[email protected] غداة التحرج عام1975 ذهبت للعمرة برفقة بعض صلات الرحم وللمقارنة ان هذه العمرة كلفتني 80جنيها شاملة تذكرة الطائرة فاين كنا واين اصبجنا ...وما كنت ادري يومها ان بين الرفقه من يراقبني حتي فاجأني بعد العودة انه يريدني لمساعدته في خط مسودة للرد علي كاتب فرنسي اثار شبهات حول الاسلام وبعد عدة حلسات لم نفعل اي شئ غير احاديث ثمهيدية في السياسة وحين شعر الرجل وهو استاذ جامعي بانني بدات اقلق فاتحني مباشرة قائلا لقد راقبتك جيدا وانك اقرب الينا وقلت له من انتم ولكن طبعا ليس علي طريقة القذافي رد قائلا نحن الاتجاه الاسلامي قلت له الاتجاه الاسلامي او غيره من الاتجاهات ليست غريبة علي فقد عايشتها منذ الثانوية ثم الجامعة ولكن حتي الآن لم احدد اتجاهي ولي علاقات ممتدةفيها بحسن الصحبة والحوار البناء سألني لماذا ؟ قلت له لي تحفظات علي جميع الاحزاب قال وماهي هذه التحفظات قلت له ما يلي : *سيطرة شخصية الزعيم علي الحزب *عدم وجود الديمقراطية في الاحزاب وفي كل المستويات وهذا ينعكس غلي الحزب في عدم تجدد دماء الحزب والقيادات *ومن ثم عدم وجود المؤسسية وفي احسن الاحوال هي هياكل فقط للحفاظ علي المكتسبات واذا قبلنا ذلك من الاحزاب الطائفية لظرفها التاريخي فكيف نقبله من الاحزاب الحديثة يمينا ويسارا فما زالت الرموز فيها منذ ثورة اكتوبر 1964 *عدم تجدد الفكر مسايرة للزمن وانما ظل الجمود يغلف حركتها لتدور في فلك افكار الزعيم *طرق تمويل الاحزاب فيها كثير من الضبابية *تسييس الخدمة المدنية والقوات النظامية وهذا له آثار سالبه علي حيوية حركة الحياة وتطورها بل ويقيد الجميع للسمع والطاعة وهذا لو قبله والدي وجدي لظروفهم فانا لا اقبله ولا استطيع ان ابصم دون نقاش واقناع وفي هذه الحالة لا فرق بين الاجيال مما يؤكد اننا لم نتطور فوجئت به يقول لي رغم هذه التحفظات وهي حقيقة وموجودة الا اننا نعرض عليك الانضمام ونقدم لك الاتي : *سنقوم بارسالك في بعثة للتحضير الشهادات العليا في مجالك في الخارج *ثم تذهب للعمل في الخليج *سوف نحتاجك وجيلك في عام 1989 وهنا انعقد لساني لهذه المفاجاة ولم اصدق ولم يطق عقلي ذلك قلت له لي استفسارين قال ما هما قلت له ويومها لم تتم المصالحة -ما هو موقفكم من حكومة مايو قال لا عليك كادرنا لمعاملة مايو معد سلفا ولن يكون لك معها نصيب انتم جيل 1989 اما الاستفسار الثاني فكان هل تضمن لي الديمقراطية في هياكل الحزب وفي كل المستويات وان رايي يسجل في المضابط حتي ولو لم يفز في الاقتراع رد قائلا اما هذه فلا اضمنها لك قلت له هذا فراق بيني وبينكم وافترقنا منذ ذلك العام ولم نلتقي حتي كتابة هذه السطور رغم صلات الرحم ولكن المدهش في الامر دقة تحديد التوقيت من قبل عقد ونصف من وقوعه وهو مالم استطيع توقعه ولم يخطر ببالي ان المجئ سيكون كارثيا هكذا وان نصبح بلدا تتوالد الازمات فيه مطلع كل شمس والمشكلة الاكبر ان الحل واضح جدا ولكن بريق السلطة يعمي الابصار والقلوب مما يوقعنا في خلل اكبر هو حلول الترقيع التي لا نزيد الازمة الا سوءا وتعقيد ا كانما عقمت حواء السودانية عن انجاب فحول السياسة والفكر ولو كنت اعلم ان مصيرنا الي ما نحن عليه او دار بخلدي ان وعدهم حقيقة لافشيت هذا السر لاركان الديمقراطية الثالثة وتبقي محنتنا الازلية هل كان سيقتنعون ...ويقيني لا لان ارهاصات ضياع الديمقراطية كانت اكبر من هذا السر!!!!!!!!!!!!!