[email protected] الدولة الدينية ,هي دولة قائمة في الاساس على المرجعية الدينية حيث يستمد منها قوانينها التي تنظم شئون الافراد,وتقوم بالتمييز بين افرادها على اساس الدين بعيداّ عن المواطنة ,وفي الغالب فان انظمة الحكم في الدولة الدينية ملكية او وراثية مثل المملكة العربية السعودية ,او تعتمد على البيعة والخلافة مثل دولة الخلافة الراشدين (القرن الاول الهجري ) في العصر الهجري ارتبط الاسلام بالقوميات العربية فرسول الاسلام (ص) من العرب وكذلك الخلفاء ,لذلك شهد الدولة الاسلامية تماسكاّ قوياّ ونظم امير المؤمنين استمر تاريخ الدولة الاسلامية حتى ايام عمر بن العاص الزي فتح مصر ,وفي العصر الحديث اصبح الاسلام ينتشر في كافة الارض ,وحتى وصل الي بلاد النوبة (الولاية الشمالية )واستمر حتى غطى كافة انحاء السودان الحالي ,الا ان الارض لم تنشق وتبتلع القوميات الافريقية وديناتهم ,لكن حصل نوع من المعارك و التماذج والتواصل ايضاّ بين تلك المجموعات التي جائت الي السودان والمجموعات التي كانت موجودة في الاصل ,فتكونت خليط وفريد ,حتى الثقافة والحضارة على الرغم من ان الحضارة الاسلامية مرتبط ارتباط تاريخي مع العروبة,والثقافة الافريقية القائمة على ابدعات الانسان وتقدمه بعيداّ من الاديان السماوية التي هي حديثة في افريقيا ,فمعظم افريقيا تؤمن بمعتقدات افريقيا ليومنا هذا ,انا لم اقصد ان الاديان السماوية حديثة من ناهية وصولها لافريقيا فمذكور في الانجيل( الخصى الحبشي )انما من ناهية الايمان بها وتطبيقها على ارض الواقع ,فنجد الانسان الافرقي هو فريد من نوعه ومميز من عدة نواحي تراثية وحضارية يفوق بها معظم قوميات الكون لا انه متاخر في نواحي اخرى , تكنلوجياّ على سبيل المثال , في ارض مثل افريقيا اذا حولت انشاء دولة دينية القانون يكفل ان يكون اي مسلم حقوق فاساس الدولة الاسلام ولاسلام واحد بغض النظر عن وطنه ,كما كان في السابق ,انا لا اعترض على قيام اي شكال من اشكال الدولة الدينية لكن ان تكفل حقوق الاخرين وان يعطيهم حريتهم ,وعندما نقول اكثر ععامل يساهم في تقدم الدولة وتعيش مواطنيها هي العلمانية (فصل الدين عن الدولة ) لا اقصد فصل الدين من مواطن الدولة فمعظم الناس يفهونها هكذا وان العلمانية حرام لانه يعادي الدين ,هذا مفهوم خاطي قائم على التعصب ولااقصد فصل القيم الدينية والاخلاقية الانسانية الحميدةعن مجمل حياة الانسان بل تعزيزها ,ليس هنالك دين يرفض تعايش مجموعات اخرى معهم والدليل في زمن الرسول (ص)كان اليهود وقوم قريش يتعيشون مع المسلمين , يجب ان يكفل كل حقوق المواطنين في دستور الدولة , فالوطن حديثاّ اصبح مختلفاّ عن العصر الهجري وبداية الاسلام يا اخوتي المسلمين فالوطن ليس مجرد قطعة ارض جغرافيا يسكن عليها الناس ,فهو المكان الزي يرتبط به شعب ما او امة ارتباطاّ تاريخياّ وثقافياّ ومن هذا النطلق تولدت منه الهوية الوطنية القومية لتلك الامة ,بغض النصر اختلافتهم اذا لا بد ان يتساوى جميع مواطني الوطن الواحد في الحقوق والواجبات ولا سيما الحقوق الدينية و المدنية والسياسية ,وعدم التميز الون او الدين او العرق,هنالك عدة دول طبقت هذا المبدء ونجت بالفعل في التقدم وفي التعايش ,ولكم مني خالص الشكر ,انجلو وليم القاهرة