زاوية حادة لا «تسِيب» فالربيع مستمر جعفر عباس قبل سنوات كنت في بيت صديق مصري في العاصمة القطرية الدوحة، ودخل علينا رجل أعمال «بلدياته»، وخلال الونسة سأل الصديق رجل الأعمال عن «الفيللا»، فكان رد الرجل: الفيللا..تعيش أنت (تناولتُ كثيرا في مقالاتي المعلبات اللفظية المصرية في التعامل مع الموت: فلان تعيش أنت، تعني أن فلان مات، والعبارة تعطيك الانطباع بأنك عائش على حساب المتوفى.. وهي خير من قولهم عند وفاة شخص ما: «ربنا افتكره» وتعني ? واستغفر الله لي ولهم ? أن الله لا «يفتكر» عباده المصريين إلا عندما يرسل عزرائيل لقبض أرواحهم.. ويعاني شخص من سرطان قاتل ولكن يقولون عنه إنه «بعافية شوية»، وأتحدى شخصا سمع مصريا يقول عن نفسه أو غيره أنه يعاني من حمى.. لا المصريون يعانون فقط من «سخونية».. هم يفعلون أو يقولون ذلك لا لشيء سوى أنهم لا يحبون الكلام الشين، وبالتالي فشخص في العشرين ووزنه «طنين» يقولون عنه «صحته كويسة».. ومن يسميه غيرهم بالأعور يقولون عنه إن «عينه حسنة»).. المهم ان رجل الأعمال حكى كيف أنه شيد لنفسه فيللا فاخرة مطلة على النيل، فجاءه يوما شخص ما وقال له ان السيد علاء مبارك (ابن حسني) يريد شراء الفيللا.. لنترك الرجل يكمل الحكاية: قلت لمندوب علاء «ده شرف عظيم يا بيه، وعلى طول رحت الشهر العقاري وتنازلت عن الفيللا وسجلتها باسم علاء.. طالما حط عينه عليها حيقلعها من حبابي عينيا واحسن اديهالو بالتي هي أحسن، وتاني يوم رحت مكتب علاء ودخلت عليه وسلمت أوراق ملكية الفيللا وقلت له إنها هدية مني له.. بس بصراحة ما قصرش معايا.. كذا ترخيص واعفاءات جمركية وطلعت بعشرة أضعاف قيمة الفيللا. في نوفمبر من العام 2009 توجه ضابط الشرطة (و . ع. ك.) هنيدي من قسم شرطة الهرم الى منزل المواطن المصري عطية (أ. ع) (30 سنة) تنفيذا لأمر قبض في بلاغ مقدم ضده، وعند دخول قوة الشرطة البيت ولولت زوجة عطية، ولكن الضابط مرهف القلب أحس بأنها «مش وش ولولة»، فقد كانت ذات جمال فتاك، فجلس يهدئ من روعها وحصل منها على رقم هاتفها ووعدها بأن يتصل بها ليطمئنها على وضع زوجها القانوني و»ما تشيليش هم.. رقبتي سدادة».. وبعدها صار الضابط يمطر الزوجة بعبارات الغزل ثم الرجاء بأن تلتقي به في فندق ما، ولكن المدام كانت بنت أصول وظلت تصده وتزجره لعام كامل فتحول الغزل إلى تهديد ووعيد، فما كان من الزوج عطية إلا أن فتح بلاغا ضد الضابط مؤيدا بلاغه برسائل نصية صدرت من هاتف الضابط الجوال.. هنا تحول التهديد الى تنفيذ وتم القبض على شقيق عطية بتهمة الاتجار في المخدرات والحكم عليه بالسجن( 3) سنوات، وفي نفس يوم صدور الحكم بعث الضابط برسالة الى عطية: مبروك.. دورك اللي جاي، وأنت عارف طلباتي.. سيب وأنا أسيب»، ولكن عطية رفض أن يسيب، وفتح بلاغا جديدا ضد الضابط في مديرية أمن الجيزة، فكان ان تلقى رسالة أخرى: أنت يا ود مش هتبطل اللي انت بتعمله.. هشوف أنا وللا أنتو يا أولاد الكلب.. وخطواتك كلها عندي».. وبالتالي لم يكن مستغربا ان يكون عطية في طليعة المطالبين بتغيير النظام، ووجد الشجاعة لنشر قضيته في الصحف فتبناها ثوار ميدان التحرير، ولكن ما زال الملف مفتوحا. في الديكتاتوريات المتخلفة لا يكفي المتسلطين والطفيليين التكويش على المال العام، بل يتحايلون لانتزاع بيتك الحلو وزوجتك الحلوة وإذا قلت كاني ماني انتزعوك من بيتك وربما من الدنيا.. ولكن «ما ضاع حق لم ينم عنه أهله/ ولا ناله في العالمين مُقصِِّر».. حسني مبارك في القفص يرد على القاضي: تمام يا فندم.. وشاويش اليمن ناور من اجل نيل الحصانة ضد الملاحقة وزين العابدين يهتف: من جدّ وصل الى جدة.. والقذافي قفلت معه في شهر «الفاتح» وفي الطريق بشار، والحبل على الجرار. الراي العام