حديث المدينة مسؤولين من الخير..!! عثمان ميرغني مسؤولين من الخير.. أين ذهب مهرجان السياحة (أتانينا) هذا العام في ولاية البحر الأحمر؟ قبل أيام دشنت ولاية كسلا مهرجان السياحة.. في محاولة مستميتة لاستعادة المجد \"التاجوجي\" الذي (كانت!!) تتحلى به كسلا.. يوم أن كانت قبلة العرسان في شهر العسل.. وأدمت قوافي شاعرها إسحاق الحلنقي ب(كسليات) لا تزال تمطر شجناً.. مثل (حبيت عشانك كسلا) التي تغنى بها التاج مكي وغيرها.. في العام السابق.. قلت للسيد الوزير المشرف على مهرجان السياحة في البحر الأحمر.. أن أول شروط نجاح مثل هذا المهرجان أن ترفع الحكومة يدها عنه.. الفكرة بسيطة وسهلة.. مثل هذه المهرجانات المستهدف بها المواطن.. لكن ظهور (الحكوميين) فيها يفسد مقاصدها ويحولها إلى عمل سياسي دعائي عديم الرجاء.. ألم تلاحظوا ذلك في مهرجان كسلا الأخير.. كانت صور السيد الوالي محمد يوسف آدم في إعلانات تدشين الموسم.. وكان الأجدر أن تكون تاجوج.. أو توفيق صالح جبريل أو إسحاق الحلنقي.. لأنه مهرجان سياحة لا سياسة.. ليت ولاية البحر الأحمر –هذا العام- تستفيد من الأفكار التي نهديها إليها.. أن (تخصخص) المهرجان كاملاً.. تدعو لافتتاحه وتدشينه فنان مثل وردي أو الكابلي أو محمد الأمين وتترك إدارة المهرجان من قمة لجنته العليا إلى أخمص قدميه لمواطني البحر الأحمر.. وليتفرغ السادة الوزراء إلى أعمالهم. وتدعو السيد رئيس الجمهورية ونائبيه الأول والثاني مع أسرهم الكريمة للاستمتاع بحضور المهرجان بشرط واحد مهم للغاية.. أن تكون زيارتهم للولاية (غير رسمية).. لا لقاءات جماهيرية ولا عطب ولا لافتات ترحيب ولا حتى مواتر وصافرات جياد.. بل والأجمل أن لا يستقبلهم الوالي.. بل رئيس لجنة المهرجان الذي نفترض أنه من عامة أهالي البحر الأحمر.. ثم بذكاء يلتقط الإعلام والصحافة صور الرئيس مع أسرته وهم يتمتعون في الشاطئ مع عامة الجمهور.. أو يتناولون وجبة سمك شهية.. أو يشاهدون حفلاً مسرحياً وغنائياً.. أو بين الحضور في ندوة كبرى يتحدث فيها العلامة الدكتور جعفر ميرغني عن تاريخ سواكن.. وتنقل ذلك الفضائيات لتكون هذه الصور (دعاية) للسياحة.. لا للسياسة.. إذا نجحت ولاية البحر الأحمر في لفت النظر (السياحي) للمواطن السوداني.. فإنها بكل تأكيد تضخ دماء (اقتصادية) في شرايينها.. تدفق الزائرين ينعش الحركة التجارية ويجذب الرواج. كلمة السر في مهرجان السياحة.. (لا سياسة.. في السياحة)..!! أقول هذا ويعتصرني الألم على هبوط فريق حي العرب (سوكرتا) في بورتسودان من الدوري الممتاز.. فهو واحد من أهم وجوه السياحة (الرياضية).. هو ليس مجرد فريق رياضي عادي.. بل مورد اقتصادي مهم للولاية.. لا أعرف لماذا فرط فيه أهالي البحر الأحمر بمثل هذه السهولة.. الفريق الذي تأسس منذ العام 1925.. حتى قبل أن تعرف العاصمة كرة القدم.. التيار