقبات تعترض عمل المستثمرين بالسودان من خلال الإجراءت العقيمة بالولايات). لكن الرئيس وفي نفس الخطاب.. قال إن كثيراً من المستثمرين غادروا السودان محبطين.. والإحباط هنا –بالطبع- ليس بفعل الدول الاستعمارية.. بل بفعل (العقلية!) الاستعمارية في دواوين الاستثمار في السودان.. وقال الرئيس في نفس المناسبة إن (حكومات الولايات تريد أن تحلب المستثمرين قبل أن تعلفهم..). ولكن الوضع في الاستثمار ظل على هذه الحال المائل سنين طويلة رغم (توجهيات!!) الرئيس.. وقلنا كثيراً أننا لا نفهم المعنى الفني لكلمة (توجيه الرئيس).. هل هو قرار جمهوري أم قانون .. وكيف يصل التوجيه .. بالإعلام والصحف. أم بالديوان الحكومي.. قبل عامين كاملين بالتحديد في 2/11/2009 في مدينة الدمازين بولاية النيل الازرق. انعقد الاجتماع الشهير لمجلس الوزراء .. وفيه وجه الرئيس البشير انتقاداً للمؤسسات المسؤولة عن الاستثمار.. ووصفهم بأنهم (بلاقو المستثمر بره بره)... و(وجه!!) بإنفاذ (النافذة الواحدة) لتسهيل اجراءات الاستثمار.. وأقر ذات اجتماع مجلس الوزراء ب(تعقيد الإجراءات والتطويل والتسويف الذي يلقاه المستثمرون، وعن صعوبة الإجراءات وتبعثرها. وتنازع الاختصاصات بين المركز والولايات..) وخرج اجتماع مجلس الوزراء ب(أن المشكلة واحدة اسمها تعقّد الإجراءات.. ووجّه السيد الرئيس في ختام الجلسة بنبرة حازمة بضرورة تطبيق النافذة الموحّدة وإجراء كل المعاملات التي تخص الاستثمار في مكان واحد). وفي 18 أغسطس 2010 أكد البشير لدى مخاطبته بقاعة الصداقة ختام اجتماعات المجلس الأعلى للاستثمار، أهمية الاستثمار باعتباره أساس التنمية، ودعا لتطوير عَمل الاستثمار. وفي 14 أكتوبر عام 2010 في خطابه بمناسبة افتتاح دورة الانعقاد الثانية للهيئة التشريعية القومية كشف الرئيس عن (تعديل مرتقب لقانون الاستثمار لتبسيط الإجراءات للمستثمرين). وفي 24 يوليو 2011 دعا البشير المستثمرين الأجانب خاصة العرب والمسلمين للحضور الي السودان للاستثمار فيه والاستفادة من خيراته وموقعه الجغرافي، وقالك نؤكد اهتمامنا بالمستثمر الأجنبي. وفي 6 أغسطس 2011 أصدر الرئيس البشير حزمة من التوجيهات لقيادات الدولة تقضي بمنح الأراضي مجانا للمستثمرين الجادين مع تبسيط الإجراءات وإقرار النافذة الواحدة في مفوضيات الاستثمار.جاء ذلك في كلمته أمام لقاء المجلس الأعلى السوداني للاستثمار لعرض تجربة ولاية الخرطوم. لكن مع كل هذا التكرار في خطاب الرئيس (وهو رئيس المجلس الأعلى للاستثمار) وسرده لمشكلة الاستثمار إلى أنه وحتى خطاب الأخير.. الحال لا يزال على ما هو عليه.. ولا يزال الرئيس شكو من أن الحكومة.. في المركز و الولايات تريد أن (تحلب المستثمر قبل أن تعلفه).. إذن من المسوؤل عن إصلاح الحال..؟؟ التيار