قولوا حسنا الى أهالى كجبار وفرّيق.. (الآن فهمتكم!!) محجوب عروة [email protected] منذ الأحداث الجارية باعتصام أهالى المناصير و (جمعة الصمود وأخذ الحقوق ) وظلم ادارة السدود – ومن خالفها الحكومة بالطبع – لهم حيث قال السيد وزير مالية ولاية نهر النيل أن الأمر بيد المركز وليس مع حكومة الولاية. ولعله صادق فيما يقول لأن مشروع سد مروى (الحمداب) هو مشروع قومى رصدت له الدولة كل الأمكانات المالية واللوجستية وهو مشروع ممتاز ومفيد بكل أبعاده دون شك للأقتصاد السودانى ويستحق الذين أنجزوه الشكر والتقدير ولكنه شكر منقوص اذا لم يقتنع أهلنا فى المناصير ويأخذوا حقوقهم كاملة غير منقوصة كما وعدتهم الحكومة من قبل.(ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها) .. هذه هى الشريعة ياحكومة..(الشريعة هى العدل هو الشريعة).. لماذا لاتعطى الحكومة أهالى المناصير حقوقهم وتحل مشاكلهم؟ أليس هم مواطنون لهم كامل الحقوق فى أرضهم ويستحقون التعويض العادل وتأمين مستقبلهم ومستقبل أحفادهم أم سيكون مصيرهم مثل مصير أهل حلفا كانوا ضحية لصفقة سريعة بين الحكومتين السودانية والمصرية لم يستشاروا فيها فحدث ما حدث؟ ان ما حدث للحلفاويين والمناصير هو ذات ما يجعل أهالى كجبار وفرّيق بالمحس يرفضون مجرد الحديث عن سد كجبار بل استشهد بعضهم لأن أحدا لم يشاورهم ولم يقل لهم ماسيحدث.. لقد أصبحوا ذات صباح ليجدوا بعض المهندسين يقومون بمسح منطقة الشلال الثالث حيث يقع سد كجبار بعد أن شيّدوا معسكرا محروسا قرب الشلال وكان من أولى الأخلاق السودانية قبل كل شئ أن يتعرفوا على أهل المنطقة ولوا فعلوا لكانوا موضع ضيافة قبل كل شئ كسودانيين فأهل تلك المنطقة أهل كرم وجود شيمة السودانيين الأساسية قبل كل شئ، ثم يأتى بعد ذلك الخلاف حول جدوى السد وما سيتبعه من حقوق السكان حوله وتعويضاتهم ويمكن بعد ذلك الحوار حول المشروع بقناعات ومعلومات وشفافية.. ان من أعظم خصائص السودانيون أنهم يفرقّون بين الخلاف السياسى و الخلاف الأجتماعى والأفتصادى حتى بين أكثرهم خلافا وصراعا فذلك من مفهوم العيب، ولذلك كان الأجدر بادارة السدود الدخول البيوت من أبوابها لا من الخلف أو بالتجاهل وأعنى بذلك عبر والى الولاية وأهل المنطقة. تخيلوا معى يأتى أحدهم ليتزوج أحداهن دون أن يأخذ اذن الوالدين بل بقية الأسرة الممتدة ماذا يحدث؟ الا يحق لأهالى كجبار خاصة بعدما رأوا ما يحدث فى جوارهم المناصير وقبلهم أهالى حلفا رغم الوعود أن يتشككوا أصلا بل يتطرف كثير منهم ليرفضوا أصل الفكرة؟ من هم أولئك المستشارون والتنفيذيون الذين لا يقدمون النصائح ولا يتصرفوا بحكمة؟ لا أعتقد أن سودانيا مخلصا يرفض التنمية الأقتصادية للمصلحة العامة للبلاد... مستعد ليزيل منزله أو مزرعته أو مصدر رزقه لكى يقام شارع أو كبرى أو سد أو أى مشروع قومى أو محلى له فوائد عامة ولكن من حقه قبل الأزالة وبناء المشروع الجديد أن يعرف حقوقه ويتم تعويضه بأفضل مما كان ويستلمها بالفعل لا الوعود الزائفة لأنه ببساطة قد ضحى بنفسه و بتاريخه وذكرياته والتى تشكل له معانى نفسية كبيةرة لا تعوض بالأموال مهما عظمت.. اقامة العدل بل الأحسان هو ديدن الحكومات التى تحترم تعهداتها ومبادئها، فالعدل والصدق هما الشريعة والشريعة هى العدل والصدق.