بالمنطق والحيوان (بتاع) أزمة الشمال ما هو؟!! صلاح الدين عووضه [email protected] * حين كتبنا محذرين قبل سنوات خلت من تبلور إتجاه (إنكفائي!!) لدى النوبيين بسبب تنامي الإحساس بالغبن والتهميش والإستهداف حجبت الرقابة كلمتنا تلك بحجة جنوحنا نحو (الإثارة!!) و(المبالغة!!) و(التهويل!!).. *إنها الحجة ذاتها التي كانت تُحجب بموجبها كتاباتنا المحذرة من تفاقم أزمة دارفور إلى حد (التدويل!!) حين كانت الإنقاذ تستخف بها- في بداياتها- وتصفها بأنها بسبب (جمل!!) تارة، وبأنها (تفلتات أمنية محدودة!!) تارة أخرى، وبأنها (عصابات نهب مسلح!!) تارة ثالثة.. *وعوضاً، عن كتاباتنا تلك التي لا يُطَّلع عليها إلا (محلياً!!) أضحى العالم كله يطلع على أزمة دارفور عبر وسائط الإعلام العالمية.. *فقد صارت قضية مشهورة (غصباً عن) الإنقاذ وأجهزتها الرقابية.. *فالإنقاذ مازالت تعيش بعقلية نظامي نميري وعبود- الإعلامية- في الألفية الثالثة.. *ثم بعد سنوات عدة من حجب كلمتنا تلك عن الذي يتبلور في أوساط النوبيين- همساً- طفقت أقلام إنقاذية (كبيرة) تكتب عن ذلك الآن من باب التحذير.. *الفرق بين الذي كتبناه ذاك وما تكتبه الأقلام الإنقاذية هو فرق في (الدوافع!!).. *فبينما كتبنا نحن مطالبين بتلافي (المسببات!!) تكتب الاقلام الانقاذية هذه مطالبة ب(حسم مؤامرة جديدة ضد الدولة الرسالية!!).. * أي تدفع نحو اعادة (انتاج الازمة!!) في بقعة جغرافية جديدة لتكتمل- من ثم- حلقة ثورات الهامش على المركز.. *والثائرون هؤلاء جميعاً - شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً- هم (متآمرون يستهدفون مشروع الإنقاذ العروبوي الإسلامي!!).. *وهكذا تتمادى الإنقاذ في أخطائها لتبُزَّ الأنظمة التي حكمت السودان كافة في (الغباء!!) و(الرعونة!!) و(قصر النظر!!).. *وأحد أوجه الغباء هذا لدى قادة الإنقاذ ظنهم أن طول فترة في الحكم هي من دلائل رضا الشعب عن الحاكمين دون أن يسألوا أنفسهم: كم من السنوات حكم فرعون موسى؟ و كم حكم هتلر؟ وكم حكم شاسيسكو؟وكم حكم نميري؟ وكم حكم مبارك؟ وكم حكم القذافي؟ وكم حكم على صالح؟!.. *وإذا إفترضنا- مجاراة للإنقاذ في غبائها- أن أزمة دارفور تسبب فيها (جمل!!) فما هو يا ترى (الحيوان!!)الذي يتسبب في أزمة الشمال الآن الخاصة بالنوبيين والمناصير؟!.. *فالإنقاذ تبحث دوماً عن (شماعة) وإن بدت (خرافية!!)- تعلق عليها أخطاءها.. *فربما يكون حيوان أزمة الشمال- إذاً- هو حيوان خرافي ظهر مع ظهور بحيرة السد وقد تساءلنا مرة إن كانت إدارة السدود هي (مع) أو (ضد) الإنقاذ.. *فهي تطعن الإنقاذ الآن في خاصرتها الشمالية- عبر تأليب المناصير والنوبيين ضدها- بأحسن مما كان يمكن أن تفعله معارضة مسلحة هناك.. *تفعل ذلك إلى حد تحول المناصير من (مناصرين) للإنقاذ إلى(معتصمين) ضدها على غرار الثورات العربية.. *وإلى حد تحول مواقف النوبيين تجاه الإنقاذ من (رافضة) لمحاولات طمس هوية ذات سبعة آلاف من الأعوام إلى (نابذة) للإنتماء القطري القديم أصلاً.. *ورد الفعل هذا- جراء ما يقوم به (حيوان البحيرة!!) من إستفزاز- هو الذي رآه (فقط!!) أصحاب الأقلام الإنقاذية المذكورة ليكتبوا عما سموه (مخطط إنشاء دولة النوبة الكبرى).. *وبين يدي الآن بيان صادر عن لجان المقاومة النوبية- في كل من دال وكجبار والقولد- يكاد أن (يلعن!!) الإنقاذ بسبب أسامة عبد الله والحضري وسد مروي.. *ثم تعلن فيه اللجان هذه تضامنها المطلق مع المناصير.. *ويوشك (حيوان بحيرة السد!!) على أن يجعل في الشمال أزمة يتضاءل أمامها- حياءً- (جمل دارفور!!).. *ويبقى الفرق بين الحيوانين أن الثاني هذا (صحراوي!!) معروف.. * أماالأول (البرمائي!!) فيُسأل عن كنهه الحضري!!!!.