قولوا حسنا فى زيارة الشمالية (سد كجبار بين حجرى الرحى) محجوب عروة [email protected] سد كجبار وما أدراك ما سد كجبار، كان أحد مقاصد زيارتى لمنطقة فرّيق أيام العيد فموقعه غربها و يقع فى الشلال الثالث ويتميز بسهولة اقامة السد فيه من الناحيتين الفنية والأقتصادية حيث يقع بين جبلين ولا شك أن انتاج الكهرباء منه أمر ضرورى وذو فائدة وكذلك الأراضى الزراعية الواسعة التى يمكن أن يرويها فيستفيد الناس منه فائدة اقتصادية كبرى ولكن المشكلة والخلاف ليس فى ذلك فكل من سألته يؤكد فائدته ولا يرفض اقامته من حيث المبدأ لكن المشكلة كانت فى طريقة الأخراج وعدم الشفافية وعدم الوضوح فى كيفية التعويضات للذين سيتضررون منه عندما تغمر المياه كل المنطقة.. ماهو حق المواطنين وما مصيرهم وما هو مستقبلهم عندما تغمرهم المياه؟ هذه هى القضية وعلمت أن خطأ ادارة السدود عدم الشفافية ولك عزيزى القارئ أن تتصور التصرف غير المناسب لأدارة السد عندما أرسلوا مهندسين لأجراء الدراسات الأولية للسد فأقاموا معسكرهم قربه ويبدأوا العمل ولم تلتقى ادارة السد بالمواطنين وتشرح لهم ماسيحدث باقامته ولا تستمع لوجهات نظرهم حوله ولا لمطالبهم وحقوقهم ولا تفهم تخوفاتهم المشروعة والتعقيدات النفسية التى منذ تهجير الحلفاويين عندما غمرهم السد العالى و ترحيلهم باتفاق بين الحكومتين السودانية والمصرية و لم يستشاروا أو يشاركوا فى تفاصيله بشفافية كاملة أو ينالوا التعويض العادل المناسب لتهجيرهم من أرض أجدادهم ، ثم ما حدث للمناصير بسد مروى والمشاكل التى حدثت. والأدهى عندما استخدم أهالى كجبار وأهالى فرّيق ومن حولهم حقهم المشروع وفق دستور 2005 فى التعبير عن وجهة نظرهم وتخوفاتهم وطالبوا بالشفافية والمشاركة فى التصور الخاص بحقوقهم المشروعة والتعويضات المناسبة ومستقبلهم عندما تغمرهم مياه السد.. كان رد الفعل استدعاء قوات شرطة لتقتل بعض المتظاهرين بالرصاص الحى ظلما وعدوانا.. وكان الأوفق تفريقهم سلميا والأستماع اليهم كمواطنين سودانيين لهم كامل الحق فى توصيل وجهة نظرهم والمشاركة فى قيام المشروع بالصورة المثلى التى تحقق الأهداف لمصلحة الجميع ولكن ضيق الأفق وعدم أنتفاع ادارة السد بالصبر والحكمة أساء لفكرة عبقرية ابتدرها الشهيد محمود شريف.ان عدم توفر المناخ الملائم للتنمية والأستثمارات يسبب المشاكل ويضع العراقيل للمشروعات ذات الفائدة فليس بالقانون والأدارة وحدهما تكرس الجدوى الأقتصادية للمشروعات. طرقت موضوع سد كجبار ورؤية المواطنين لصديقى الأستاذ فتحى خليل والى ولاية الشمالية عندما زرناه فى العودة من فرّيق وكرمة فوجدته كعادته لم تغيره السلطة منذ أن تعرفت عليه فى ستينات القرن الماضى ودودا دمث الأخلاق مستمع جيد ويحترم الرأى الآخر حتى لو اختلف معه، وجدته متفهما لمشاكل الولاية ومهموم بها وكان متوافقا معى بأن مناخ الأستثمار هو الأهم دائما وعليه فانه يرى أن رؤية الأهالى حول سد كجبار يجب أن تؤخذ فى الأعتبار أولا وقد وعد بذلك.. فيا ادارة السد ويا كل الأجهزة والأدارات على مستوى المركز لا بد أولا عند اقامة أى مشروع قومى اتحادى أن يكون الولاة على علم وتوافق معكم حتى لا تحدث أى خلافات أو احتكاكات غير مرغوبة وتنسف المشاريع القومية ذات الفائدة. نواصل حول رحلة الشمالية. الولاية الشمالية منذ الأستقلال نالت اهمالا كثيرا من المركز والآن هى فى موقع جغرافى استثمارى متميز خاصة بعد اكتمال الطرق والجسور التى تربط بين مدنها جميعا و بعد شهرين يمكنك أن تسافر بسيارتك الخاصة من الخرطوم حتى الأسكندرية. والأهم من ذلك انفتح على السودان فرصة تصدير اللحوم بالثلاجات عبر الطريق البرى لسوق به 80 مليون مواطن فى مصر والتى كانت محتكرة لمافيا اللحوم فى النظام السابق يأكلون أسوأ اللحوم من بلاد بعيدة. لذا نحتاج لسياسة زراعية متقدمة بشقيها النباتى والحيوانى.. ولاية الشمالية واعدة.. واعدة.. فقط نحتاج للأستقرار والتوحد وحسن توظيف الموارد.