في التنك هتافات قاسية لكنها كانت متوقعة بشرى الفاضل [email protected] لا شك أن الهتافات من شاكلة ( غور غور يا غندور) كانت قاسية من قبل بعض الشباب بدار حزب الأمة عندما اعتلى المنصة إبراهيم غندور القيادي بالمؤتمر الوطني ليخاطب الجماهير التي احتشدت بالدار لمناصرة الشعب السوري بحضور بعض المواطنين السوريين وقد تدخل رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، وزعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي لتهدئة ثائرة الغاضبين.. قال الدكتور إبراهيم غندور إن الحكومة ترفض الظلم في أي مكان وتؤيد ثورات المستضعفين، لكنه قلل من أهمية المعارضة في تحريك الشارع وأضاف إن الثورة تحركها الشعوب وليس المعارضة ولعل هذا ما أثار حفيظة الشباب الذي هتف في مواجهته وقذفه بقارورات المياه وببعض الحجارة قال غندور«انه عندما تأتي الثورة في السودان فان المؤتمر الوطني وقيادته سيكونون أول من يخرج فيها\" وهذا القول كان قد طبقه عملياً العقيد القذافي في فبراير الماضي حين خرجت مجموعات الشباب للتعبير عن ثورتها ضد نظامه.خرج القذافي في تلك المظاهرة ورآه الملايين حول العالم وهو يمتطي سيارة ويلوح مع الثائرين بما يوحي بأنه معهم وذلك قبل أن ينقلب السحر على الساحر فينتهي نظام القذافي وينتهي هو نفسه تلك النهاية المأساوية. صحيح إن العنف يستوجب الإدانة حين يكون الموضع مثل هذه المخاطبات المنبرية التي تخاطب وإن عن طريق الخدمة الشفاهية المفرغة من معناها الثورة على الظلم في كل مكان.لكن على بعض رموز النظام من ناحية أخرى أن يعترفوا بأن هناك حالة احتقان خصوصاً وسط جماهير الأحزاب التي يدعونها للمشاركة في الحكومة العريضة.وأن يدركوا ان الشعب السوداني منقسم إلى حكومة وأنصارها والمنتفعين منها ومعارضة وأنصارها والمتضررين من الحكومة بسبب هذه المعارضة .وإزاء مثل هذا الاستقطاب فإن الظهور في منابر المعارضة وكأن شيئاً لم يكن طوال عشرين عاماً هو أمر يدعو للعجب . حسناً ما قالته الدكتورة مريم الصادق أن الثورات ليس مكانها دور الأحزاب لكن الأحسن منه أن يعلم قادة الحكومة أن جماهير الحكومة التي تهتف لقادتها مستحسنة كل كلمة كلمة يقولونها ليس مكانها دور أحزاب المعارضة أيضا.